تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الامارات عقدت يوم أمس ندوة حول ” الخيل العربي والمربي العربي – تعاقد تاريخي ورهانات المستقبل “التي نظمها النادي بمشاركة منظمة الجواد العربي في إطار فعاليات مهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الدولي الثامن للفروسية الذي ينظمه النادي بالتعاون والتنسيق مع إتحاد الامارات للفروسية وجمعية الامارات للخيول والاتحاد الدولي للفروسية ويختتم أعماله في الخامس عشر من مارس المقبل.
حضر أعمال الندوة التي عقدت على جلستين بفندق الريتز كارلتون -أبوظبي سعادة علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للأنشطة وسعادة علي عبد الله المحيربي المدير التنفيذي للخدمات المساندة في نادي تراث الامارات والدكتور الحسن الفضايل مدير الحريصة الملكية في بوزنيقة كاتب عام جمعية المربين في المملكة المغربية وممثلون عن منظمة الجواد العربي وجمع من المهتمين بالخيل ورجال الاعلام .
وقد إنطلقت الجلسة الأولى من الندوة المفتوحة تحت عنوان ” أهمية دور المربي العربي في صون هوية الخيل العربي الأصيلة وتحدث فيها كل من نوفل قاهوق ( الأردن ) وسالم المحروقي ( سلطنة عمان ) وغانم الهاجري ( الامارات ) وناصر مشتهى ( مصر ) وأدارها الدكتور نصر مرعي من مصر .
وناقش المتحدثون جملة من النقاط الرئيسية حول الهوية العربية للجواد العربي وعروض مسابقات الجمال للخيول والمربي العربي بين المحافظة على هوية الجواد العربي والخروج منها لمصلحة شروط ومواصفات مسابقات جمال الخيول العالمية حيث تم الخروج بعدد من المقترحات ذات الصلة بتكريم الجواد العربي من حيث توحيد النظام البيطري عربيا من خلال الشهادات الصحية وتسهيلات دخول وخروج الخيول ضمن الحدود العربية وبناء قاعدة معلومات تتيح الفرصة لتعاون أمثل بين المربين في الوطن العربي .
وأوضح المتحدثون في سياق كلماتهم أن تربية الخيول هي علم وفن وأن هناك جملة مواصفات يجب أن تتوفر في المربين صغارا كانوا أم كبارا أو من أصحاب المرابط الكبيرة وعلى رأسها إمتلاك قدر من الوعي حول إستخدام الجينات الوراثية للتعرف على هوية الخيل..كما تحدثوا عن مواصفات وأنواع الجواد العربي وصولا إلى الحديث عن ( الجواد العالمي) الذي يجمع سلالات ودماء جميع الخيول .
وركز المتحدثون على المواصفات الجسمية للجواد العربي من حيث جمال وصغر الرأس ورشاقة وإنسيابية الجسم ..مشددين على ضرورة الاهتمام بمعايير الهوية العربية من حيث المواصفات التي ينفرد بها الجواد العربي مثل الملمس والشجاعة والدم والقوة والقوام والهيئة وحجم الرقبة والروح والذكاء والشخصية وهي مواصفات ساهمت في تحسين السلالات العالمية .
وأوضح المتحدثون في الندوة أن الحصان العربي ليس مجرد حيوان جميل بل له مميزات أخرى مثل القدرة والتحمل والصبر ولهذه الأسباب أمكن للمربين الخروج به من دائرة مسابقات الجمال إلى رياضات القفز على الحواجز والسباقات بفضل إنفراده بإكتمال اللياقة البدنية والجسمانية وقلة تعرضه للأمراض وسرعة الشفاء بسبب نشأته في ظروف طبيعية قاسية .
ثم إنتقل المتحدثون في الندوة إلى الحديث عن مشاركة الجواد العربي في مسابقات الجمال الدولية .. مؤكدين أنها تكسب المربين فوائد كثيرة للتعرف على مقاييس التحكيم وإكتساب الخبرة وقالوا” نحن نحتاج مثل هذه المسابقات حتى يتمكن المربي من تقييم خيوله من خلال عيون الآخرين بالاضافة إلى أنها فرصة أن نرى جمال الخيل العربي من خلال عيون الآخرين والمسابقات رياضية والمشارك بها معرض للربح أو الخسارة وعلينا ممارسة اللعبة بروح رياضية.. منوهين في هذا السياق إلى أهمية مسابقات الجمال في مهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان للفروسية تحت مظلة النسخة الأولى من مسابقة كأس المربين العرب وما تعكسه من ملامح لدعم المربين العرب ومسابقات الجمال المخصصة لهذا الغرض .
وتحدث المشاركون في الندوة عن جهود منظمة الجواد العربي ودورها في المحافظة على هوية الحصان العربي ودعم مربيه كما تحدثوا عن التربية التقليدية والسلالات القديمة لدى المربين في منطقة الخليج ..مؤكدين أن منظمة الجواد العربي معنية في الأساس بثقافة وتوعية المربي والاهتمام به ومن ثم إيصاله إلى المحافل الرياضية العربية والدولية والتأكيد على حجم الثقافة للمربي والناجح هو الذي يمتلك رؤية واضحة في عملية الانتاج والاكثار والمحافظة على السلالة والنسب كما طرحوا مجال التعاون بين المربين مؤكدين على أهمية ذلك في تبادل المعلومات والخبرات والسلالات .
وكانت الندوة قد إفتتحت بكلمة للجنة العليا المنظمة للمهرجان ألقاها أحمد محمد المرزوقي نقل من خلالها تحيات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الامارات للمشاركين والحضور .. موضحا أن هذه الندوة جاءت بفضل دعم وإهتمام سموه صاحب الأيادي البيضاء على رياضة الفروسية والعمل على تطويرها والارتقاء بها نحو الأفضل .
واوضح ان هذه الندوة التي تعقد لاول مرة وتضم نخبة من الخبراء والباحثين واصحاب المرابط والمربين في منطقة الخليج والوطن العربي ما هي إلا إشارة واضحة على الاهتمام بالجواد العربي نظريا وعمليا وأن ذلك بلا شك سيثري فعاليات المهرجان .
وفي الجلسة الثانية والختامية تناول المتحدثون محورا بعنوان ” الخيل العربية – رياضات الفروسية ورهانات المستقبل تحدث فيها كل من عز الدين السدراتي (المغرب ) محمد الشامسي ( الامارات ) الدكتور أنس صلاح ( السعودية ) أنس هلال الشايجي ( البحرين ) عبد الله البرمكي ( الأردن ) وأدارها المهندس ضافي المري من دولة قطر.
وتحدث المشاركون في الجلسة عن تجارب بلدانهم في مجال إعداد وتجهيز الخيول العربية لسباقات الفروسية في فئاتها المختلفة وتناولوا بالمناقشة مواضيع ذات صلة بتدريب الخيول والمدربين وميادين السباقات والهيئات والجمعيات والأندية المهتمة بسباقات الفروسية . منوهين بمميزات خيول السباقات من حيث السرعة والقوة واللياقة والقدرة على التحمل خاصة في منافسات رياضة القدرة مع دعوة بالاهتمام بالانتاج المحلي وتخصيص أشواط له كما هو موجود في بعض دول الخليج العربية من تخصيص شوط الانتاج الخليجي في السباقات وهو ما إنعكس إيجابا على فئة المربين والمدربين .
وعرج بعض المتحدثين في الجلسة على دور إتحادات الفروسية في الوطن العربي وأهمية ذلك في تنظيم مواصفات وشروط وقوانين رياضات سباقات الفروسية مع توصية بتخصيص سباقات للخيول العربية الأصيلة فقط لما لذلك من أهمية في تشجيع المربين والمدربين وتحفيزهم على المساهمة في الارتقاء بهذه الرياضة .
كما تحدث المشاركون في الندوة عن نجاح المؤسسات الرياضية في بلدانهم على إشراك الخيول العربية في تنويعات من المنافسات مثل القفز على الحواجز والترويض وألعاب الفروسية ومهارات الفرسان وغيرها .. مشيرين إلى ريادة دولة الامارات في تعزيز مفهوم رياضات الترويض وفق مواصفات دولية . كما تناولوا خطوات إعداد وتدريب الجواد وتجهيزه لمنافسات السباقات .
وإنتهى المتحدثون إلى الاشادة بالجواد العربي وتفرده بمواصفات نادرة تنسجم مع مواصفات رياضة الفروسية مثل السرعة والجهوزية واللياقة البدنية وقدرته على الاحتفاظ بالسوائل داخل جسمه مما يتيح له فرصة كبيرة للصمود في السباقات لمسافات طويلة وطرحوا افكارا عدة تجاه تصويب العديد من القوانين التي تعترض الخيول في ميادين السباقات .
وعقب ختام أعمال الندوة وجه المشاركون رسالة شكر وتقدير إلى سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان على جهوده ودعمه لرياضة الفروسية والمحافظة على مفرداتها الأصيلة على مستوى المحلي والاقليمي والدولي .. مثمنين جهود سموه ومبادرته وتوجيهاته بعقد مثل هذه الندوة لتبادل الآراء والأفكار والخبرات حول قيمة وأهمية الجواد العربي وإتاحة الفرصة أمام الخبراء والمربين لمناقشة وطرح القضايا المتعلقة بالخيول العربية مختتمين بأن مهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايبد آل نهيان الدولي الثامن للفروسية التي إنعقدت هذه الندوة تحت مظلته يشكل أحد اهم الروافد الرئيسة لدعم جهود المهتمين بالجواد العربي .
من جانب اخر تنطلق اليوم برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان فعاليات المهرجان بالنسخة الاولى من ” كاس المربين العرب ” بمسابقة جمال الخيول العربية ضمن مهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الدولي الثامن للفروسية 2014 .
وستجري مراسم الافتتاح الرسمي للمهرجان ظهر اليوم في صالة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الكبرى للفروسية في بوذيب بمنطقة الختم بإستعراض كرنفالي تراثي لخيالة إسطبلات بوذيب وهم يرفعون أعلام الدول المشاركة في المنافسات من دول مجلس التعاون الخليجية ومصر والمغرب بالاضافة إلى الدولة المضيفة (الامارات) .
عقب ذلك تبدأ مافسات الجولة الأولى من مسابقة جمال الخيول العربية بمسابقة كاس المربين العرب التي تقام للمرة الأولى في تاريخ المهرجان على مستوى المنطقة والعالم العربي .
ويشارك بمسابقة كأس سلطان بن زايد للمربين العرب 250 جوادا تمثل الى جانب دولة الامارات العربية المتحدة كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر والمملكة المغربية وجمهورية مصر ومن بينها الاسطبلات الملكية المغربية .
ويتضمن مهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الدولي الثامن للفروسية 2014 الذي تستمر فعالياته حتى الخامس عشر من مارس المقبل الى جانب هذه المنافسات ايضا بطولة القفز على الحواجز ومسابقة ترويض الخيول ومسابقة إلتقاط الأوتاد ( ألعاب الفروسية ) وسباق كأس سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان للقدرة لمسافة 240 كم ويتضمن السباقات التالية : سباق الخيول ذات الملكية الخاصة لمسافة 120 كم و سباق الشباب والناشئين للقدرة لمسافة 120(نجمتان) وسباق القدرة النسائي المحلي المفتوح لمسافة 120 كم وسباق القدرة التأهيلي الدولي لمسافة 80 كم ( نجمة واحدة) ومسابقة القدرة للفرق في فئتي الشباب والناشئين لمسافة 120 كم ( نجمتان) ضمن خمسة أشواط وتقام هذه المسابقة للمرة الأولى في تاريخ المهرجان بغرض تفعيل روح المشاركة بين الفرسان وتفعيل روح العمل الجماعي في الميدان ومن ثم العمل على تخفيض سرعة الخيول لتصبح بحد أقصى ما بين 24 إلى 25 كم في إطار خطة للمحافظة على صحة ولياقة الخيول وعدم إجهادها . بالإضافة إلى السباقات التأهيلية لمسافة 40 كم و 80 كم وجملة من النشاطات الثقافية والفنية والتراثية والفلكلورية المصاحبة .