تعيش مدينة لندن أخيراً ازدهاراً في المناطق العقارية الممتازة، لذا ارتأى مطورون عقاريون تحويل مجموعة إسطبلات خيول إلى منازل فاخرة.
ومرت هذه الإسطبلات التاريخية في لندن بأطوار عدة قبل 100 عام أو أكثر، ولكي يحافظ أصحابها عليها، بدأوا استخدامها بادئ الأمر كمرائب للسيارات، ثم كأماكن إقامة مؤقتة (استراحة). إلى أن تحولت اليوم إلى منازل فاخرة تباع بملايين الدولارات.
من جهتهم، استجاب المشترون لهذا النوع من العقارات بحماسة، مما دفع أسعارها إلى الارتفاع، ويباع منزل لمجموعة من الإسطبلات النموذجية بسعر 3 آلاف دولار للقدم المربعة، بحسب تقديرات تشارلي ويليز، وهو رئيس وكالة عقارية. في عام 2010، كان يبلغ سعر القدم المربعة الواحدة 2250 دولار.
أجواء قروية
مثال على ذلك، مجموعة أسطبلات «بون ستريت»، التي تبعد دقائق قليلة مشيا عن سلسلة متاجر «هارودز» الفاخرة. في عام 2010، باع ويليز منزلا تبلغ مساحته 2636 قدم مكعبة لقاء 14.2 مليون دولار تقريبا. و بيع المنزل ذاته من جديد المؤلف من أربع غرف نوم لقاء 17.86 مليون دولار.
ويقول رئيس شركة لوروت براند للعقار المتخصصة بمنازل مجموعات الإسطبلات، أنتوان لوروت، إن الطلب على هذا النوع من العقارات يكون لأسباب رومانسية.
ويضيف: هذه المنازل هادئة، وجميلة بطبيعة الحال، ويبذل الناس جهدهم لتزيينها بالورد والديكورات، كما تتسم بأجواء قروية حقيقية.
وأشار لوروت الى أن أصحاب هذه المنازل يضعون كراسي في الخارج، وفي الصيف يقيمون ولائم الشوي، ويجلسون يتحدثون بعضهم إلى بعض. كما يعيشون شعور اللمة في الإسطبلات».
المواصفات
ومع ذلك، هناك عقبة وحيدة في الأمر، وهي أن هذه المنازل لا تحتوي على حدائق، من جانب آخر، قال لوروت إن %40 من زبائنه غير بريطانيين، إما من أوروبا أو أميركا.
إلى هذا، يقول الكاتب والمؤرخ المتخصص بالهندسة العمرانية ميلاني باك هينسين إن معظم إسطبلات الخيل التي لاتزال موجودة في لندن يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وتم بناؤها بمتاخمة البيوت، لكنها تقع خلف حدائق مكان إقامة اصحاب البيت. هذه المسافة تخفض من أصوات الخيل وروائحها.
ويضيف هينسين: أن الإسطبلات بالأصل مكونة من طوابق أرضية ذات أبواب عالية جدا لتسمح بدخول العربات داخلها، بينما يخصص للأحصنة مكانا للوقوف بجانبها. في الأعلى توجد غرف نوم ذات سقف منخفض ينام فيها الفتيان الذين يعملون في الإسطبل والحوذيين.
في بداية القرن العشرين، واجهت الإسطبلات في لندن خطرا انتفاء الغرض منها. إذ كما يقول هينسن إن امتلاك مدرب وأحصنة بات يكلف كثيراً، لذا استئجارهم أسهل. إضافة إلى ذلك، بدأت الأثرياء في المدينة باستخدام السيارات، لهذا تحولت الإسطبلات إلى كراجات.
بعد الحرب العالمية الثانية، كان عدد العائلات البريطانية الذين يستطيعون تحمّل نفقات الأحصنة والإسطبلات في لندن قليل. لذا تم هدم بعضها، بينما تحوّلت أخرى إلى منازل صغيرة، مكوّنة تماما من غرفتي نوم وحمام واحد.