كان علي بك ابن الأمير محمد من مدينة “قولة” بمقدونيا. فعندما وصل أبناء محمد علي: إبراهيم وطوسون إلى القاهرة عام 1805- 1806م كان برفقتهم ابن أختهم محمد والد علي بك، فتعلم والد علي باشا الشريف “محمد” فنون القيادة التي أهلته ليكون حاكمًا على سوريا بقرار من محمد علي الكبير نفسه.
عاد الأمير محمد إلى القاهرة ومعه الكثير من الخيول العربية التي ولدت في الصحراء، فتعلق بها ابنه المولود في القاهرة عام 1820م. وفي عام 1840م آلت إلى الأمير محمد أملاك كثيرة من خاله محمد علي عندما كان وزيرًا للمالية، فأرسل ليكمل دراسته في الكلية العسكرية الملكية بباريس، وقد كان لهذه الدراسة أثر واضح في ثقل مواهب علي، وتحديد ملامح شخصيته في المستقبل. وعندما توفي والد الأمير محمد ورث في مصر أموالاً وعقارات وأملاكًا من الأراضي، وأصبح رئيسًا للمحكمة التجارية المختصة بالفصل في المنازعات التي تحدث بين المصريين والأجانب، كان مهتمًا بتربية الجياد العربية الأصيلة، ولعب دورًا مهمًّا في المحافظة على خيل عباس باشا من الانقراض من مصر نهائيًا، نذكره بشيء من التفصيل عند حديثنا عنه في الفصول التالية.
أصبح الأمير علي بك شخصية مهمة في عهد الخديوي سعيد عام 1854-1863م، وفي عهد الخديوي إسماعيل من بعده، وشخصية فاعلة في المجتمع المصري، إذ كان يملك مقرًّا في أشهر شوارع القاهرة يسمى القصر صاحب الخمسمائة شرفة، بُني عام 1830م. حيث يقع القصر وسط حديقة تحيط بها أسوار عالية.