عن أبي عامرٍ الهوزنيِّ عن أبي كبشةَ الأنماريِّ أنه أتاه فقال: أطْرِقْني فرسَك فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول (من أطرقَ فرسًا فعقَبَ له كان له كأجرِ سبعين فرسًا حمل عليها في سبيلِ اللهِ وإن لم يعقِبْ كان له كأجرِ فرسٍ حمل عليها في سبيلِ اللهِ)
وقد جاء في القاموس ان كلمة أطرق بمعنى أَطْرَقَ فلانًا فَحْلاً؛ أي أَعَارَهُ إِيَّاه لِيُلْقِح نوقَه. وعن ابن عمر قال: ما تعاطى الناس بينهم قط، افضل من الطرق، يطرق الرجل فرسه فيجري له أجره، ويطرق الرجل فحله فيجري له أجره.
والطرق هو بمعنى التشبية، وفي البادية العربية لم تكن كل سلالات الخيول العربية فحولها تشبي الخيل، بل تركزت الفحول الشبوة في بعض السلالات دون غيرها. وقد جاء في كتب أصول الخيل الذي أعدته بعثة عباس باشا في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي بأن الفحول التي كانت تشبي في البادية العربية هي فحول لعدد من السلالات مثل دهمان شهوان، وكحيلان وغيرها.
كانت العرب لا تطلق الحصان الفحل على الخيل، إلا إذا كان مستوفياً لكامل المواصفات؛ عراب، عتيق، طرف، جواد. ونسبة لأهمية الفحل عند العرب، فقد كان يُختار وهو خال من العيوب، لأن الفلو يأتي مشابهاً لأبيه.
قيل لبعض الحكماء: أي الأموال أشرف؟ قال: فرس تتبعها فرس في بطنها فرس!
وقال الكونت الروسي س. أ. ستروغانوف:
“الخيل في ديار العرب لها شأن آخر؛ فعندما ولدت الخيل في ديارهم، تطورت مواهبها ومواصفاتها حتى وصلت على أيديهم إلى مرحلة الجودة والكمال والمثالية، وأصبحت الصورة المثالية للجواد العربي المقياس الذي تحكم به الخيول في العالم، فالخيول العربية وحدها التي بها يتم تحسين السلالات الأخرى”.