كما قرأتم؛ أفراس العرب .. لا الجياد ولا الأمهار ولا حتى المهرات، قصدنا الكتابة عنها، لما لهذه الأمهات من فضل على غيرها، فمن خلال بحثنا في تاريخ الخيل العربية؛ وجدنا أن أكثرها شهرة كانت من الأفراس، ولعل السبب في ذلك يكمن في غريزة الأم التي فاضت صبرا وحنانا ووفاء، فانعكس كل ذلك على علاقتها بصاحبها. وقد خلد التاريخ أسماء كثيرة جدا لهذه الأوفياء.. رأينا أن نوثق هنا لبعض منها..
زاد الراكب
من المعلوم في مجتمعات العرب أن الخيل كانت تسمى بأسماء فرسانها، أو للأحداث التي مرت بها، أو لقبائلها أو لمرابطها أو لصفاتها، أو غير ذلك. و(زاد الركب) فرس لها قصة في إسمها .. فقد قيل إن قوماً من الأزد من أهل عَمّان قدموا على سليمان بن داود، عليهما السلام، بعد تزويجه بلقيس ملكة سبأ، فسألوه عما يحتاجون إليه من أمر دينهم ودنياهم، حتى قضوا من ذلك ما أرادوا، وهمّوا بالانصراف؛ فقالوا يا نبي الله: إن بلدنا شاسع وقد أنفضنا (نفد ما عندنا) من الزاد، فمر لنا بزاد يبلغنا إلى بلدنا، فدفع إليهم سليمان فرساً من خيل داود، وقال: هذا زادكم! فإذا نزلتم فاحملوا عليه رجلاً وأعطوه مطرداً (رمحاً) واحتطبوا وأوروا ناركم حتى يأتيكم بالصيد. فجعل القوم لا ينزلون منزلاً إلا حملوا على فرسهم رجلاً بيده مطرد، واحتطبوا وأوروا نارهم؛ فلا يلبثون إلا قليلا حتى يأتيهم صاحبهم بصيد من الظباء والحُمر والبقر، فيأتيهم بما يكفيهم، وفضلا عن ذلك اغتبطوا به فقالوا: ما لفرسنا هذا اسم إلاّ زاد الركب؛ فكان ذلك أول فرس انتشر في العرب من تلك الخيل.
البلقاء
فرس سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه، ركبها أبو محجن الثقفي يوم القادسية.
بعزجة
هي فرس للمقداد بن عمر البهراني، شهد عليه بدرا.
الحمالة
فرس لطليحة بن خويلد الأسدي، من قادة حروب الردة ويقال له فارس الحمالة، وكان فارسا مشهورا.
حلوة أو جلوة
فرس أبي عيّاش عبيدة بن معاوية الأنصاري رضي الله عنهم.
الشموس
للمثنى بن حارثة أحد قواد المسلمين وممن اشتهروا بقتال الفرس، كان لا يركبها إلا في الحروب.
الغَبْراء
تعد الغَبْراء من أشهر الخيول في التّراث، لأن حرباً اشتعلت بسببهما بين قبيلتين من أكبر القبائل العربية، هما عبس وذبيان. واستمرت الحرب مستعرة أربعين عاماً، حتى اشتد القتل بينهم، فأصلح الحارث بن عوف وهرم بن سنان بين القبيلتين.
النعامة
فرس مشهورة للحارث أبن عباد، واشتهرت في حرب البسوس بين بكر وتغلب، وقد ذكرها في شعره.
الصّفا
هي فرس مجاشع بن مسعود السّلمي، وهي من نسل الغبراء، وهي من الخيول المشهورة. وقد اشتراها عمر بن الخطاب بعشرة آلاف درهم. فلمّا غزا مجاشع بن مسعود، قال عمر: تُحبس منه في المدينة وهو في نحر العدو، وهو إليها أحوج! فردها إليه. (أي كيف تبقى الصّفا في المدينة المنورة ومجاشع يحتاجها للجهاد عليها).
هراوة العزاب
هي فرس الريان بن حوص العبدي، وكان اسمها سهوة، وإنما لقبت بهراوة العزاب، لأنه تصدق بها على عزاب قومه، فكان الأعزب منهم يغزو عليها، فإذا استفاد مالا وأهلا دفعها إلى غيره، وهكذا كانوا يتداولونها بينهم.
قال لبيد:
لا تسقني بيديك إن لم التمس نعم الضجوع بغارة أسراب
تهدى أوائلهن كل طمرة جرداء مثل هراوة العزاب
أطْلال
وهذه أيضا من أشهر الخيول، وهي فرس بُكَيْر بن شداد الشُداَّخ. وكانت تحته يوم القادسية.
بَلْعَاء
فرس الأسود بن رفاعة الشيباني، قيل إنه اشتراها وهي ما تزال مهرة في بطن أمها بعشرة آلاف من خليفة بن واثلة. ثم خرج من البصرة في زمن عمر بن الخطاب فاستخرجها من بطن أمها، فلما سار من البصرة إلى لَعْلَع، وهي قرية بين الكوفة والبصرة ماتت فرسه تحته، فقال بنوه: أهلكتنا، اشتريت فرساً بعشرة آلاف. قال: يا بني إني اشتريت لكم حسبا.
الشّماء
هي فرس معاوية بن عمرو بن الشّريد السُلَمي، كانت غراء (أي ذات بياض في الجبهة)، ولمّا ركبها أخوه صخر ليدرك بثأر أخيه في بني مرة بن ذُبيْان، قال: إني أخاف أن يعرف القوم غرة الشيماء فيتأهبوا، قال: فجمّ غرتها (أي أخفاها)، فلمّا أشرف على أداني الحي رأوها، قالت فتاة لأبيها: هذه الشّيماء يا أبه، فنظر وقال: الشّيماء غراء وهذه بهيم ( أي لا غرة لها) فلم يشعروا إلاّ والخيل معهم.
الحَمومُ
هي فرس عرعرة النمري، وهي من نسل حصان مشهور يسمى (الحَرُون) لمسلم بن عمرو الباهلي. فقد حدث أن كتب هشام بن عبد الملك إلى إبراهيم بن عربي الكنانيّ، والي “اليمامة”، أن أطلب لي في أعراب باهلة من نسل الحرون. فقال إبراهيم لعرعرة: إن أمير المؤمنين كتب إليَّ أن أصيب له فرساً من نسل الحرون فخذ مني ثمنها، فقال: إن لها حقاً ما تطيب نفسي عنها، ولكني أهب لأمير المؤمنين ابناً لها قد سبق الناس عام أول، فضحك الناس، فقال ما يضحككم؟ أرسلت أمّه عام أول في حلبة ربيعة وإنها لعقوق به (أي حامل) قد ربض في بطنها فسبقت، فبعث به إلى هشام.
زيم
فرس الأخنس بن شهاب، وأمها القتادة وأبوها القلادة، فحل مشهور.
بعد السلام والصلاة على خير الأنام مشكورين على الجهد المبذول في هذا المقال لكن وجب إيضاح ان حرب داحس والغبراء إستمرت سبعين عام
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
لك الشكر يا اخي محمد على المرور الكريم
اتفقت المراجع التاريخية على أن حرب داحس والغبراء والتي تعد من اطول حروب العالم؛ أنها استمرت اربعين عاما
ولك شكري مجددا واتمنى مشاركتك دائما
انت رائع بلا شك