سلسلة دروس شرح كتاب: (قانون صفات الخيل العربية) للأستاذ: عبد العزيز القرشي
رقم الدرس: ١٢
قال أبو عبيدة: “يُستدلُ على عِتْقِ الفَرَسِ… بعُرْي نواهِقِهِ… ونواهِقُهُ: العَظْمان الشَّاخِصانِ في وجْهِهِ أَسْفلَ من عَيْنَيْه”. وتوافق معه الأصمعي على هذا التفسير, فقال: “والنواهق من الفرس: العظمان اللذان يبدوان في مسيل الدمع”.
ويشهد لهذه الصفة, قول الزبرقان بن بدر:
إنَّ الرَّقيبَ أُداويهِ وأَصْنَعُهُ & عَاري النَّواهِق لا جَافٍ ولا قَفِرُ
وقول الشاعر:
شَدِيدُ قِلاتِ المِرْفَقَيْنِ مُحَنَّبٌ & أَشَقُّ رَحِيبُ الجِلْدِ عَارِي النَّواهِقِ
والمقصود بعُرْي النواهق, هو قلة اللحم عليها, ورقة الجلد عليها, ولصوقه بها. والمقصود بشخوصها هو بروزها في الوجه. وهما من الصفات المشتركة بين وظائف الركوب والزينة، ويُستدل بهما على عتق الخيل العربية وأصالتها؛ لقول ابن هذيل: “فمن مُستَحسن أوصاف [أعضاء الفَرس]… رِقَّةُ نواهقِهِ, وأن لا تنتشر في وجهه. ورقتهما: قلة لحمها, ولُصُوق الجلد فيهما، وذلك للحُسن، ويُستَدل به على العِتْق”؛ ودلالة عُرْي النواهق على العِتْق ظاهرة أيضا في كلام أبي عبيدة كما تقدم, أما دلالة بروزها على العِتق فتُؤخذ من قول ابن هذيل: (وألاَّ تنتشر في وجهه). أي: لا تختفي. وعليه نستطيع أن نقسم صفة النواهق إلى ثلاثة أقسام:
١/ عُرْيها(وهو قلة اللحم عليها، ولصوق الجلد بها) بدرجات متفاوته، وهذه علامة عِتْق وكمال.
٢/ بروزها بدرجات متفاوتة، وهذه علامة عِتْق وكمال.
٣/ عدم عُرْيها من اللحم، أو ضعف بروزها، وهذه علامة هُجنة.
وفرس الزينة أحوج إلى كمال هتين الصفتين من فرس الركوب؛ لقول ابن هذيل: (وذلك للحُسن). وهذا يعني أن كمالها قد يُغتَفر في فرس الركوب إذا جادت فيه صفات أخرى.
ملحوظة: المقصود هنا عرض الدرس بلغة سهلة ومختصرة دون إثقاله بطريقة المعالجة والاستدلال، ولذلك فالدرس لا يغني عن الكتاب لمن أراد التوسع، علمًا أن الكتاب موجود في جميع فروع المكتبات التالية: جرير، العبيكان، الرشد.