لم تكن «الإيكاهو» المنظمة التي تعنى بمسابقات جمال الخيل العربية منظمة عربية في أي يوم من الايام بل لم تكن منظمة دولية بقدر ما هي منظمة أوروبية خالصة كما هو واضح من أسمها الذي وضعه المؤسسون الاوائل لها وهو (منظمة المؤتمر الأوربي للخيل العربية ) والتي تضع شرطا أساسيا لكل من يريد ان يرأس هذه المنظمة ان يكون اوروبيا ينتمي الى القارة العجوز أوروبا فقط .
ربما لم يخطر ببال القائمين على هذه المنظمة عند تأسيسها التطور الهائل والإقبال الكبير الذي ستشهده خصوصا من الدول العربية التي باتت تمثل حجر الزاوية في هذه المنظمة ، فقد اصبح العرب احد اهم ركائز ودعائم هذه المنظمة من خلال دعمهم وتواجدهم في كبرى البطولات التي تنظمها «الإيكاهو» بالإضافة الى تنظيمهم للعديد من البطولات التي اصبحت الابرز في برنامج بطولات «الإيكاهو» ومع ذلك لم يجد العرب الثقة والتقدير الكافي مقابل كل ما قدموه.
سنوات طويلة مرت ولم تسعى «الإيكاهو» الى تعديل او تطوير دستورها (الهَرِم) الذي اصبح لا يتلائم مع متطلبات التغيير والتطور الذي تشهدها بطولات جمال الخيل العربية ، على الرغم من الانتقادات المستمرة للمنظمة وقوانينها مما حدا بدول عديدة من خارج العقد الاوروبي بالاعتماد على نفسها بعيدا عن «الإيكاهو» وإنشاء منظماتها الخاصة التي تعنى بتنظيم بطولات جمال الخيل العربية مثل أميركا وأستراليا وبعض دول أميركا الجنوبية .
عربيا فجّرت الامارات قنبلة مدوية في وجه «الإيكاهو» والقائمين عليها وذلك بعد انسحاب بطولة دبي الدولية للجواد العربي والتي تحمل أعلى تصنيفات «الإيكاهو» وهو (التايتل) لتشكل الضربة الاقوى بعد ضربة انسحاب كافة بطولات الامارات لجمال الخيل العربية منها ايضا ، وخسارتها للثقل الكبير الذي تمثله الامارات عربيا وعالميا. لم تكن هيبة منظمة «الإيكاهو» وكبريائها لتكسر لولا انها دخلت في ندية وخصام مع دولة الامارات ومع جمعية الامارات للخيل العربية التي اعتبرت أن أولوياتها ومصلحة مربيها أهم من كافة المنظمات الدولية المختصة سواء كانت (الإيكاهو) أو (الواهو) وأعطت درساً لكافة الدول في الاستقلال وتحديد الاولويات في التعامل مع مثل هذه المنظمات .
لم يمنع الإمارات حصولها على أعلى منصب قد يصله عربي أو غير اوروبي وهو نائب رئيس «الإيكاهو» ولم تمنعها مكانتها العالمية ووجود افضل تسلسل منطقي للبطولات من ألانسحاب ، ولكن غطرسة المنظمة والقائمين عليها والتعالي في التعامل والاشتراطات التعجيزية كانت أبرز أسباب الطلاق بين الامارات و«الإيكاهو» !!
القائمون على بطولات الامارات أكدوا انهم لم ولن يندموا على هذه الخطوة و ان بطولاتهم ستدار بقانون خاص بجمعية الامارات للخيل العربية تم وضعه تحديدا لبطولات الامارات بعيداً عن «الإيكاهو» وفق تصنيف داخلي مشابه للتصنيف السابق ، ولديها درجة عالية من الخبرة والدراية والمعرفة في تنظيم وإقامة البطولات التي أصبحت من البطولات المتميزة عالميا ، وستبقى قوية علما إن الإقبال عليها يزداد عاماً بعد عام ، كما تمتلك الامارات حاليا افضل عروض للحكام في العالم مما يجعلها محط أنظار الجميع علما انه لا يوجد مانع في عودة العلاقة مع «الإيكاهو» ولكن بالشروط التي تحددها الإمارات .
للمعلومة منذ ما يقارب ربع قرن انضمت المملكة العربية السعودية لمنظمة «الإيكاهو» وحتى يومنا هذا لم نشاهد أي سعودي في كافة لجان الايكاهو المختلفة سواء كان في لجنة حكام الساحة او لجنة الانضباط او لجنة الحكام باستثناء الحكم بروس الامريكي الاصل والمسجل باسم السعودية والذي يبدو انه حاليا يبحث عن التغيير ؟ ومع ذلك يشتاط القائمون على مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية غضبا لمجرد السؤال عن السبب في عدم تواجد أي سعودي في لجان الإيكاهو على الرغم من انضمام المركز منذ ما يقارب ربع قرن ، علما أنه الجهة الوحيدة المعنية ؟!
بالعودة الى منظمة «الإيكاهو» عليها ان تراجع حساباتها لكي تعود الى سابق عهدها وتستعيد ثقة اعضائها ومنتسبيها وان تعيد دراسة دستورها وأنظمتها بشكل عاجل ، فهي بحاجة الى دستور جديد يتواكب مع التطور العالمي في كافة المجالات ، على ان يشارك في وضع الدستور الجديد كافة الدول الاعضاء والمنتسبين لهذه المنظمة.
كنت في حديث مع احد الاصدقاء الإماراتيين من ذوي الخبرة والاختصاص في مجال الخيل العربية حول مستقبل علاقاتهم مع منظمة «الإيكاهو» بعد انسحاب كافة بطولات الامارات من المنظمة فقلت مازحا أحييكم فقد استطعتم (ترويض) الإيكاهو المتغطرسة ، فرد بضحكة لا تخلو من خبث : يا صديقي عندما وصلت الامور الى مصالحنا ومصالح مربينا (نوخناها) .
بقلم / فهد الدغيلبي
الرابط المختصر لهذا المقال: https://alassalah.com/da8qe