كثيرة هى القصص التي تتحدث عن وفاء الخيل العربية الأصيلة، بقديمها وحديثها. قصص امتلأت حبا ووفاء، وإحساسا، وليس ذلك بمستغرب عن هذه المخلوقات الأصيلة، التي ميزها الله تعالى عن غيرها، حتى ربط اسمها بالخير إلى يوم القيامة، وحتى أن صاحبها يصاحبها كابنه؛ وأكثر!.
القصة الأولى دارت فصولها بين الجزيرة العربية ومصر؛ فقد قيل إن عباس باشا أوفد شخصا إلى الجزيرة العربية ليشتري له خيولاً عربية، فأشترى له عدد منها، وكان من بينها واحدة بيعت وصاحبها في الحج. وعندما عاد صاحبها وسأل عنها أخبروه أنها بيعت لعباس باشا، فرفض ذلك، وسافر إلى مصر لاسترجاعها، ودخل على عباس باشا وطلب فرسه وكان يحمل نقودها، وقد مضى على البيعة ثمانية أشهر تقريبا، وهى مدة تغير كثير من ملامح الفرس. فقال عباس: إننا لا نعرف فرسك لأننا اشترينا خيولاً كثيرة فقال: هي التي ستعرفني وإن لم تعرفني فلا فرس لي عندكم!! فوافقوا على ذلك، وأخرجوا الخيل جميعا، فوقف صاحب الفرس على ربوة مرتفعه وأخذ ينادي فرسه باسمها، فرفعت الفرس رأسها، وحركت أذنيها لتميز الصوت، فلما عرفت صوته انطلقت تعدو إليه، وأخذت تتمسح بيديه وخديه فقبلها وبكى من حرارة اللقاء وشدة الوفاء، فتأثر عباس باشا وأعطاه فرسه وثمنها، وطلب منه أن يعدهم بمهرة من إنتاجها.
أما القصة الثانية فقد جرت أحداثها في ألمانيا عام 1993، ففي إحدى الدورات النهائية لـبطولة العالم في القفز على الحواجز، وتعد من أصعبمـباريات الفروسية، إذ تبلغ مساحتها سبعة كيلو مترات يتخللها 32 حاجزاً متفاوت الارتفاعات .. سقط الفارس السويسري ” آرنست بومان ” من فـوق ظهر جـواد عربي أصيل، وارتطم رأسه بخشبة الحاجز فلقي مصرعه. فـوقف جواده حزيناً بجوار جثـمانه كأنه ينتظر صحوته من غيبوبته. وعـندما وصل المشرفون وفـريق الإسـعاف، زمجر الجـواد في هيجان، واعترضهم عنـدما حاولوا نقل الجثمان في مركبة الإسعاف، فاضطروا إلى وضع الجثمان على ظهره، وأن يعودوا بهما كأنه انتهى من السباق وعاد منتصرا!.