الوقاية خير من العلاج .. كلمات يحتاج كل واحد منا إلى أن ينزلها على أرض الواقع، لأننا إن فعلنا ذلك سلمنا وسلمت خيولنا، قلت “سلمنا” لأننا الآن بصدد التحدث عن مرض خطير على الإنسان والحيوان معاً!، فمرض الرعام أو كابوس الملاك والمربين؛ خطره على الجميع، ولا علاج له!. لذلك؛ فالواجب علينا وقاية خيلنا بكل ما أوتينا من إمكانات، حتى لا يأتي يوم نضطر فيه إلى التخلص منها.
الرعام مرض معدي سريع الانتشار، شديد الفتك، ومن أخطر الأمراض التي تصيب الفصيلة الخيلية في جميع أعمارها، حيث إنه يؤدي إلى النفوق الحتمي في الغالب، كما تنتقل عدواه إلى الإنسان وبعض الحيوانات المفترسة. وهو عبارة عن بكتيريا صعبة العلاج، غالبا ما تهاجم الخلايا، وتنتقل من خيل الى آخر عن طريق الجهاز التنفسي والجروح.
والخطورة تكمن بشكل اكبر عندما تنتقل من الخيل الى الإنسان، حيث ان طريقة انتقالها قد تحدث ايضا عن طريق الجهاز التنفسي، او عن طريق الغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي، او الغشاء المخاطي المبطن للانف والفم، الامر الذي قد يسبب حدوث أعراض تنفسية لدى الشخص المصاب. ولتوضيح الامر بشكل أكثر تفصيلا؛ فان البكتيريا تخرج من افرازت الخيل وتنتشر في الهواء، فاذا استنشقها الإنسان أوالخيول الاخرى، عندها تقوم هذه البكتيريا باختراق الغشاء المخاطي فينتج عنها أعراض بارزة خاصة لدى البشر، كصعوبة في التنفس وارتفاع في درجات الحرارة، وسعال والتهاب شديد بالرئة، بالاضافة الى افرازات بالأنف. وجميعها قد تؤدي ألى ضعف شامل للجسم الذي تلقى العدوى سواء للإنسان أو الحيوان.
في حال انتقالها عن طريق الجروح في الجلد؛ فقد تحدث تقرحات لها شكل معين، تبدأ بورم صغير ثم تنفجر على شكل خراج، وفي معظم الاحيان تتشكل على هيئة خطوط منتظمة لأنها عادة ما تصيب الجهاز اللمفاوي. وبالنسبة للخيول؛ فإن التقرحات تظهر على القوائم والصدر والبطن بشكل خطوط طولية منتظمة، فعندما تتفتح هذه التقرحات؛ فان افرازاتها هي التي تشكل مصدراً للعدوى. كما ينتقل المرض عن طريق البول والبراز، أو عن طريق تناول أعلاف أو مياه ملوثة.
العلاج صعب جدا، الا انه يمكن ان يستجيب للمضاد الحيوي اذا تم اخذه بجرعات عالية، لكن العلاج قد يمتد لفترات طويلة قد تتراوح ما بين ستة إلى سبعة اشهر للإنسان. مع العلم أن الأمراض التي تنتقل من الحيوان الى الإنسان عادة ما يكون العلاج الأمثل لها هو التخلص من الحيوان.
علاج الإنسان يختلف عن علاج الحيوان، حيث إن الإنسان يحتاج الى مضاد حيوي يعطى له بانتظام، أما الحيوان فيحتاج الى خمسة الى ستة اضعاف الجرعة، وذلك اعتمادا على حجمه ووزنه.
الرعام ليس له تحصين، وافضل تحصين له هو التخلص من الحيوان حتى لا يشكل ذلك عبئا على المالك. للمرض اختبار خاص يسمى (الملين تست) وهو عبارة عن قطرة توضع في العين أو حقنة تحت الجلد، ينتج عنها ورم يعرف من خلاله تحديد نسبة ألاجسام المضادة، واذا ما كان الخيل مصابا وحاملا للاجسام المناعية داخل جسمه.
هنالك احتياطات لابد من اتخاذها عند الإصابة؛ فيجب عزل الحيوان، وإخبار الجهات المختصة لتشخيص المرض وإعدام الخيل، كما لابد من اختبار الفصيلة الخيلية المحاطة بالحيوان المصاب باختبار الرعامين للتأكد من سلامتها. بالإضافة إلى تنظيف الاسطبلات وتعقيمها بشكل جيد، وتهويتها باستمرار للتخلص من الرطوبة ورائحة الأمونيا الناتجة عن بول الخيل، فالأمونيا تعمل على تهييج الأغشية المخاطية للأنف والعين، وتفقدها الخاصية المناعية، الامر الذي يسهل عملية نقل المرض بسهولة. ودرهم وقاية خير من قنطار علاج.