فُتنّا بجمالها وابتُلينا بعشقها أحببناها فآوينها إلى قلوبنا فأصبحت جُزء من العائلة ورُبما أكثر لدى البعض! ، ارخصنا لها الغالي والثمين ، عندما عزمنا المشاركة للمنافسة استعرضنا الميادين واخترنا الموقعة ، ورضينا ورضخنا للأنظمة والقوانين، لم يكن لدينا الجزم الكامل بالدرجة او المركز الذي سيحقق؛ لعدة عوامل:الخيل العربية مزاجية الطبع قد تؤَثر عليها الحالة النفسية أو الأجواء المحيطة، كفاءة التدريب والتحضير المسبق، مشقة السفر والترحال، حداثة التجربة وقلة الخبرة، سوء التعامل وعدم الإنسجام مع العرض ، الأخطاء التحكيمية!!
كل ماسبق من العوامل المؤثرة قد نستقبلها بصدر رحب كمؤثر ولا نبرر! إلا الأخيرة! ؛ فالحالة النفسية لا يمكن الجزم بها، مع ذلك قد تكون سبب! ، كذلك التدريب أحياناً ، عندما نبذل جهدنا قد نشكك في كفاءته ونعمد على التغيير والتحسين في المستقبل، والسفر أيضاً قد يرتحل معنا في نفس الرحلة من يؤدي بشكل أفضل وينجح في المنافسة… .
عندما نأتي للأخطاء التحكيمية تنقسم ردة أفعالنا؛ فمنِّا من تُثيره وتُفقده أعصابه فيزمجر ويهدد ويتوعد ويتهم ويبدأ البحث عن الدوافع والمبررات لوجود مؤامرة وتَعمُّد إما للنيل منه وإسقاطه أو لنصرة غيره! لا يلام فعشقها وغيرته عليها قد يدفعه لذلك.!
وعلى الوجه الآخر هناك من يستقبلها بصدر رحب يبتسم يتقبل النتيجة مع عدم الرضى والإيمان التام أن هناك مجال للخطأ. وهنا كذلك عشقها وحبها عزائه للإستمتاع بها فهو يعرف مستواها وقيمتها الحقيقة في قلبه.!
يعتمد هذا المجال من المنافسة جمال الخيل العربية الأصيلة على (الإنطباع) كرياضة الدرساج فهي تقيَّم من مجموعة من الحكام تُمنح لهم الفرصة في فترة معينة وبطريقة معينة يطَّلعون فيها على أداء المشارك ولكل حكم تسجيل النتيجة التقديرية التي يراها من وجهة نظرة، مع الأخذ بالإعتبار عدم وجوب التطابق في النتائج وقبول الإختلاف ،قد تسقط أعلى وأدنى درجة في بعض أنظمة البطولات، ثم الأخذ بمتوسط مجموع تقييم الحكام .
يؤثر على النظرة والتقييم سلبياً عوامل عدة منها اختلاف الأذواق وعدم وجود نموذج مثالي متفق عليه والميول والخبرة وفي النهاية هم بشر قد يحصل خطأ.
بما أن التحكيم مبني على الإنطباع فلا يوجد لدينا مايثبت صحة النتيجة من خطأها فلسنا كرياضة القفز مثلاً حيث بإمكان الجمهور معرفة النتيجة قبل إعلانها بالنظر لعدد الأخطاء المرتكبة والوقت ، أو كسباقات السرعة عند النظر الى التصوير عند خط النهاية ، في مجال تحكيم جمال الخيل العربية الأصيلة الأمر مختلف فلايوجد مايثبت صحة الإنطباع.! إذاً علينا أن نتحمل ذلك ونضعه في الاعتبار.
لن نبرر لأحد ولن نصنع الحجج ! هناك فساد وقد يوجد تعمد! فعلى صعيد المنظم: بات جلياً لذوي الخبرة كما يُذكر أحياناً في عدد من المنافسات أن نتائج هذه البطولة أو تلك ستأول بتقسيماتها لتوزيع الألقاب إلى عدد من المرابط (أ) و (ب) و (ج) والبطولة الأخرى لمرابط مختلفة (ج) و (د) ، فتجد أحياناً غياباً غير مبرر من بعض المرابط للمشاركة في بعض البطولات والسبب “قد يكون” هذه التقسيمات ، فالرعاية والعلاقات والمصالح المتبادلة قد يكون لها الأثر في صنع ذلك.
وعلى صعيد السماسرة والعارضين ومراكز التدريب هناك ما قد يحاك خلف الكواليس وبشكل غير مباشر للإستفادة من علاقات العارضين بعدد من الحكام لتسيير النتائج لصالحهم وتقاسم الفائدة!
من أجلها علينا الموازنة فـ “الحكام بشر .. والفساد يحتاج إلى نظر..” إذاً لابد أن نتعايش مع الوضع الراهن مع مافيه من سلبيات إن كنا “عاشقين” وبذل الجهد للعمل على تحسينها والإصلاح بالطريقة والاسلوب المناسب للمعالجة لا (التدمير) والبحث عن مايجعل من هذا المجتمع مجتمعياً صحياً يجمعنا ويلفظ الطرق الملتوية لإفساد المنافسة والتفرقة واحداث المشاحنة وزيادة العداوات.