عنواننا هذه المرة قد يصعب فهم كلماته للكثيرين، لكننا عندما كتبناه ونصه؛ لم نتزحزح عن لغتنا العربية قيد أنملة، هذه اللغة التي كتبت بها كثير من المراجع التي تحدثت عن الخيل العربية الأصيلة، وقد تعمدنا ذلك لنقترب منها ونقربها – أي اللغة – لمن ابتعدوا عنها، وبالتالي نقترب أكثر من خيلنا الحبيبة.. فيا لجمال لغتنا وهى تصف فحول الخيل..
الفحل هو الحصان الشبوة Stallion Horse وهو الحصان الطوقة، أو ما يعرف اليوم “بالهدودة”، والعرب كانت لا تطلق الحصان الفحل على الخيل إلا إذا كان مستوفياً لكامل المواصفات؛ عراب، عتيق، طرف، جواد. ويفضل في الفحل كما جاء في نهاية الأرب للنويري: “أن يشتد مركب عنقه في كاهله، وعرض الصدر، وضيق الزور، وارتفاع اللسان، وأن يشتد حقوه لأنه معلق وركيه في صلبه، وعظم جوفيه وضبيه، وانطواء كشحه، وإشراف القطاة، وقصر العسيب، وطول الذنب واستواء الكفل، وقصر الساقين، وطول الفخذين، وأن يكون غليظ الرسغ بحوافر خضر أو سود”.
وفي البادية العربية لم تكن كل سلالات الخيول العربية فحولها تشبي الخيل، بل تركزت الفحول الشبوة في بعض السلالات دون غيرها. وقد جاء في كتب أصول الخيل الذي أعدته بعثة عباس باشا في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي بأن الفحول التي كانت تشبي في البادية العربية هي فحول لعدد من السلالات مثل دهمان شهوان، وكحيلان الممرح، والصقلاوي الجدراني، والحمداني السمري، وغيرها.
ونظراً لأهمية الفحل عند العرب، فيجب أن يختار وهو خال من العيوب، لأن الفلو يأتي مشابهاً لأبيه. وقد حدد الجزائري العيوب التي يجب استبعادها في الفحل وهى: أن لا يكون أخذي: أي أصول أذنبه مسترخية، ولا أمعر، أي ذهب شعر ناصيته، ولا أغم: أي غطت ناصيته عينيه، ولا أسعف: أي ناصيته بياض، ولا أحول أي ابيض مؤخر عينيه وغار السواد إلى مآقيه، ولا أقنى: أي في أنفه احديداب، ولا مغرياً: أي أبيضت أشفار عينيه مع زرقة العينين، ولا أقصى: أي في عنقه قصر ويبس، ولا أكتف: أي في أعالي كتفيه انفراج، ولا أزور: أي يدخل إحدى فهدتيه ويخرج الأخرى، ولا هضيماً: أي مستقيم الضلوع التي دخلت أعاليه. قال الأصمعي: “لا يسبق في الحلبة أهضم”. ولا قلعياً: أي طويل الظهر، ولا أصقل: أي طويل القلة وهي الخاصرة، ولا أفرق: أي اشرفت إحدى وركيه على الأخرى، ولا أعزل: أي معوج عسيب الذنب، ولا أشعل: أي في ذنبه بياض، ولا ملوحاً: أي إذا ضربته حرك ذنبه، وقد جاء في المثل (عيب في الرأس ولا عيب في الذنب).
ومع جمال لغتنا العربية نواصل؛ ولا أفحج: أي تباعد كعباه، ولا أيداً: أي تباعدت ساقاه، ولا أصك: أي يصك كعبيه إذا مشى، ولا أفقد: أي منتصب الرسغ مقبلاً على الحافرة، ولا أصدف: أي تدانى ذراعاه وتباعد حافراه، ولا أقسط: أي انتصبت رجلاه غير منحنيتين، ولا أمدس: أي مصطك بواطن الرسغين، ولا أحنف: أي ملتوي الحافرين بحيث يقبل كل منهما على الآخر، ولا كرداً: أي يخبط الأرض بيده باستقامة لا يقبلها لجهة بطنه، ولا رموحاً: أي يضرب الأرض بيده حين المشي، ولا أجسر: أي مضطر اليد والرجل، ولا مكواحاً: أي سريع العطش، ولا صلوداً: أي بطيء العرق، ولا أكوش: أي إذا جرى نكس كالحمار، ولا طموحاً: أي يسمو ببصره إلى السماء، ولا ناكساً: أي يطأطئ راسه إذا جرى، ولا جموحاً: أي قوي الرأس، ولا قطوفاً: أي لا تصل رجله إلى مكان يده حين يرفعها، ولا حروناً: أي يقف إذا أريد منه الجري أو السير أو لا يجري إلا بالضرب، ولا خفاشاً: أي يستتب خضراً ثم يرجع القهقري، ولا رواغاً أي يحيد في حضره يميناً وشمالاً، ولا شبوباً: أي يقوم على رجليه ويرفع يديه، ولا عاجنا:أي يعجن برجليه كقماص الحمار، ولا مفتلاً: أي يفرق بين قوائمه إذا رفعها كأنما ينزعها من وحل، ويخفق برأسه، ولا مجربداً. أي يقارب الخطوة بقرب سنابكه من الأرض، ولا يرفعها رفعاً شديداً، ولا مواكلاً: أي لا يسير إلا بسير غيره، ولا خروطاً: أي يخرط رسنه عن رأسه، ولا رموحاً: أي يضرب بإحدى رجليه، ولا ضروحاً: أي يضرب بهما!!.
أما دور الفحل فهو حماية القطيع من الحيوانات المفترسة وذكور قطعان الخيول الأخرى. وفي أثناء التنقل يحتل الفحل موخرة القطيع لحمايتة وجمعه. وأثناء مواسم التزاوج يميل الفحل إلى التصرف بعنف في سبيل حفظ الأفراس من الهرب لخارج القطيع. وغالبا مايتسم الفحل بالهدوء، ويقضي معظم الوقت في الحراسة، ولايتم ذلك برعي الأفراس؛ بل يترك علامات من السماد والبول لتحديد موقعه كفحل للقطيع.