ابوظبي- يشكل المعرض الدولي للصيد والفروسية في دورته العاشرة “أبوظبي 2012” فرصة هامة لعشرات الآلاف من زواره المتوقعين، ليروا مستقبل رياضة الفروسية، ويحتفو بماضيها وحاضرها ومستقبلها، والدور الذي باتت تلعبه التقنية والتكنولوجيا في تطوير هذه الرياضة العريقة، إذ لطالما كان للخيول العربية مكانة مميزة في دولة الإمارات وكافة أنحاء العالم.
وأكد رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض محمد خلف المزروعي، أنّ هذا التراث النفيس قد حاز تقديرا عاليا من قبل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- حيث وصلت سباقات الخيول العربية إلى أوروبا والعالم بأسره.
وتتواصل في الوقت الحاضر الجهود المبذولة للمحافظة على هذه الثقافة العريقة بتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك ضمن جهود وخطط إحياء تراث الخيل العربي ونشره، والاهتمام بإعلاء شأن رياضة الفروسية وجذورها الضاربة في عمق التراث الإماراتي، والعمل لترويج الخيول العربية وسباقاتها كتظاهرات بارزة على الأجندة العالمية، والتي بات من أهمها مهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للخيول العربية الأصيلة.
من جهته أوضح عبدالله القبيسي مدير المعرض الدولي للصيد والفروسية أن المعرض يحقق في كل دورة جديدة نجاحات متميزة وإقبالاً متزايدا من قبل أبرز الشركات العالمية المتخصصة في مجال الفروسية، حيث يشارك في المعرض كبرى مضامير الخيل العالمية، وذلك في أعقاب النجاح المتواصل الذي يحققه في كل موسم مهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للخيول العربية الأصيلة منذ عام 2009 في أوروبا والولايات المتحدة، والمؤتمر العالمي لخيول السباق العربية الذي نظمته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في كل من “أبوظبي 2010″، “هولندا 2011″، “ألمانيا 2012″، في حين نسعى للترويج لدورته الرابعة “فرنسا 2013” خلال فعاليات الدورة العاشرة من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، خاصة مع مشاركة العديد من الخبراء والباحثين والمتخصصين في مجال سباقات الخيول من مختلف أنحاء العالم.
ويُقام المعرض الدولي للصيد والفروسية خلال الفترة من 5 ولغاية 8 سبتمبر 2012 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وينظمه نادي صقاري الإمارات تحت رعاية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم بالمنطقة الغربية في إمارة أبوظبي رئيس النادي، ويحظى الحدث بدعم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ورعاية كل من المؤتمر العالمي الرابع لسباقات الخيول العربية “فرنسا 2013″، ومزرعة الوثبة ستود، ومجلس أبوظبي الرياضي، وشركة أبوظبي للاستثمار، وترعى قسم أسلحة الصيد في المعرض الشركة الرائدة “توازن”.
ويتواجد في فعاليات المعرض بقوة كل نادي أبوظبي للفروسية، بطولة العالم لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للسيدات الذي يُعد أغنى سباق يقام للفارسات على صهوة الخيول العربية في العالم، وتمثله فارسات من كل من الإمارات، سلطنة عُمان، بولندا، السويد، بريطانيا، إسبانيا، إيرلندا، الولايات المتحدة الاميركية، سويسرا، ألمانيا، وفرنسا.
كما ويشارك مهرجان الشيخ منصور للخيول العربية الأصيلة، والذي يأتي تنظيمه سنويا في جولات عالمية بتوجيهات من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، على كأس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ويتواجد كذلك في المعرض كل من مجلس أبوظبي الرياضي، هيئة الإمارات لسباق الخيل، الاتحاد الدولي لخيول السباق العربية “افهار”، جمعية الإمارات للخيول العربية الأصيلة، ومزرعة الوثبة ستد، نادي قطر للفروسية، مؤسسات ومضامير سباق الخيل في كل من كاليفورنيا، بولندا، ستوكهولم، سويسرا، تولوز، وارسو، النرويج، وعُمان، فضلا عن شركات مختصة بالخيل وفنانين مشاركين ومجلات دورية متخصصة بكل ما يُعنى بالخيل ورياضة الفروسية من العالم العربي وأوروبا.
ويعكس ذلك زيادة شعبية رياضة الفروسية في العالم حيث نمو متزايد في عدد المشاركين الإقليميين والدوليين في الدورة العاشرة للمعرض الدولي للصيد والفروسية، خاصة مع مشاركة شركة الخيل لمعدات الفروسية، شركة الشبلة، ستون وينغز، كافالوس، نادي الباهية للفروسية، شركة بلاك هورس، إيروفت، عجمان ستود، فورنيل، وستيبل فورس للتجارة.
وتوفر شركة الخيل جميع معدات الفروسية كالخوذة التي يرتديها الفارس والسرج وأرضيات الاسطبلات، وكشفت الشركة أنّ تزايد شعبية ركوب الخيل أدت إلى زيادة في الطلب على تصنيع أجهزة تقنية للجري وجهاز المشي والتي تساعد في الكشف عن أي ضعف في أداء الحصان ووصف الإجراءات اللازمة لعلاج هذا الضعف، وأدت أيضاً إلى تصنيع منتجات تمّ تطويرها خصيصاً لتلائم مناخ دولة الإمارات. كما أدى ذلك لازياد الطلب على المنتجات الترفيهية للخيول كأحواض التدليك التي تساعد الخيول على الاسترخاء.
ويعد جهازا الجري والمشي للخيول من أكثر المنتجات المبتكرة شعبية، حيث تصل أقصى سرعة لجهاز الجري إلى 25 كم2 في الساعة بينما تصل السرعة القصوى لجهاز المشي إلى 15 كم2 في الساعة، ويفضل المهتمين هذين الجهازين لأنهما يتيحان المزيد من التحكم في عملية تدريب الخيول، إذ يمكن للمدرب اختيار سرعة ومدة كل تمرين. كما ينصح أن يستخدم مدربو الخيول مزيجا بين التدريب باستخدام هذه الأجهزة والتدريب بين أرجاء الطبيعة.
ولا تعد الفروسية إحدى أقدم وأعرق الرياضات التراثية فقط إنما هي أيضاً الأكثر نمواً، فمن تزايد شعبية لعبة الباتو الأرجنتينية التي تستخدم فيها الخيول وتجمع بين عناصر من البولو وكرة السلة، إلى إعادة اكتشاف الخيول القزوينية وتربيتها في المزارع، وازدهار لعبة الإكروبات على الخيول، تزداد شعبية جميع النشاطات المتعلقة بالفروسية في جميع أنحاء العالم.
وعلى سبيل المثال، توضح الإحصائيات أن 43% من الأسر البريطانية “11 مليون أسرة” بها على الأقل شخص واحد يهتم بإحدى نشاطات الفروسية، وأن قطاع الفروسية هو أكثر القطاعات الرياضية التي توفر فرص عمل.