تتطلب العناية بالخيول العديد من وسائل العناية، ومن أهمها التخصص بحوافر وحذوات الخيل. ومن المعروف أن الشخص المختص بهذه المهنة يسمى بيطار الخيول.
وتتمتع الخيول بهذه الرفاهية بمثابة معيار أساسي يقوم عليه عمل البيطار لتشكيل الحذوات الملائمة والمطابقة بالضبط لحافر الخيل.
وقال البيطار هايدن برايس: “كلنا نعرف ماهية عمل الحداد، ولكن قلة من الناس تعرف ماهية عمل البيطار، أي الحداد المختص في صناعة حذوات الخيول.”
وتتطلب ممارسة مهنة البيطار تعلم وإتقان مجموعة واسعة من التخصصات، إذ يتوجب على البيطار اجتياز امتحان طرق الحديد، بهدف إثبات قدرته على كيفية تشكيل المعدن في النار بدقة وآمان، فضلاً عن ضرورة تعلم كافة التعقيدات التي ترتبط بحوافر الخيل والمتطلبات الأخرى في كيفية العناية بها.
وفي هذا السياق، أوضحت مؤسسة موقع “فورج أند فاريير” كلير براون، أن المتدرب على مهنة البيطار يجب عليه الخضوع لنظام تدريبي صارم لفترة أربع سنوات، مضيفة أن “هناك منافسة شديدة بين المتدربين، وعدد الأشخاص الذين يتقدمون للعمل يفوق عدد الأماكن الشاغرة،” مؤكدة: “نحن نتلقى عدة طلبات أسبوعياً، ولكننا نقبل متدربا جديدا كل عامين.”
وتقوم مهنة البيطار على أساس اختيار الحذوات الملائمة بدقة لحوافر الخيل من بين آلاف الأصناف المتوفرة، وضرورة التأكد من تطابقها مع القياسات المطلوبة.
وتجدر الإشارة، إلى أن ذلك الأمر يستغرق حوالي ساعة من الزمن إذا كان العمل بسيطاً. وعلى سبيل المثال، يغير البيطار حذوه كل خمس دقائق خلال السباقات الكبرى.
وأشار برايس إلى أن العدد الهائل من تصاميم حذوات الخيول المتاحة في الوقت الحالي، أصبح شائعاً مثل انتشار تصاميم أحذية كرة القدم، ما أدى إلى حصول تغير ما في طبيعة عمل البيطار، موضحاً: “قبل فترة 15 عاماً، كان يوجد فقط ستة أنواع من الأحذية”، ولافتاً إلى أن “حالياً يوجد 99.9 في المائة من الوقت في تفصيل الحذوة، وفي كل مرة يجب على البيطار أن يصنع حذوة مغايرة تختص بشكل الحافر ونوع السباق.”
وتجدر الإشارة، إلى أن هذه المهنة محفوفة بالمخاطر في ظل شعبيتها وأسلوب ممارستها في الهواء، خصوصاً أن البيطار معرض لخطر الإصابة خلال تقديم العناية للخيل.
وأشار براون إلى أن هناك ضرورة للتعامل بحذر مع أقدام الخيل حتى لا يتأذى البيطار، مضيفاً أنه “يوجد بعض الخيول التي يصعب التعامل معها والسيطرة عليها، ومن بينها المهر، والخيول التي يصيبها التوتر الشديد أثناء السباق.”
وفي ظل خطورة هذه المهنة، يوجد حوالي 3 آلاف بيطار في بريطانيا، والتي تعد رسمياً الأفضل في هذا المجال بحسب البطولات العالمية.
وتعتبر منافسة “كالغاري ستامبيد،” إحدى البطولات التي تستضيف بياطرة الخيول من مختلف أنحاء العالم للتنافس وإظهار براعتهم في حدادة وتشكيل حذوات الخيول.
وقالت براون إن “الحكام ينظرون إلى مدى دقة صنع الحذوة، كأنها نسخة عن حافر الخيل، فضلاً عن ميزة كل متنافس في أسلوب التعامل مع الحديد، وأسلوب التقليم وتشذيب الحوافر، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع قدم الخيل حتى يلائمها الحذاء.”