تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المغرب، تم التدشين يوم أمس النسخة السادسة لمعرض الفرس بالجديدة حيث قام جلالته بجولة عبر مختلف مناطق وأروقة المعرض، خاصة أروقة “جهات المملكة”، و”الممولين”، و”الحرفيين”، و”المؤسساتيين”، و”الفضاء الدولي”، و”فضاء المربين”.
ولدى وصوله إلى حلبة الفروسية “الأميرة للا مليكة”، استعرض صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عدد من الحرس الملكي أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام على جلالته الشريف مولاي عبد الله العلوي، رئيس جمعية معرض الفرس، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز آل سعود، رئيس منظمة الجواد العربي، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلطان آل سعود، مالك مربط “المملكة” للخيول العربية.
وبعد ذلك، تابع جلالة الملك عروضا متميزة في الفروسية، قدمها الثنائي الفرنسي فريديريك بينيون وماغالي ديلغادو (عروض في الرقص والموسيقى رفقة الأحصنة)، والفرقة الفرنسية “جيهول” (عروض فنية)، والفارس البرتغالي لويس فالينكا (كاروسيل ملكي).
كما تابع جلالته لوحات في الترويض من فروسية الغرب الأمريكي، نشطتها مجموعة الفرسان “ويستيرن كارين فاغنون” (فرنسا)، ورقصة للفروسية للخيول العربية- البربرية، تم تصميمها وإخراجها من طرف الحريسات الوطنية، وعرض في الفروسية الفنية الحرة وفي الترويض، قدمها فرسان ينتمون لمدرسة فن الفروسية بمراكش، فضلا عن عرض كاروسيل من 16 حصانا قدمه خيالة المديرية العامة للأمن الوطني، إلى جانب عرض في ترويض الخيول قدمه ياسين الرحموني، أول فارس مغربي تم اختياره في المسابقات الدولية لترويض الخيول.
إثر ذلك، تابع جلالة الملك عرضا في “التبوريدة” قدمته “السربات” التي تمثل مختلف جهات المملكة. وهو عرض يجسد موروثا فنيا يشكل جزءا من الهوية الثقافية الوطنية وتعبيرا قويا عن الفرح الجماعي.
ويتميز معرض الفرس بالجديدة، المنظم بحلبة الفروسية “الأميرة للا مليكة”، على مساحة 9 هكتارات، تشمل مساحة مغطاة تفوق 20 ألف متر مربع، هذه السنة، بمشاركة حوالي مائة من العارضين يمثلون مهنيي القطاع، والمؤسسات الوطنية والدولية والجمعيات المهنية.
كما يشكل المعرض محفل يبرز المكانة السامية للخيل في التاريخ والهوية الثقافية الوطنية وفي الذاكرة الجماعية، فضلا عن البعد السوسيو-اقتصادي الهام الذي ما فتئ يكتسيه هذا الحيوان النبيل على مر القرون.
وينتظر استقبال مايزيد عن 250 ألف زائر خلال هذه الدورة السادسة التي يشارك فيها حوالي مائة عارض متخصص في مختلف المهن المرتبطة بالفرس (صناعة السروج، الإسطبلات، النقل …)، والتي سيتم خلالها عرض أجود الخيول من السلالات البربرية، العربية-البربرية، الفرس العربي الأصيل، الإنجليزي-العربي، والفرس الإنجليزي الأصيل.
وتقترح هذه التظاهرة المنظمة من طرف جمعية معرض الفرس، برامج علمية وثقافية وترفيهية غنية ومتنوعة، بالإضافة إلى العرض الدولي ل “جمال الحصان العربي الأصيل”، والمباراة المغربية لمربي الخيول العربية، والدورة الثانية من “البطولة الدولية للحصان البربري”، والمباراة الوطنية للحدادة العصرية، ومباراة الفروسية الاستعراضية الخاصة بالحصان قصير القامة “البوني”، إلى جانب نهائيات “الدوري المغربي الملكي”.
ومن الجانب العلمي ، يتضمن برنامج المعرض تنظيم ندوات تهدف إلى زيادة الوعي لدى المربين بمختلف الأطياف التي تعرفها تربية الخيول، مع منحهم الآليات وسبل التفكير الكفيلة بتجاوزها.
وهكذا، سيسهم عدد من الخبراء على دراسة “معايير تقييم وقت الاسترداد بعد الجهد عند الخيول”، و”الحقن المفصلية عند خيول الرياضة”، و”الحركية الدولية للخيول”.
ويشارك في هذا المحفل ممثلو عشرين بلدا عربيا وأوروبيا، كالمملكة العربية السعودية، وتونس، وبلجيكا، وألمانيا، وهنغاريا، وفرنسا، وتركيا التي تحضر المعرض كضيف شرف.
و يهتم معرض الفرس للجديدة كل عام بجانب من الجوانب الخاصة بالخيل و مايحيط به المجتمع المغربي. و في هذا السياق، جاء اختيار موضوع “الفرس أداة للإشعاع الحضاري المغربي” كشعار لهذه الدورة، رافعا مكانة المعرض على الصعيد الدولي، و تكريسا لإشعاع المغرب عبر قطاع يحظى بمكانة متميزة لدى جميع الشعوب، وهي تربية الخيول.
واكد الدكتور الحبيب الزراق ان المعرض سيستقبل هذه السنة، حوالي 30 عارضا من مختلف الجنسيات، التي ستحاول استعراض مميزاتها في مجال تربية الخيول و استعمالاتها، محاولة منها إبهار أزيد من 200 ألف زائر منتظر.
و نفس السياق الدولي، ستعرف هذه الدورة تنظيم العديد من البطولات الدولية، من بينها المباراة الدولية للقفز عبر الحواجز 3 نجوم التي ستنظم في إطار النسخة الرابعة من الدوري الملكي المغربي، و الذي يدخل في إطار تصفيات بطولة العالم
و في المجال العلمي، تنظم جمعية معرض الفرس، بمساهمة من الأساتذة الباحثين الأكفاء سلسلة من المحاضرات الثقافية حول موضوع الدورة “الفرس أداةً للإشعاع الحضاري المغربي”. كما تنظم مجموعة من الندوات العلمية في محاور متعددة حول المستجدات في مجال الطب والجراحة عند خيول الرياضة، و قوانين التنقل الدولي للخيول.