الحيوانات المصابة مصدر رئيسي للعـدوى..
د. الحايكي:
الأيام – العدد 7853
قال الدكتور عباس الحايكي، يعتبر مرض الرعام من الأمراض المشتركة البكتيريـة التي تصيب الحيوان ويمكن أن تنتقل إلى الإنسان وهو من أقدم الأمــراض شديدة العدوى التي تصيب الفصيلة الخيليـة (الخيول، الحمير، البغال، البوني) مما يؤدي إلى نفوقـها و نادراً ما يصيب القطط و الجمال إذا احتكت احتكاك مباشر مع الخيول المصــــابه.
وقد تم استئصاله من العديد من دول العـالم إلا أنه عاود الظهور في السنوات الأخيرة في عدد من البلدان منـــها العراق، تركيـــا، باكستان، إيران، الهند، منغوليا، الصين، البرازيل، سوريا، الكويت.
وأوضح الحايكي أثناء المحاضرة التوعوية “مرض رعام الخيل” التي نظمتها وزارة شؤون البلديات والزراعة بالتعاون مع جمعية البحرين للخيل التي عقدت مساء أمس الأول في مركز البحرين للمعارض أن مسبب مرض رعام الخيل لا يتكاثر خارج جســـم الحيوان ولكــن يمكن ان تعيش وتبقى في المـاء لمدة شهر واحـــد وفي الأماكن الباردة والرطبـــة والموبؤة سابقاً التي تعيش فيها البكتيريا لمدة تصــل إلى 6 أسابيع، وبكتيربا الرعـــام ضعيفة ويمكن القضاء عليها باستخدام أغلبيــة المطـهرات و المعقمات كما ان أشعة الشمــس تقضي على الفيروسات.
كما تسبب الأعراض المرضية للخيل ارتفاع في درجة حرارة الجسم والتي قد تصل إلى 40 درجة، كحة وصعوبة في التنفس، إفرازات أنفية قيحية، افرازات في العين، انتفاخ وتورم الأطراف والمفاصل، وفي الشكل الجلدي تتكون عقد جلدية قد تنفجر وتتحول إلى تقرحات قيحية ينجم عنها ندب نجميه مميزة للمرض، موضحاً كما تكون الأعراض التشريحية، كبر حجــــم الغدة الليمفاوية وتورمها، ثم تلتحم بالجلد أو بالأنسجة العميقة، درنات متكلسة على الرئــــة و الطحال و الكبد، وعند زيادة شدة في الرئــة الإصابة تظهر حالـة (ذات الرئة) حيث تفرغ هذه الدرنـــات محتوياتها في القصبــات الهوائية، مما يؤدي ذلك إلى امتداد الإصابة للمنطقة التنفسية العليا، ظهور حالــة (داء الخيل) وهي ظهور الإصابة على طول الأوعية الليمفــاوية خاصة الموجودة في نهاية جســم الحيــوان، وهذه الدرنات تنفجر لتشكل التقرحات التي ينفجر قيحهـــــا المعدي في الدم.
وعن كيفية انتشار المرض قال الحايكي، الرعــام ينتقل عن طريق الاتصال المباشر بالمخاط والسوائل الناتجة من الأنف و القرح والدمامل والسعال، إذا أكل أو تعرض الحصان إلى أي مواد ملوثة بالبكتيريــا قد يصاب بالمرض خلال بضعة أيام و تظهر الأعراض خــلال مدة تتراوح بين اسبوعين إلى 6 شهور، و من الممكن أن يكون الحصان مصاب بالرعــام لسنوات عدة بدون ظهور أي أعراض للمرض، والخيول المصابة يكون وزنها منخفض وأجسامها هزيلة، جميع حالات مرض الرعــــام تكون شديدة العدوى لباقي الخيول بسبب تواجد البكتيريا في السوائل و الإفرازات التى تظهر مـــن الأنف أو خلال السعال و الاتصال المباشر بالدمامل الجلدية، ويحتــــــاج انتقال المرض إلى عدد ضئيل من الخلايا البكتيرية والتي ممـكن نقلها عن طريق الملابس والأحذية والمعدات والأيدي و الأعلاف ومياه الشرب الملوثة.
وأكد الحايكي، أن مرض الرعام ممكن أن ينتقل إلى جسم الإنسان من خلال الاحتكاك المباشر بين الخيول والإنسان بالجهــاز التنفسي، ومن خلال ملامسة الجلد، وتعتبر الحيوانات المصابة هي المصدر الأساسي لانتقال العــدوى، إضافة إلى المخلفـات الملوثة بتلك البكتيريا والتي يمكن أن تنتقل بكـل يسر وسهولة من منطقة لأخرى أو بين دولة وأخرى محدثة إصابة للإنسان والحيوان، وإن أكثر النـاس عرضة للمرض هم السيياس و الأطباء البيطريين لذا يجب اخذ جميع الاحتياطات أثناء التعامل مع الحيوانـات المصابة ويجب لبس القفازات و الكمامات علما بان الحالات المسجلة لدى الإنسان نادرة جداً، وللوقاية من أمراض رعام الخيول، يجب عدم إدخــــال أي حيوانات جديدة إلى الإسطبل إلا بعد التأكد مـن سلامتها بواسطة التحاليل المختبرية، كما يجب عزل الحيوان المشتبه في إصابتها فوراً عند ظهور أي من الأعـراض الســـابق ذكرها و إبلاغ الجهات المختصة الإسراع في إعدام الخيول التي يثبت المختبر إصابتها بالمــرض تحت الجهات المختصة.