الأصالة | سالم بن محفوظ
قد يتسآءل الكثير من المربين عن أفضل الفحول المنتجة في الساحة, وقد يتسآءل بعضهم ويبدأ بالتفكير في امكانية تحويل أحد الحصن المملوكة له الى فحل ويكون ذلك بناء على رأي معين من المالك نفسه أو من بعض المحيطين به وتكون المحاولة عبارة عن مغامرة ناجحة أو فاشلة ينتج عنها ضياع الكثير من المال والجهد والوقت الثمين. وبناء على أن موسم التشبيه قد أصبح قريبا وعلى الأبواب فلقد وجدنا أنه ومن المثمر أن يتم توضيح الصفات المطلوبة في الفحل المميز واضعين نصب أعيننا أن الفروسية هي عبارة عن صناعة عريقة لها تأثيرها على الانتاج القومي لكثير من البلاد المتقدمة ونحن في بلادنا الكريمة أحرى وأحق بأن تنهض هذه الصناعة ونكون في طليعة هذه الدول واقتصاداتها. فلكي يكون الجواد فحلا مميزا ومؤثرا بطريقة ايجابية يجب أن يتصف بالشروط المذكورة أدناه لكي يتحقق لنا مانريد وهو انتاج أجيال من الخيل أفضل مما سبقها من أجيال قديمة.
فأول هذه الشروط هو أن الجواد يجب أن يكون لديه تركيبة صحيحة متكاملة, وحيث أنه ومن شبه المستحيل أن يتم الحصول على جواد كامل لايعيبه شيء من الأخطاء, فالأقرب للكمال بقدر الامكان, فلايوجد مربي يطمح بتوريث بعض الأخطاء بل الكل يرى ويتمنى انتاج أجيال خالية من الأخطاء في التركيبة.
ثاني هذه الشروط هو الحالة الصحية للجواد ونقصد بذلك جودة و نوعية السائل المنوي لديه وخلوه التام من الأمراض المعديه والأمراض الوراثية والتي وان لم تظهر في جيل معين قد تظهر في آخر. وفي حالة علم مالك الفحل بأن الفحل يحمل في جيناته بعض من هذه الأمراض فمن الواجب عليه ابلاغ ملاك الافراس من حوله لكي يتم التنسيق وعدم القيام بتشبية فرس قد تكون حاملة لنفس جينات المرض الموجود لدى الفحل فقد يتسبب ذلك في زيادة نسبة الاصابة للمواليد وحملهم لهذه الجينات, فالهدف هم أن يتم القضاء على هذه الأمراض أو التقليل منها قدر المستطاع.
ثالث هذه الشروط هو الحالة العقلية للجواد المناط تحويله لفحل ويكون ذلك عن طريقة مراقبة تصرفاته وملاحظة قدراته العقلية وامكانيته في الاستجابة للمؤثرات المحيطة من حوله وقدرته في استخدام تلك القدرات في التعلم واكتساب مهارات الأدب مع مالكه أو مدربه وكل من يتعامل معه. فالأخلاق حميدة كانت أو كريهة قد يتم توريثها للأجيال الجديدة.
رابع هذه الشروط هو النسب وجودته, فيجب أن يحمل الفحل في نسبه أسماء رنانه وفاعلة في المجال الذي أنتجت لأجله ومن المفضل أن تكون الأجيال التي تم انتاجها من خلال هذا النسل قد أثبتت نجاحها في الميادين وورثت صفاتها الحميدة والمرغوبة للمربيين.
خامس هذه الشروط هو الأداء ويقصد بذلك أن الفحل كان باستطاعته صنع الفارق في مجاله وكان له بصمة واضحة ومتميزة في تلك الميادين سواء كانت قفز أو سرعه أو جمال أو غيرها من المجالات في رياضة الفروسية.
اخر هذه الشروط هو شرط التأكيد على توريث الصفات وحتى يتم الوصول لهذا الشرط والتأكد من وجوده فقد يغامر ملاك الأجيال الأولى بانتاجهم من الفحل وتكون مغامرتهم عن طريق التحقق من جميع الشروط السابقة ومن ثم القيام بالتلقيح من هذا الفحل وفي حال تحقق هذا الشرط فيكون لهم نصيب التميز في الانتاج المبدئي ويكون لغيرهم أن يستفيدوا من هذه التجربة في حال نجاحها أو فشلها حيث أنهم لم يقوموا بالمغامرة.
وقبل أن نختم هذا الموضوع فاننا ننوه بأنه يجب على المربي أن يلتزم بالتحقق من جميع هذه الشروط مجتمعة لا منفردة ان كان الهدف هو التطوير وايجاد أجيال من الخيل أفضل من سابقها, فالتراخي بالأخذ وتطبيق هذه الشروط ينتج عنه بطء غير مرغوب فيه فيما يخص تطوير صناعة الفروسية, وينتج عن ذلك أيضا ضياع وهدر الكثير من الجهد والمال والوقت الثمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك عزيزي الكاتب سالم محفوظ علي هذا المقال الذي يساعد ملاك الخيل علي اختيار الاجود من الافحل لافراسهم في ظل توجه كثير من العشاق و المحبين لرياضه الفروسيه وحديثي العهد بها …
اتمنى بالمستقبل القريب ان نرى انتاج علي قدر عالي من المواصفات والجودة .
لك تحيه طيبه مني ولاسرة موقع الاصاله