كم كانت مؤلمه تلك النظره التي تطل من عيني المالك وهو يشاهد جهوده و احلامه و امانيه تتلاشى بسبب قرار لجنه الانضباط (DC) باستبعاد جواده وهو على مشارف منطقة التجمع قبيل بداية الشوط الذي حلم بنهايته طويلا .. لا ملامة على من غضب .. فمن لم يؤلمه ضياع الجهود .. آلمه موت الحلم .. ولكن -وبعد ان هدأت العاصفه- يجب ان نضع ما حدث في الميزان ..
وبحجم التعجب مما حدث يجب ان تكون التساؤلات .. لماذا اشترط المؤتمر الاوروبي لمنظمات الخيل العربيه (الإيكاهو) هذه الشروط ؟ واين كانت هذه الشروط ؟ ولماذا لم يتم ابلاغ الملاك بها ؟ والسؤال الاهم .. بل السؤال المفصلي هل استفدنا مما حدث ؟ وماذا استفدنا ؟
دائما كان اهتمام الإيكاهو الأول هو حماية الجواد المشارك في البطولات والحفاظ عليه سواء قبل البطوله او اثناءها او حتى بعد نهايتها .. وكان دائما يضع الخطوط الحمراء لحماية الجواد .. وتكاد تكون معظم الشروط سُنت على هذا الاساس ..
من ضمن هذه الشروط منع حلاقة او تقصير الشعرات التي حول العين و حول المخطم (والتي تعمل كاجهزه تحسس وانذار مبكر للجواد و بإزالتها يفقد هذه الوظيفه الحساسه والمهمه) .. و شرط منع مشاركة الخيل المصابه بجروح او امراض جلديه خوفا عليها او على غيرها من نشر عدوى .. و شرط منع القسوه مع الخيل المشاركه .. وغيرها الكثير والكثير من القيود والشروط التي وضعت اساسا من اجل حماية هذا المخلوق الرائع الذي يقع احيانا ضحيه بقصد او من غير قصد .. لربما يتعجب البعض ان هذه الشروط مذكوره بالنص في (الكتاب الأزرق – Blue Book) وهو الكتاب الذي يحوي جميع الشروط والتنظيمات الخاصه بجميع البطولات التي تندرج تحت مظلة الإيكاهو (و يقوم مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربيه الاصيله بديراب مشكورا بترجمته و توفيره مجانا للملاك).. و موجوده ايضا في نماذج و شروط التسجيل التي وقع عليها المالك بالموافقه عند تسجيل الخيل في البطوله..
اذاً اين الخطأ ؟ ومن يتحمل هذا الخطأ ؟ هل يتحمله الإيكاهو لأنه سنّ هذه القوانيين ؟ ام تتحمله لجنة الانضباط لأنها التزمت بطبيقها ؟ ام يتحمله المالك الذي جهل هذه القوانيين او تساهل في تطبيقها ؟
لا يهم معرفة الجواب .. ولا يهم تحديد من المصيب ومن المخطئ .. فلا فائدة للبكاء على اللبن المسكوب .. المهم هو الخروج من هذه التجربه بفائدة .. و الحرص كل الحرص على عدم تكرار ما حدث .. فالاعداد للبطولات لا يقتصر فقط على الجياد المشاركه او المدربين .. بل يجب على الملاك الحرص على إعداد انفسهم بما لا يقل عن حرصهم على إعداد جيادهم .. و ذلك بالإطلاع على الانظمه والتشريعات .. وفهمها جيدا .. والبحث عن الاسباب التي فرضت لأجلها .. والبقاء على اطلاع دائم بمستجداتها .. فالإيكاهو يحدّث الكتاب الأزرق سنويا .. والإتحاد الدولي للفروسيه يحدّث قائمة المواد المحضورة سنويا .. والجهل بشيء منها ليس عذرا مقبولا .. ولن يحمي من مقصلة الاستبعاد وما يصاحبها من حسره .. بل قد يتجاوز الامر هذا الحد الى ماهو اعظم .. فنرى الغرامات .. و الإيقافات .. و سحب النتائج .. والمجال مفتوح امامكم لتخيل ما قد يصاحبها من حسرات وآلام و تبعات آخرى ..
صدق النوايا جميل .. ولكنه – مع الأسف – غير كاف
المشكلة تكمن في اعتبار القوانين والشروط واللوائح التنظيمية استعباداً..!! والرغبة في التحرر من الاستعباد يمنع من متابعة وقراءة هذه القوانين ومن ثم الالتزام بها.