أبوظبي- لطالما كان للخيول العربية دور هام في دولة الإمارات وكافة أنحاء العالم، ومن ذلك الدور يعطي المعرض الدولي للصيد والفروسية “أبوظبي 2011” زواره الفرصة ليروا مستقبل هذه الرياضة، ويحتفو بماضيها وحاضرها ومستقبلها. كما يستعرض الحدث أيضاً الأغراض المختلفة التي يمكن استخدام الخيول فيها سواء كانت للنقل أو الممارسات الثقافية أو الرياضة.
ولعل أكثر ما يعكس زيادة شعبية رياضة الفروسية في الشرق الأوسط هو نمو عدد المشاركين في الدورة التاسعة للمعرض الدولي للصيد والفروسية الذي يقام تحت رعاية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم بالمنطقة الغربية في إمارة أبوظبي، ورئيس نادي صقاري الإمارات، ويعقد المعرض في مركز أبوظبي الوطني للمعارض خلال الفترة ما بين 14 – 17 سبتمبر 2011، بتنظيم من نادي صقاري الإمارات، ودعم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.
ووفقا للجنة المنظمة للمعرض، فمن الشركات المشاركة شركة الخيل لمعدات الفروسية التي توفر “جميع معدات الفروسية كالخوذة التي يرتديها من يركب الخيل والسرج وأرضيات الاسطبلات” بحسب ما قاله ديريك سامسون الطبيب البيطري في الشركة.
وذكر سامسون أن زيادة شعبية ركوب الخيل أدت إلى زيادة في الطلب على أجهزة مثل جهاز “ساتو” للجري وجهاز المشي اللذان يساعدان في الكشف عن أي ضعف في أداء الحصان ووصف الإجراءات اللازمة لعلاج هذا الضعف، وأدت أيضاً إلى تصنيع منتجات طورت خصيصاً لتلائم مناخ الإمارات: “قمنا بطوير مكملات غذائية تناسب مناخ دولة الإمارات إذ قام الأطباء والخبراء ببحوث عن مناخ الدولة وطوروا المنتج بناءاً على نتائج هذه البحوث. وتقدم شركتنا مكملات كإتش بي إي ومكملات الفيتامينات المعدنية ومكملات غذائية أخرى، ونملك حق التوزيع الحصري لمعظم هذه المنتجات.”
وأضاف أن زيادت شعبية هذه الرياضة ولدت أنماطاً جديدة في هذا المجال : ” يزداد الطلب على المنتجات الترفيهية للخيول كأحواض التدليك التي تساعد الخيول على الاسترخاء.”
تعكس الأعمال التي تقدمها ستوديوهات سوريل التي تملكها الفنانة كنا بنت محمد السيد الهاشمي التاريخ المجيد لرياضة الفروسية. وعرضت أعمال كنا في المزادات الفنية التي تقام سنوياً في متحف سادلبريد الأمريكي لخمس سنوات على التوالي، كما شاركت في مسابقة “إكس أرت إكوينس 4″ للفنون المتعلقة بالفروسية والخيل. وتتواجد أعمالها في المعرض الدولي للصيد والفروسية هذا العام في منصة ستوديوهات سوريل رقم H8-4.
الفنانة كنا عضوة في المجموعة الدولية لفناني الفروسية والخيل، ولعل حبها للفروسية وممارستها لركوب الخيل لأكثر من عشرين عاماً أعطاها معرفة واسعة بالخيول وأسلوبهم في التفاعل وتفاصيل الفروسية المختلفة.
عبرت كنّا عن رغبتها في أن يعطى فن رسم الخيول اهتماماً أكبر قائلة :” أتمنى أن يحظى الفن المتعلق بالخيول باهتمام أكبرمن محبي الفنون. ففي الوقت الحالي، لا يرى البعض أن الفنون التي تعبر عن الحيوانات بدقة بما في ذلك الخيول فنون راقية مما يجعل دخولها في المسابقات الفنية المعروفة صعب.
هناك العديد من الفعاليات والمسابقات التي تركز على الفنون المتعلقة بالخيول، ولكني أتمنى أن يحظى هذا فن باهتمام أكبر. أتمنى أيضاً أن تعود الواقعية لتحظى باهتمام أكبر من محبي الفن والفنانين، فجميع القطع الفنية تستحق الاهتمام لأنها أساليب للتعبير. ينصب اهتمام الجميع الآن بالفنون التجريدية في حين يوجد العديد من الفنانين الذين يستخدمون أساليب الرسم الدقيق والكلاسيكية الجديدة ولديهم أعمال تستحق الاهتمام.”
ولا تعد الفروسية إحدى أقدم وأعرق الرياضات التراثية فقط إنما هي أيضاً الأكثر نمواً، فمن تزايد شعبية لعبة الباتو الأرجنتينية التي تستخدم فيها الخيول وتجمع بين عناصر من البولو وكرة السلة، إلى إعادة اكتشاف الخيول القزوينية وتربيتها في المزارع، وازدهار لعبة الإكروبات على الخيول، تزداد شعبية جميع النشاطات المتعلقة بالفروسية في جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال، توضح الإحصائيات أن 43% من الأسر البريطانية “11 مليون أسرة” بها على الأقل شخص واحد يهتم بإحدى نشاطات الفروسية، وأن قطاع الفروسية هو أكثر القطاعات الرياضية التي توفر فرص عمل.