ترويض الخيول الجامحة علم وخبرة ودراية
تحولت هواية الخيل الى حرفة لدى الكثير من مزارعي الوفرة والعبدلي ولا سيما تربية الخيول العربية الاصيلة نظرا لمردودها المادي الجيد كما يقول المزارع حمد العصفور في حديثه ل¯ »السياسة« ويضيف: ان الكثير من زملائه في العبدلي والوفرة يشاركونه هذه المهنة الممتعة والمفيدة.
ويتبين بأن الخيول المرباة في مزرعته واخوانه في الوفرة من السلالات العربية الاصيلة, لذا فإن اسعارها مرتفعة.
وسلالات الخيل العربية تشتهر بجمالها, وبتحملها للجري او العدو وكذلك للسير او المشي لمسافات طويلة, كما يقول المزارع ناصر الهيفي الذي يقتني مجموعة من الخيول القوية في مزرعته بالعبدلي منذ سنوات طوال ويتفقدها وأولاده وأصحابه لممارسة رياضة ركوب الخيل المحببة اليهم اسبوعياً.
مبينا بأن تربية الخيول القوية وترويضها وبالتالي ركوبها تعلم الانسان الصبر والروية وحسن المعاملة التي تكسب الانسان ود الآخرين مهما كانت خشونة اخلاقهم.. غالبا.
مذكرا بأن ركوب الخيل رياضة الآباء والاجداد وتراثنا القديم وبخاصة من الشعر يؤكد هذا. وفي معلقات العصر الجاهلي الخالدة عدة ابيات في كل منها عن الخيل والابل الرائعة, وفي مزرعة هادي هايف الحويلة بالوفرة يأتي مدرب خاص لتدريب صغار الخيول على المشي والعدو, وتدريب الراغبين لركوب الخيل بأمان, لأن ركوب الخيل العربية ليس بالامر الهين, او السهل. وقديما قالوا: »الفرس من الفارس« فالفرس بطبعه جامح يحتاج الى ترويض كي يركبه الانسان, لكنه لا يقبل ان يركبه المتردد الخائف, وكبح جماح الخيل او اعداده للركوب يحتاج الى خبرة ويسمى عند العرب »عساف الخيل«.
وغني عن القول بيان اهمية ركوب الخيل, فقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه »علموا اولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل«.
وأضاف: ان الخيول العربية الاصيلة تذكرنا بالمجد العربي القديم والذكرى في هذا المجال تنفعنا ليس بالعودة لاستخدام الخيول في الحروب, ولكن في التحلي بروح الشجاعة والثبات التي كان يتحلى بها اجدادنا في حروبهم او معاركهم ضد اعدائهم الغزاة, ولتربية الابل والتعامل معها فوائد اخرى عديدة وفي لقاء لنا سابق مع اشهر مرب للخيول العربية الاصيلة في الوفرة صاحب اسطبل »الدانة« محمد سليمان العمر لمح لنا بالفائدة الكبرى لتربية الخيول في سلوك ابنته فتحلت بالجرأة وتعلمت الرفق بالحيوان, شريك الانسان في الكون والحياة.
من جهته اشار المزارع المدعج من العبدلي الى “مهور او مهار” صغار الخيل لديه وكيفية تدريبها على المشي والعدو.. حتى تقدر ان تمشي كوالديها لمسافة طويلة تصل الى 120 واحيانا الى 160 كيلو متر على مراحل لا تقل في كل مرحلة منها عن 40 كيلو متراً, مؤكدا ان الفرس العربية مشهورة بتحمل المشي الطويل بعكس الفرس الانكليزية المشهورة بالسرعة, لذا تفوز العربية دائما في سباقات المارثون »المشي الطويل وقديما كانوا يسيرون على الخيل العربية لمسافة تقدر ب¯ 7 ساعات كاملات يوميا عندما لم يكن في بلادنا السيارات السريعة المنتشرة الآن في طول البلاد وعرضها.
فمن كان عنده حصان او خيل قوية واصيلة كان مرموقا وفاضلا ومحظوظا بين قومه, الآن تربية الخيول هواية محبوبة وربما مظهر من مظاهر الوجاهة والثراء وقد افرد لها العديد من رجالات الكويت اسطبلات ومزارع فاخرة لتربيتها وتوفير مستلزماتها وحاجاتها المكلفة من سكن ورعاية وعناية واهتمام منهم على سبيل الامثلة لا الحصر المزارعون: الكاظمي ابناء عم والمرزوق والفضالة والحمود والسلطان اخوان والعتيبي والعمر والبطي والعنزي والشيخ ضاري الفهد والروضان وابن حثلين والسمار والشريدة والفلاح والمسعود والرويلي وغيرهم كثير في مناطق الكويت “الوفرة والعبدلي وكبد والصليبية”…!