ركوب الخيل أو الفروسية .. واحدة من الرياضات ذات الثمار الطيبة والنتائج المحمودة التي مارسها كثير من الشعوب قديما وحديثا، وقد برع فيها العرب وأتقنوها أيما إتقان، واشتهروا بها، واشتهرت بهم. والمقصود من ركوب الخيل بمعناه الأشمل، هو القدرة على ركوب الحصان وترويضه والتحكم في حركاته، وفن التجانس معه في وحدة متناسقة من الحركات.
من ميزات هذه الرياضة أنها تمارس في الهواء الطلق حيث يحصل البدن على كفايته من الأوكسجين، وهي تنشط الدورة الدموية وتؤدي إلى زيادة معتدلة في ضربات القلب، كما تعمل على زيادة الانتباه وتحسين القدرة على ضبط حركات البدن، والحفاظ على توازنه، وتعمل على تنشيط الجهاز العصبي. وبينت بعض الدراسات فوائد الفروسية في علاج أمراض الظهر بخاصة العمود الفقري، والمفاصل وعيوب القوام، والجلطات الدموية، إضافة لبعض المشكلات المتعلقة بالكسور العظمية.
وقد عولجت قديما العديد من الأمراض المزمنة بمزاولة ركوب الخيل، وذلك بتنشيط معظم أجهزة البدن الداخلية وانتقال حركة الجواد إلى راكبه. وبشكل خاص فإن حركات الاهتزاز الدائمة تضغط الكبد بين الأحشاء وعضلات البطن ضغطاً ليناً متتابعاً كمساج لطيف يؤدي إلى تنشيط الإفراز الصفراوي ووظائف الكبد، ويحسن الدورة الدموية في هذا الجزء من البدن.
الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع التوتر العضلي يساعدهم ركوب الخيل كثيرا في التخفيف من الشد العضلي، وذلك مع الحرارة اللطيفة المنبعثة من جسم الخيل وحركته، حيث يمكن تدريب الخيل على القيام بأنواع مختلفة من الحركات أو المشي، تناسب حالات معينة من الإصابات الحركية والعضلية.
أظهرت عدد من الدراسات الحديثة الفوائد الكثيرة للعلاج بركوب الخيل للأشخاص الذين يعانون من الشلل الدماغي بأنواعه المختلفة، وأولائك الذين يعانون من ضمور العضلات والتصلب المتعدد والاضطرابات الحركية وغيرها من المتلازمات الوراثية، ويفيد في تطوير الإدراك والتكامل الحسي عند هذه الفئات.
انتشر العلاج بركوب الخيل في عدد من الدول مثل استراليا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وكوريا الجنوبية، حتى وصل عدد المراكز المتخصصة في العلاج بركوب الخيل في أمريكا وكندا الى 700 مركز. ولم يعد الأمر مقتصرا على المعاقين حركيا؛ بل امتد ليشمل فئات أخرى مثل المصابين باضطرابات انفعالية كالتوحد والمعاقين بصريا والمعاقين ذهنيا، والمصابين باضطرابات في التواصل، وحتى المراهقين المصابين بإدمان الانترنت!.