تعلن حالة الطوارئ، فيخيم على المكان جو من القلق والحذر، ففي ذاك الاسطبل ترقد فرسا أصيلة، في ساعات حملها الأخيرة، لم تستطع وضع جنينها لوحدها، بسبب عسر صاحب عملية الولادة. أستدعي الطبيب البيطري، وكان لابد من استدعائه، لأنه الشخص المهم، في هذا الأمر الملح .. بدأت العملية بقلوب خافقة وأعين مشفقة … في جزئنا الأول دار الحديث حول الولادة الطبيعية، واليوم نبين أسباب عسر الولادة مع بعض النصائح ..
بينت الدراسات أن متوسط نسبة حالات عسر الولادة في الأفراس بشكل عام تبلغ حوالي 4%، بينما تقل هذه النسبة في الأفراس العربية فتصل إلى 2% , إلى أن هذه النسبة ترتفع في أفراس السباق فتصل الى 8%. تزيد حالات عسر الولادة في الافراس التي تلد لأول مرة، بينما تقل في حالات الولادة لأكثر من مرة, وأكثر الأسباب التي تؤدي إلى حالات عسر الولادة هى وضع الجنين غير العادي عند المخاض، بخاصة وضع الرقبة والأرجل.
عندما تتعرض الفرس الحامل لمثل هذه الحالات، يجب أن يقوم بتوليدها طبيب بيطري، نكرر؛ طبيب بيطري حتى لا تتفاقم المشكلة، لأن عسر الولادة يعتبر أحد المشاكل الخطيرة التي تعرض الأم وجنينها لخطر كبير. وحتى نخوض في تفاصيل هذا الأمر يجب توضيح أن هنالك عوامل بعضها يتعلق بالفرس، والبعض الآخر يتعلق بالجنين، ومنها ما يتعلق بالفرس وجنينها في آن واحد؛ كلها تؤدي إلى عسر الولادة..
1/ ما يتعلق بالفرس:
يؤدي النقص في بعض الهرمونات مثل هرمون الاوكستسين او الوستاجلندس، او المعادن مثل الكالسيوم, إلى عدم وجود او ضعف تقلطات الرحم. بالإضافة إلى الإرتخاء في العضلات والأنسجة بسبب عامل السن، أو العامل النفسي الكابح للمخاض الناتج عن التقلبات البيئية، والعوامل المؤثرة على الجهاز العضلي للبطن. وهي جميعها تؤثر في تقلصات الرحم ودفع الجنين في حالة الولادة, كما أن أي عيوب في قناة مسار الولادة تتسبب في عسر الولادة, كالعيوب الموجودة في عنق الرحم والتي تمنع حركة توسع العنق بشكل كامل، إضافة للعيوب الخلقية في المهبل أو الفرج، أو عدم كفاية تجويف الحوض بسبب ضعف التغذية، أو عدم اكتمال فترة الحمل، او بسبب التعرض لإصابة وما إلى ذلك .
2/ ما يتعلق بالجنين:
تدور غالبا حول عدم تناسق حجم الجنين مع مجرى قناة الولادة، بسبب كبرحجم الجنين الناتج عن طول فترة الحمل، أو كبر رأس الجنين، بالإضافة إلى وضعية الجنين داخل الرحم.
3/ ما يتعلق بالفرس والجنين:
يتمثل ذلك في خروج المشيمة قبل الجنين .. ولتوضيح الأمر؛ فعندما ترقد الفرس الحامل على احد جنبيها استعدادا للولادة وتبدأ بالدفع، يلاحظ أن هناك كيس أحمر على حافة الفرج يبدأ بالخروج قبل الجنين، هذا الكيس هو مايعرف بالمشيمة. فان حدث ذلك قد لا يكفي الوقت لاستدعاء الطبيب البيطري، لذلك يجب قطع المشيمة فورا ومساعدة الفرس في دفع الجنين للخروج باستخدام بعض القوة، مع تقلصات وحركة الدفع التي تقوم بها الفرس.
معلومات جميلة
شكرا لك