احتلت الخيل على مر الزمان مكانة خاصة عند العرب الذين تعلقوا بها وأحبوها، واستخدموها في أغراض شتى وأقاموا لها فعاليات متنوعة شملت سباقات القدرة وعروض القفز والبولو وسباقات السرعة وعروض الترويض، وقد ألهمت الخيول العربية الأصيلة الفنانين على مر العصور وداعبت خيالهم، فرسموها وصوروها ونحتوا قطع فنية تبرز جمالها ورشاقتها ورقيها وأناقتها، ولم يكن ذلك محصوراً على دولة معينة أو منطقة محدودة من العالم بل شمل ذلك مختلف دول العالم ومنها أستراليا وفرنسا والإمارات وإيران والولايات المتحدة والمملكة المتحدة التي أتى من كل منها عدد من الفنانين ليعرضوا أعمالهم المتميزة في المعرض الفني المقام ضمن الدورة الـ 11 من معرض دبي الدولي للخيل.
المعرض الذي يُقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، يستمر حتى يوم غدِ (السبت الموافق 21 مارس) في مركز دبي التجاري العالمي.
ومن بين أبرز الفنانين المشاركين هذا العام الفنانة “لين بومونت” المقيمة في استراليا، وهي تهوى الخيل وركوب الخيل كما تعشق الرسم، وحول مشاركتها قالت بومنت التي تعرض أعمالها أمام جمهور منطقة الشرق الأوسط المتحمس لهذا الفن في معرض دبي الدولي للخيل: “أنا أرسم الخيل لأني ببساطة أحبه، فأنا أمتلك 6 خيول إحداها من سلالة عربية، كما أنني أركب الخيل يومياً، فعشقي للخيل يلهمني رؤية الاختلاف في وجه كل حصان أرسمه.”
تحظى لوحات “لين بومونت” المستوحاة من الفروسية على طلب كبير لمشاهدتها، كما أن العديد من أعمالها الفنية تزين جدران البيوت الخاصة بالعائلة المالكة البريطانية، كما توجد العديد من أعمالها معلقة داخل أندية سباق الخيل الأسترالية، ومنها ’فيكتوريا‘، و’موني فالي‘، و’ملبورن‘، و’مورنجتن‘، وتعد الفنانة واحدة من أكثر الفنانين الاستراليين خبرة وإنتاجاً للأعمال الفنية المتعلقة بالفروسية، وتنتشر أعمالها المُعلّقة في مجموعات خاصة في مختلف أنحاء استراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وإيرلندا ونيوزيلندا واليابان، وقد سبق لها عرض أعمالها في كل من ملبورن وبريسبان وسيدني ونيويورك.
ومن المملكة المتحدة، تعرض المنظمة الدولية لفنون الفروسية أعمال أحد فنانيها المستوحاة من الخيل وهي الفنانة ’فينِتا ساير الحاصلة على ماجستير الفنون‘، وحول هذه المشاركة قالت ليزا دروري، ممثلة المنظمة الدولية لفنون الفروسية في الشرق الأوسط: “هذه هي المرة الأولى التي نشارك فيها في معرض دبي الدولي للخيل، كما إنه المعرض الأول لنا على مستوى المنطقة، رغم أن لدينا العديد من عملائنا الحاليين في الشرق الأوسط، ونحن نتطلع من خلال مشاركتنا للتفاعل مع عشاق الفن في هذه المنطقة.”
تُشارك المنظمة في المعرض بأعمال 5 من أشهر فنانين الفروسية البريطانيين وهم: فينِتا ساير، وألاسدير بانكس (الحاصل على لقب الفنان الأوليمبي لعام 2012)، وتيرنس جيلبرت “أس إي أيه”، وسالي مارتن “أس إي أيه” (واحدة من أشهر فناني الترويض على مستوى العالم)، ومارتن ويليامز “أس إي أيه”، وتقول دروري أن أعمالهم تغطي كافة أوجه فنون الفروسية التي تشمل سباقات الخيل والبولو والفعاليات والترويض.
ومن الولايات المتحدة جاءت الفنانة الأمريكية ’كِنا السيد‘ من ستوديوهات سوريل، وتُحاكي أعمالها المستوحاة من الفروسية الواقع، خاصة الأعمال التي تستخدم فيها الأقلام الملونة وألوان الماء، وحول ذلك قالت: “أعمالي المعروضة بالمعرض استخدمت فيها الحبر الممزوج وقد قمت بتنفيذها حديثاً، ولاقت رواجاً وسط جامعي أعمالي، وأنا أقوم بتنفيذها مباشرة في منصتي بالمعرض.”