حواس الجواد .. جمال وحِدَّة!
تتميز الخيول بين نظيراتها في الفصيلة الخيلية وغيرها بحدة حواسها، فأعينها الواسعة، وآذانها الرقيقة، وجلدها الناعم، ومناخرها المستديرة، وألسنتها الطويلة؛ تتفوق على كثير من الكائنات الأخرى بأداء وظائفها بامتياز. وهذه غرائز ومواهب جعلها الله في خيله منذ ولادتها، ثم تطورت بتتطور أعمارها. لدرجة أنها أكثر تتطورا من حواس الإنسان!، بخاصة حاستى السمع والبصر، حتى قيل إن هنالك حاسة سادسة للجواد، هى حاسة الإدراك الحسي العميق!.
البصر
فلنبدأ بحاسة البصر والتي تتصف بأنها حادة جدا، فعين الحصان كبيرة جدا مقارنة بالحيوانات الأخرى التي تعتمد بشدة على هذه الحاسة. فخلافا للإنسان والحيوانات الأخرى، يركز الجواد على الأشياء برفع وخفض الرأس بدلا من تغيير وضع عدسة العين. ومعظم قدرات الجواد في التركيز على الأشياء التي أمامه تعتمد على موقع العين، بوقوعها في جانبى الرأس، كما هو الحال في معظم السلالات الضخمة، توفر العين رؤية جانبية قوية مع رؤية أمامية أضعف. وفي خيول السباق تعتبر هذه الميزة رصيدا جيدا للجواد.
كل الخيول تتميز بدرجة من الرؤية الجانبية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الأجهزة الدفاعية لها، وتستطيع الخيول تحريك العينين بحرية تامة أثناء الرعي، كما تتوفر للخيول رؤية كاملة في كل الاتجاهات دون الحاجة إلى رفع الرأس أو الاستدارة، ومن الممكن أيضا أن يرى الجواد الفارس الذي يمتطيه، وبالرغم من أن الخيول لا تصنف ضمن الحيوانات الليلية، فإنها تستطيع أن ترى جيدا في الظلام بسبب الحجم الكبير لأعينها.
وقد قيل في الأمثال: أبصر من فرس.
السمع
أما حاسة السمع عند الخيول فهي أقوى من مثيلتها عند الإنسان كما أسلفنا. حيث توجد أكياس ممتلئة بالهواء على الحنجرة ومتصلة بالتجويف الأنفي والأذن تعمل على زيادة القدرة على السمع. ويشبه رأس الحصان صندوق الصوت المزود بآذان متحركة تدور بحرية لالتقاط الصوت من كل الجهات. ويتميز الجواد برد الفعل الخاص لصوت الإنسان، وهذا من أبرز العوامل المساعدة عند التدريب.
وبانتقالنا لحاسة أخرى للخيول وهى الشم؛ فهي حادة جدا كأختيها البصر والسمع، وتلعب دورا فاعلا في الجهاز الدفاعي للجسم، لتمكن الخيول من التعرف بعضها على بعض، وكذلك التعرف على مأواها وما يحيط بالبيئة التي تعيش فيها. ويعتقد أن حاسة الشم قد تكون مرتبطة بغريزة المأوى عند الجواد، وهي دليله للتعرف على الطريق إلى مسكنه.
يستطيع الجواد شم رائحة الإنسان، ومن خلال هذه الحاسة يتمكن من اكتشاف أي توتر أو عصبية تطرأ على سائسه أو مدربه أو فارسه. والخيول حساسة بشكل خاص لرائحة الدم، وغالبا ما يبدو عليها القلق والانزعاج عندما تكون قريبة من المسلخ أو الملحمة. كما تلعب حاسة الشم دورا كبيرا في السلوك الجنسي لدى الخيول.
اللمس
وفيما يخص حاسة اللمس فهي تستخدم كوسيلة من وسائل الاتصال بين الخيول وبين الإنسان والجواد.
فعملية تسييس الخيول خير مثال، فعند قيادة الجواد أو ركوبه تتركز لغة الحوار بين الفارس والجواد في اللمس؛ فالأرجل مثلاً تضغط بهدوء على خلايا الاستقبال على جانبي الجواد بينما تتصل اليد بواسطة اللمس بالفم من خلال العنان واللجام.
الذوق
أما الحاسة الخامسة وهي الذوق فهى حاسة قوية لدى الحصان بالمقارنة مع الحيوانات الأخرى، وله القدرة على تذوق الطعام، ففي المرعى يقوم باختيار الحشائش والنباتات التي يأكلها. ولسان الحصان مغطى بطبقة ملساء فيها حلمات التذوق ومرتبطة بنهايات الألياف العصبية للتذوق.
الحاسة السادسة
وإذا ما تحدثنا عن الحاسة السادسة في الخيول؛ فهناك أمثلة عديدة لخيول تظهر قدرات على الفهم وقوة ملاحظة بشكل قد لا نجد له تفسيرا، كما نجد الكثير من الدلائل والمعلومات الموثقة عن تردد الخيول في عبور المناطق المشهورة بأنها مسكونة بالأشباح، وهكذا. كما أن للخيول قدرات غريبة على الإحساس المسبق بالخطر، بالإضافة إلى أنها تستطيع الإحساس بمزاج سائسيها وفرسانها وحالتهم النفسية!.