قيل إن تميم الداري رضى الله عنه كان ينقي لفرسه الشعير ثم يعلفه عليه، فقيل له لم تفعل هذا؟، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما من امرئ مسلم ينقي لفرسه شعيرا ثم يعلفه عليه إلاّ كتب له بكل حبة حسنة” .. أفردنا في هذه الصحيفة من قبل مقالا عن غذاء الخيل بصورة عامة، واليوم؛ سنتناول نوعا جديدا من الغذاء اشتهر بفوائده، وميزاته، وقلة تكلفته، يسمى بالشعير المستنبت..
الاستنبات بشكل عام هو جزء من الزراعة المائية، أما استنبات الشعير فهو عملية نقع ثم نبت البذور داخل غرف محكمة الغلق، لها جو يماثل الجو الطبيعي لزراعة الشعير، وذلك من خلال التحكم في درجة حرارة الغرفة، ودرجة الرطوبة، والإضاءة طوال العام، مما يؤدي الى تحرر الأنزيمات، ونبت الجنين، ومضاعفة الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية.
أما الفرق بين حبة الشعير العادي والمستنبت، فهو أن النوع الأول يحتوي على عناصر غذائية يحتاجها الحيوان من أملاح معدنية وبروتين وكربوهيدرات وألياف غذائية، يعاب عليها صعوبة الهضم، بالإضافة إلى الهدر الحادث من التعليف، حيث إنها محمية بالقشرة الخارجية الصلبة مما يؤدي إلى خروجها كما هي مع الفضلات بنسبة هضم منخفضة، وهذا يتضح من خلال متابعة المُربي لروث الماشية بالحظيرة. وفي حالة المستنبت فتلين الحبة وتنشأ الإنزيمات ذات الأهمية الكبيرة في هضم الطعام، وكذلك الأحماض الأمينية التي تعمل على تجديد الخلايا، ويتشكل فيها فيتامين C وتتضاعف فيها فيتامينات B من 6 إلى 12 ضعفاً حسب الفيتامين ويتضاعف فيتامين E 300%، ويتحول النشا إلى سكريات بسيطة.
وبمنظور آخر؛ فالحبوب الطبيعية غير المستنبتة تحتوي على بروتين بنسبة 9%، بمعنى أن الكيلو الواحد به 90 جرام بروتين صعب الهضم، و يهدر منه مالا يقل عن 20% وبالتالي يكون الصافي من البروتين المستفاد منه بصيغته الأساسية هو 72 جراما فقط للكيلو الواحد. وبقياس معامل الهضم للشعير نجد ان البروتين المهضوم لن يتجاوز 30 جراما للكيلو الواحد. وفي حالة الشعير المستنبت الذي يصل طول الجزء الاخضر فيه إلى حوالى 15- 20 سم، هذا غير المجموع الجذري الابيض؛ فتصل نسبة البروتين فيه إلى 19 % أي أن الكيلو الواحد به 190 جرام بروتين سهل الهضم، ونسبة الهدر منه صفر %، وبالتالي يكون الصافي من البروتين المستفاد منه بصيغته سهلة الهضم هو 190 جراما للكيلو الواحد، وبقياس معامل الهضم للمستنبت نجد ان البروتين المهضوم سيكون 190 جراما للكيلو الواحد وهي كبيرة جدا عن حبة الشعير العادية. ويحدث نقص شديد في حمض الفاتيك مع زيادة في امتصاص العناصر المعدنية، وبالتالي زيادة في الهضم بنسبة 25%.
كما توجد مميزات أخرى في الشعير المستنبت، أهمها:
– زيادة كرات الدم الحمراء، مما يعني زيادة في الاكسجين، الأمر الذي يزيد من أداء الحيوانات.
– غير ملوث بالبكتريا والفطريات.
– يفتح الشهية، ويزيد من إنتاج اللحم، بمعنى التحسن الدائم في صحة الحيوان.
– يساعد في تحسين الخصوبة والقدرة على الإنجاب.
– تحسين مظهر الجلد والصوف.
– لا توجد أضرار من الاستخدام الدائم للشعير المستنبت، إلا في حالة حدوث عفن نتيجة زيادة سمك طبقة البذرة عند الزراعة عن اللازم، بالإضافة الى طول مدة نقع البذور عن اللازم، خصوصا في الصيف، إضافة إلى عدم تعقيم البذور قبل الزراعة، فضلا عن زيادة الرطوبة اثناء الاستنبات وارتفاع درجة الحرارة.
– يساعد على تقليل الفترة اللازمة للانتعاش بعد سباقات الخيول والرحلات الطويلة.
– يعمل كبديل لفقدان السوائل الأساسية في العمل، لا سيما في المناطق التي ترتفع فيها درجات الحرارة، والتي تؤدي إلى الفقدان الكبير للسوائل من جراء التعرق.
– يزيد من إنتاج الحليب في ا لأفراس المرضعة.
– لا يحتاج إلى مساحة كبيرة من الأراضي، فيكفى لإنتاج طن واحد من الشعير المستنبت إلى غرفة مساحتها (4×10) متر.
– لا يحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة.
– لا يستهلك كمية كبيرة من المياه في زراعته.
– رخيص في سعره مقارنة ببقية الأعلاف، ويستخدم كبديل غذائي.