الحرس الفرنسي ضيف شرف.. واحتفاء خاص بالحصان العربي ــ البربري
وأكد منظمو الدورة الرابعة لمعرض الفرس بالجديدة، التي ستحتضن فعالياتها حلبة سباق الأميرة للا مليكة، تحت شعار “الفرس رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية”، ستنفتح على الجانب الثقافي، باحتضانها أعمال مصورين ونحاتين ورسامين، فضلا عن تنظيم ندوات ثقافية وعلمية ومعارض للكتب المختصة في الخيول.
وأضاف المنظمون في ندوة صحفية، احتضنتها أخيرا، مدينة الدارالبيضاء، لتقديم برنامج هذه الدورة، أن المعرض يقترح على المهنيين والزوار، برنامجا غنيا ومتنوعا في فن الفروسية، يضم عروضا في الفروسية، منها “التبوردة”، التي ستشهد مشاركة 18 فرقة تمثل جهات المغرب، بما فيها فرقة مكونة من فرسان مغاربة مقيمين بالخارج، بالإضافة إلى مسابقات لجمال الخيول، مشيرين إلى أن الدورة ستعرف مشاركة 200 عارض و700 فرس.
وتوقع المنظمون أن تستقطب فعاليات الدورة الرابعة أزيد من 300 ألف زائر، خصوصا بعد النجاح الباهر، الذي حققه المعرض، منذ دورته الأولى، التي نظمت سنة 2008، واستقطبت أزيد من 100 ألف زائر، مؤكدين أن المعرض استطاع أن يصل في دورة 2010 إلى أزيد من 200 ألف زائر، من خلال تقديم برنامج غني ومتنوع، جعل المعرض يفرض نفسه كواحد من أهم معارض الخيل الأكثر تشويقا على الصعيد الوطني والدولي.
وفي هذا السياق، قال وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، إن المعرض يسعى إلى تعميق الاهتمام بتقاليد الفروسية وموروثات وثروات الفرس، المرتبطة بالهوية الثقافية المغربية، كما سيشكل فضاء للقاء بين كل الشركاء والفاعلين في مجال تربية الخيول، بهدف تشجيع وتنمية الإنتاج في قطاع يعتبر من أهم الثروات الوطنية، موضحا أن المغرب يتوفر على حوالي 160 ألف رأس من الجياد، وأن قطاع تربية الخيول بالمغرب يشغل أزيد من 11 ألف شخص، ويساهم بـ 4 ملايير و700 مليون درهم في المنتوج الخام الداخلي.
ويهدف المعرض، حسب رئيس قسم مرابط الخيل الوطنية بالمغرب، محمد الكوهن، إلى الاحتفال بالفرس والحفاظ على التراث المغربي الغني في مجال الفروسية على الصعيد الإقليمي والوطني، كما يسعى إلى تعزيز مكانة المغرب في قائمة الدول، التي تعطي أهمية كبرى لعالم الفروسية، مشيرا إلى أن اختيار مدينة الجديدة لتنظيم هذه التظاهرة، يرجع إلى علاقتها التاريخية بالفرس، فهي عاصمة دكالة الشهيرة بموسمها الوطني الذائع الصيت “مولاي عبد الله أمغار”، الذي ينظم سنويا بمشاركة أزيد من 1400 فارس من مختلف ربوع المملكة.
ويتوفر المغرب، الذي تحتل فيه الخيل مكانة ثقافية وحضارية واقتصادية مهمة، حسب الكوهن، على عدة سلالات من أهمها، البربري والعربي البربري. وتوجد في المغرب، الذي يعد مسقط رأس الحصان البربري الأصيل بامتياز، 50 في المائة من إجمالي الخيول البربرية الموجودة بالمغرب العربي، حسب الكوهن، الذي أكد أن المغرب، مرخص له، من طرف المنظمة العالمية للحصان البربري، بإحصاء وتسجيل الخيول المطابقة للمواصفات الخاصة بالفرس البربري.
من جهة أخرى، قال مندوب المعرض، الحبيب مرزاق، إن هذه التظاهرة، التي تنظمها “جمعية معرض الفرس”، ستنفتح على الجانب الثقافي، باحتضانها ندوات ثقافية وعلمية بمشاركة أساتذة وباحثين متخصصين، ويتعلق الأمر بالباحث في التاريخ صالح شكاك، الذي سيشارك بورقة عن “مكانة الخيل في الغرب الإسلامي”، والباحثة كنزة الغالي من جامعة الحسن الثاني بالمحمدية، التي ستتناول “صورة الفرس بالغرب الإسلامي من خلال الكتابات في شبه الجزيرة الإيبيرية وأمريكا الجنوبية”، كما سيتحدث جمال الحسيني الهلالي من جامعة محمد الخامس بالرباط، عن “تراث الخيل في الغرب الإسلامي”، ومنير البصكري من جامعة القاضي عياض آسفي، عن “تقاليد الفروسية في جهة دكالة عبدة”، وخالد دادسي من جامعة مولاي إسماعيل بمكناس عن “الفرس في أدب الغرب الإسلامي”، ونور الدين رايس جامعة سيدي محمد بنعبد الله فاس، عن “حرفة السراج وعلاقتها بكسوة الفرس”.
وستقدم سعيدة العلمي من جامعة سيدي محمد بنعبد الله بفاس، دراسة حول الخيل انطلاقا من كتاب “حلية الفرسان وشعار الشجعان” لأبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن هذيل الأندلسي، كما سيقدم جمال الحسيني الهلالي من معهد الحسن الثاني للزارعة والبيطرة بالرباط، دراسة حول كتاب “الناصري” للعالم الأندلسي أبوبكر بن البيطار”.