تعتبر المخاوف من انتشار طاعون الخيل الإفريقي القاتل هي السبب الخفي وراء اعتراض مجلس الخيول الأمريكي على طلب المملكة العربية السعودية بتخفيف قيود الحجر الصحي المفروضة على خيولها المصدرة إلى أمريكا.
لذلك كان لزاما فرض الحجر الصحي على الخيول المستوردة من المملكة العربية السعودية وجميع البلدان التي يتواجد فيها طاعون الخيل الإفريقي، لمدة ستين يوما قبل دخولها الولايات المتحدة، في حين جاز السماح بدخول الخيول من البلدان التي لا يتواجد فيها المرض بعد قضائها فترة حجر صحي أقصر من ذلك.
تعتبر هذه الفترة الطويلة ضرورية لضمان عدم إصابة الخيول القادمة من دول طاعون الخيل الإفريقي بهذا المرض الذي تطول فترة حضانته.
إن طاعون الخيل الإفريقي هو مرض شديد العدوى والفتك ويصيب الخيول والحمير، والبغال، ويصل معدل وفياته إلى 95 في المئة في سكان الخيل التي لم تتعرض للأمراض مثل الخيول في الولايات المتحدة.
ولكن وزارة الزراعة الأمريكية عكفت على دراسة وضع المرض في المملكة العربية السعودية استجابةً للطلب الذي قدمته المملكة عام 2009 ليتم الاعتراف بها على أنها دولة خالية من طاعون الخيل الإفريقي.
وقال مجلس الخيل إن وزارة الزراعة الأمريكية استخدمت في تقييمها المعلومات المقدمة من المملكة العربية السعودية وغيرها من المصادر.
وبناء على تقييم تلك المعلومات، خلصت وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن هذا المرض لم يكن معروف أنه كان موجودا في المملكة العربية السعودية، وأن احتمال انتقال هذا المرض إلى الولايات المتحدة من خلال استيراد الخيول منها منخفض.
ولكنها خلصت أيضا إلى أن “العواقب البيولوجية والاقتصادية لتفشي طاعون الخيل الإفريقي في الولايات المتحدة يمكن أن تكون مرتفعة”.
وفيما بعد اقترحت الوزارة تغيير قواعد الاستيراد الاتحادية لرفع السعودية من قائمة الدول التي يتواجد فيها هذا المرض وبالتالي السماح للخيول التي سيتم استيرادها منها بالدخول إلى أميركا بعد فترة حجر صحي أقصر بكثير.
اعترض مجلس الخيل، في تعليقات مطولة موجودة في أضابير الوزارة بتاريخ 11 أغسطس، على رفع اسم السعودية من قائمة الدول التي يتواجد فيها طاعون الخيل الإفريقي. واتفق على أن الفوائد المحتملة لم تكن كافية لتعويض الآثار السلبية المحتملة، والتي تضمنت ارتفاع معدل الوفيات التي تصل إلى 95 في المئة، وتكاليف رعاية الخيول المريضة أو قتلها رحمة بها أو التخلص منها. واعتبر أن فرض ضوابط ولائية ودولية وقيود على سفر وحركة الخيل أمر مهم جدا لهذه الصناعة التي سوف تعاني من تفشي هذا المرض؛ ومن الآثار الاقتصادية الناتجة عنه ومن وفقدان الإيرادات لهذه الصناعة في مجالات تربية الخيول، وسباقاتها، وعروضها.
وأشار أن معظم الشركاء التجاريين في أمريكا، وخاصة المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، لم تعترف بأن المملكة العربية السعودية خالية من هذا المرض.
وشكك أيضا في ما إذا كانت وزارة الزراعة أو الصناعة نفسها سوف تمتلك الموارد اللازمة للتعامل مع تفشي طاعون الخيل الإفريقي.
وفي رأي المجلس إن تقييم وزارة الزراعة الأميركية لم يقدم حجة كافية لتغيير قواعد الحجر الصحي ويعرض الخيول الأمريكية وصناعة الخيول الأمريكية ذات ال 102 مليار دولار لخطر مرض طاعون الخيل الإفريقي.