سلسلة دروس شرح كتاب: (قانون صفات الخيل العربية) للأستاذ: عبد العزيز القرشي
رقم الدرس: ٦
سنشرع بإذن الله -ابتداء من الدرس القادم- في الصفات التفصيلية للخيل العربية، وقد كنت مدركا تمام الإدراك، وأنا أُعِدُّ هذا الكتاب: (قانون صفات الخيل العربية) مدى أهمية النموذج الذي يقرّب المعلومة المُحَرَّرة، فمهما تكن جودة المعلومة وتحريرها ووضوحها فإنها لن تعطي من إدراك حقيقتها إلا ما نسبته ٥٠٪ وتبقى المساحة الأخرى من النسبة المئوية شاغرة لا يملؤها إلا النموذج. وقد تحيرت كثيرا في اختيار النموذج: هل يكون بواسطة الرسم؟ أم يكون بواسطة النموذج الحقيقي؟ فالرسم يخرجنا من دائرة التقييم (التحسين والتقبيح)؛ الذي عادة ما يثير إشكالا في وسط المربين والمنتجين، لكنه -أعني الرسم- يدخلنا في دائرة المثالية من جهة، والدخول في اختلاف في وجهة النظر مع الرسام من جهة ثانية، وتعثُّر الإنجاز لازدواجية العمل من جهة ثالثة. أما النموذج الحقيقي -وأقصد به الصور الحقيقية- فهو مريح من حيث سهولة الاختيار، والإنجاز، والواقعية، لكنه يدخلنا في دائرة التقييم من جهة، وعدم توفر النموذج القريب للكمال -من حيث العموم- من جهة أخرى.
وبعد تردد وحيرة واستشارة واستخارة رجحت اعتماد النموذج الحقيقي، لأن عيوبه أقل من مزاياه، فالقرب من الواقعية، وسهولة الاختيار والإنجاز، لا تهدمها مسألة حساسية التقييم؛ لا سيما إذا اعتمدنا في ذلك على جملة من الضوابط، التي سوف تخفف من أثر استخدام النماذج الحقيقة.
وبهذا تكون النماذج الحقيقية للخيل العربية في العصر الحديث، هي الوسيلة التي سوف نعتمد عليها في الوصول إلى تقريب تلك الصفات التي حررناها في الكتاب. ولا يخفى على المختصين في هذا الشأن ما في الصور الحقيقة للخيل العربية من إشكال، فهي قد تُحسِّن القبيح، وتُقبِّح الحسن، وتجعل النموذج على خلاف الواقع، وقد تدخل عليها يد التحسين (الفوتوشب)، وتضيف لها ما ليس منها، وقد يكون التصوير قديما فلا تظهر فيه المحاسن أو المساوئ كما تظهر في التصوير الحديث، وغير ذلك مما يحتفُّ بمسألة التصوير من إشكالات… ولذلك سوف أستعين بجملة من الضوابط التي تأطر عملية الاختيار، وتنزع بها إلى الدقة والسلامة قدر الإمكان، وهي كما يلي:
١/ ما أقدمه من النماذج هو اجتهاد يخصني فيما أُقدِّر أنه يشرح ويوضح المعلومة التي اجتهدت سلفا في تحريرها نظريا، ويبقى اجتهادي هذا -سواء في النظر أو في التطبيق- صواب يحتمل الخطأ حتى يثبت لي خلافه.
٢/ في اختيار النماذج نسعى إلى القُرب من صفة الكمال ما أمكن، وهذا لا يمنع من ذكر النماذج الأقل، أو النماذج المخالفة، لأجل توضيح الفكرة.
٣/ اختيار النماذج مبني على أساس تقريب المعلومة النظرية وشرحها، وليس مبني على عِتْق الفرس أو أصالته، أو شهرته الإنتاجية أو الإنجازية، فقد نختار الأصيل وغير الأصيل، والمشهور وغير المشهور، فالعبرة بما نراه يحقق الصفة في ذاتها فقط.
٤/ ليس لنا شأن بالتسمية في اختيار النماذج، فلا يهمنا من النموذج هو من أو لمن؟ إنما يهمنا هو تحقيقه للصفة النظرية.
٥/ نتعامل مع النماذج على اعتبار أنها رسومات ثابتة، فشكل الصورة الذي يحقق الصفة -إيجابا أو سلبا- سنعتمد عليه دون النظر إلى اختلافها عن الواقع، أو إلى احتمال وجود صورة تخالف هذا الشكل في هيئة أخرى، أو احتمال تحسين الصورة أو تقبيحها عن طريق برامج الفوتوشب. وبمعنى آخر: قد نختار نموذجا لصفة ما، فيأتي شخص ويقول: لكنّ الفرس المُختَار في الواقع يخالف الصورة، أو يقول: هناك صورة أخرى للفرس نفسه تخالف هذه الصورة. نقول في كل ذلك: لا ضير، فنحن نتعامل مع الصورة المُختَارة باعتبارها رسمة في هذه الحالة، فدلالتها في الشكل المُختَار على الصفة التي تمثلها -حُسْنًا أو قُبْحًا- هو المهم.
٦/ التفريق بين التحسين والتقبيح من خلال النماذج المقترحة، وبين مسألة الإنتاج، فالإنتاج أمر مختلف عما نحن بصدده تماما، وله قواعد وضوابط مختلفة كذلك، فقد نختار نموذجا لفرس غير منتج، أو لفرس يورِّث بعض العيوب في إنتاجه، أو غير ذلك… فهذا الصنيع لا يتعارض مع تقريب الصفات وشرحها من خلال هذه النماذج، لأن غايتنا هنا توضيح الصفة في ذاتها فقط.
وعلى ضوء هذه الضوابط سنهتدي في تحويل كتاب (قانون صفات الخيل العربية) من النظرية إلى التطبيق، ومن طور المتن العلمي إلى طور المتن الأطلسي، الذي نرجو أن يقرب لمحبي الخيل العربية فهم صفاتها التي أسسها القدماء.
ولا بد في نهاية هذا الدرس من الإشارة إلى مسألة جوهرية؛ تكمن في اختلافنا في تقدير الصفات، فنحن وإن اتفقنا في كثير من العلم النظري عن صفات الخيل العربية سنختلف -إلى حد ما- في تطبيقنا وتقديرنا لها. وهذه المسألة تتعلق بالتفريق بين الأصول والفروع في هذا العلم، فإحكام الأصول والاتفاق عليها يسهل حركة الاختلاف في الفروع ويثريها، فمثلا استحباب طول العُنُق وإشرافها في الفرس الذَّكر من الأصول المُحْكمة في صفات الخيل العربية، فلا ينبغي أن نختلف في ذلك، أما مقدار هذا الطول والإشراف وميزانهما فهو من الفروع التي سنختلف في تقديرها، وستتباين أنظارنا فيها، وذلك لاختلاف أنفسنا وثقافاتنا وأذواقنا، ولكن هذا الاختلاف لن يؤثر على الأصول، بل إنه سوف يثريها ويقويها. (انتهى الدرس السادس).
ملحوظة:
المقصود هنا عرض الدرس بلغة سهلة ومختصرة دون إثقاله بطريقة المعالجة والاستدلال، ولذلك فالدرس لا يُغني عن الكتاب لمن أراد التوسع، علمًا أن الكتاب موجود في جميع فروع المكتبات التالية: جرير، العبيكان، الرُّشد.
دعني انتهز الفرصة أ. عبدالعزيز لؤهنئك على إنجازك لطيب والمبارك، إذ لا أُبالغ إن أشدت أن كتاب قانون صفات الخيل العربية من أجود وأعمق الكتب وأكثرها أصالة من بين مصادر كتب الخيل العربية والتي يشطح البعض فيها دون تركيز على موضوع معين هنا وهناك.
ولعل الملاحظة الوحيدة التي تبين لي أنك مدرك لوجودها هي عدم توافر صور إيضاحية لأعضاء الخيل تُسهّل على القارئ فهم موقع الصفة خصوصا لمن هم من المبتدئين.
عموما لا يزال كتاب قانون صفات الخيل العربية ضمن أفضل مصدر يمكن الرجوع إليه لصبغته البحثية العميقة، وأرجو أن يوفقك الله في الإصدار التالي ليكون كتابك أكثر شمولا من سابقة من حيث توافر الإيضاحات اللازمة،،
وفقكم الله،،،
أهلا أخي أيمن… أرجو أن يكون الكتاب كذلك وأنا أسعى من خلال هذه الدروس في شرح الكتاب إلى تبسيطه وربط لغته بلغة الواقع مع التوضيح بالصور فأرجو أن أوفق في ذلك.
السلام عليك سيدي عبد العزيز مرت فصول و فصول و ايام تراكمت على الايام و انا ادرس كتابك قانون صفات الخيل و ابحث في الخيل و اركبها و اعاملها لاحس بوقع كلامك كلما كان عنانها في وسط كفي و كلما نزلت من على ظهرها .لا افارقها اتاملها و اقارن دراستك التفصيلية بصغاتها.لحد الان لم انهي كتابك دراسة .لانه في الحقيقة كنز لا ينظب من المعرفة .فلربما بيت شعري من مختاراتك يستغرق معي اكثر من شهر لالتمس منه المراد.فكتابك سيدي عبد العزيز مفخرة لكل العرب و يشجع على البحث المتواصل في عالم الخيل.بالنسبة للرسومات التوضيحية فعلا كما انه لكل حكم دوق مختلف عن الاخر تهت بين صور الخيول بطلة العالم.و ارتايت ان انتظر ملاقاتك ثانية لاستعين بدوق الامير الرفيع و حنكته في هدا الاختيار.و الحمد لله فكل الصور الحقيقية المختارة من طرفك مشهرة الشروحات.اعانك الله على اتمام مهمتك و هي في الحقيقة مسؤولية كل العرب الى القاء سيدي عبد العزيز.في امان الله
مرحبا بك أخي عثمان..
أشكر لك حسن الثناء وأرجو أن نكون عند حسن ظنك..
هناك كتب لا تُقرأ مرة واحدة وإنما يصحبها الإنسان عمره كله يعود إليها بالقراءة والتأمل مرة بعد مرة وفي كل قراءة تنفتح أمامه آفاق من المعرفة.. أحسب أن هذا الكتاب منها، ليس لأني مؤلفه بل لأنه يحمل في داخله أقدم وأمتن مدونتين في عمر هذا العلم هما مدونتا أبي عبيدة والأصمعي.
السلام عليك اخي عبد العزيز و على جميع الحضور.نعم اكيد ان كتاب قانون صفات الخيل من الكتب المعاصرة و الاصيلة و هو واحد من الكتب التي يجب لزاما على كل من له علاقة بالخيل العربية الاصيلة ان يكون على راس مكتبته فهو بمثابة منجد طلاب معرفة الخيل العربية العتيقة .و انا واحد منهم اد اصبحت احسن فني التشكيلي بالاستعانة بكتابك بل و انني في صدد انهاء منحوثة انا و 70 فردا من تلامدتي و هم يعرفونك اليوم اشد المعرفة لانني اطلعتهم على كتابك النفيس عندما كنا ننجز و لازلنا في صدد اكمال منحوثة داخل مؤسستنا التعليمية.و هده المنحوثة هي لفحل من الحجاز اسمه انساتا الحجازي المملوك للمرحوم الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.و هده المنحوثة هي الاولى على صعيد المغرب ادا ما تم اكمالها بسلام ان شاء الله.و لا اخفيك يا سيد عبد العزيز ان كتابك كان بمثابة الحجة و البرهان في جدالاتي مع تلامدتي في اثناء تصميم الشكل الاساس للمنحوثة .اد لا يخفى على اي احد انه عندما يكون هناك مجموعة مكونة من اكثر من 70 فردا تكون الاراء متداخلة متنافرة متعاكسة متجانسة .و لكن بفضل الكتاب الثمين قانون صفات الخيل اتفقنا على ان نتفادى كل العيوب لا التي تخدش بالزينة و لا التي تقدح قانون الركوب.و ان ناخد من كتابك كل المحاسن التي يتسم بها الجواد العربي القديم و نطرحها طرحا و نسقطها اسقاطا على عملنا المشترك و الدي هو منحوثة بالاسمنت المدعم تزن 8.5 طن علوها 3 امتار و نصف و عرضها 4 امتار و نصف.و بفضل كتابك كنا نشتغل بكل راحة و ثقة نفس لاننا كنا نعرف ان هدا الكتاب و ركيزة يعتمد عليها و دليل التائه.عندما سننهي المنحوثة سابعث لك صورها .و ان زرت مؤسستنا في يوم من الايام .ستجد اسمك منقوشا على الرخام امام المنحوثة تخليدا لكل من ساهم معنا في انجاز هدا العمل.ان شاء الله.شكرا جزيلا لك سيدي مرحبا بك و مرحبا بكل عشاق الخيل في مؤسستنا التعليمية.
أهلا أخي عثمان…
ما شاء الله عمل عظيم ورائع أرجو أن يحالفكم التوفيق حتى إتمامه، وسوف أزوركم بإذن الله لكي أمتع ناظري بإنجازكم الكبير.
الفحل أنساتا حجازي ليس مملوكا للملك عبد العزيز رحمه الله، بل هو مملوك للسيد المرزوقي بالكويت صاحب مربط أجمل وما يزال الحصان على قيد الحياة وهو من إنتاج السيدة الشهيرة جوديث فوربس صاحبة المربط الشهير أنساتا. وبالمناسبة فهو فحل منتج ويستحق أن يُمنح مثل هذا العمل العظيم.
نسال الله لك الخير والبركة في نفسك وعلمك … للزاد الذي تزودنا به في كتاب قانون علم الخيل
مربي خيل فتحي بن فرج البوعينين – الجبيل
سلمك الله يا أبا فرج وأرجو أن يكون الكتاب وشرحة الذي نحن بصدده في هذه السلسلة مفيدا ونافعا لعشاق الخيل العربية