مجموعة كبيرة من الأمثال العربية احتوت على أسماء الخيل العربية، كمثلنا أعلاه، والذي يعني أن الحصان القوي الصلب، الممتلئ حيوية ونشاطا، قد يتعثر في عدوه فيسقط على الأرض لسبب ما. ويضرب المثل للرجل الصالح يسقط السقطة. ويقال: لكل حسام نبوة، ولكل جواد كبوة، ولكل حليم هفوة، ولكل كريم صبوة. وقد ذُكر أن أول من قال: لكل جواد كبوة؛ ابن القِرِيَّة. وابن القِرِيَّة هو أيوب ابن القِرِيَّة وهي أمه، واسم أبيه يزيد بن قيس. أعرابي أمّي، فصيح مفوه. برع في الخطابة حتى صار يضرب المثل به؛ فيقال: أبلغ من ابن القِرِّية. وقد شهد له بالتفوق في الفصاحة والخطابة علماء كبار، منهم الأصمعي. وكانت له درر عن الخيل العربية، فقد وصف يوما فرساً فقال: حَسَنُ القَدِّ، أسيل الخد، يسبق الطرف، ويستغرق الوصف (أي يجمع كل الأوصاف الحسنة.(
عاش ابن القِرِيَّة في زمان الحجاج، وحدث أن تعكرت علاقته بالحجاج لأمر ما. فعمل ابن القِرِيَّة على تلطيف الأجواء، ودار بينهما نقاش كثير، فقال فيما قال للحجاج: إن رأيت أن تأذن لي بكلمات أتكلم بهن يكنً بعدي مثلاً، قال: هاتهن، قال: أيها الأمير: لكل جواد كبوة، ولكل شجاع نبوة، ولكل كريم هفوة. ثم أنشد قائلاً:
أقلني أقلني لا عدمتك عثرتي فكل جواد لا محالةً يعثر
لعمري لقد حذرتني ونعيتني وبصرتني لو أنني كنت أبصر
ليالي سهامي في اليدين صحيحة ألا كل سهم مرةً يتكسر
وأحسن ما يأتي امرؤ من فعاله تجاوزه عن مذنب حين يقدر
وقد روي هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: ” لا حليمَ إلَّا ذو عثرةٍ ولا حكيمَ إلَّا ذو تجرِبةٍ“
جميلة جدا
أشكركم على اﻹستفادة من معلوماتكم