الأصالة|
البارونيس جوديث آنا دوروثيا بلنت وتلقب بالليدي وينتورث، وقد تأصل فيها حب الخيل منذ الصغر وليس هذا بغريب على ابنة عائلة اقتنت الخيل مئات السنين. ويكفيها أن تكون ابنة الليدي آن بلنت المشهورة، واشتهرت الليدي وينتورث بنظم الشعر، وتألقت في الكتابة ومؤلفاتها عن الخيل بصورة عامة والخيل العربية بصورة خاصة، تحتل أسمى مكانة حتى أصبحت مرجعًا عالميًّا وحجة يصعب الاستغناء عن الإفادة منها، كما عرفت بمهارتها في فن الرسم.
والذي حدث أنه بعد وفاة الليدي آن بلنت أهمل زوجها حقول التوليد في إنجلترا وباع معظم الخيول، ولكن القدر شاء أن يحفظ الخيل العربية، على يد الليدي وينتورث التي كلما باع أبوها جيادًا عربية، بادرت هي إلى شرائها بأي ثمن من مالها الخاص، حتى استرجعت معظم هذه الثروة الحيوانية النادرة التي بذلت والدتها الغالي والنفيس لاقتنائها، والتي كاد أبوها أن يقدمها لقمة سائغة لمن كان من المحتمل أن يستغلها لمتعته الشخصية فقط أو لغير ما كانت الليدي تخطط من مستقبل لهذا النسل العريق. واستمرت الليدي وينتورث على هذه الخطة حتى وفاة والدها التي أفسحت لها مجالاً أوسع لتكملة الرسالة التي بدأتها والدتها. فباشرت فورًا بإصلاح حقول التوليد، وتعمير ما يلزم من منشآت أخرى. كما أنها بذلت قصارى جهدها واهتمامها بالاعتناء مجددًا بالخيل وتهيئة كل ما من شأنه أن يرقى بها إلى أعلى المستويات، مما جعلها تصل إلى ما وصلت إليه بعدئذ من مكانة وشهرة عالميتين. ومن أشهر الكتب التي قامت بتأليفها: كتاب “الأصيل”، وكتاب “الخيول الإنجليزية الأصيلة”.
وتعد الليدي وينتورث أشهر من عُني بالخيل العربية وتوليدها وتوزيعها إلى مختلف مناطق العالم في القرن العشرين. أما حقول كرابت بارك CARBET PARK والعائدة لها فقد كانت في طليعة حقول التوليد في العالم. ومن الجدير بالذكر أن الخيل العربية التي أنتجت من خيلها انتزعت 236 بطولة عالمية حتى وفاتها حيث توفيت عن عمر يناهز الثمانين عامًا عام 1957 قضت معظمه في توليد الخيل وتربيتها والعناية بها ودراستها دراسة علمية عميقة.و انتقلت المزرعة إلى مديرها سيسيل كوفي الذي قام بإدارتها حتى عام 1971 حيث تم إنشاء طريق سريع في نطاق المزرعة مما أجبره على بيع المزرعة وتشتيت الخيول.