كما أحب النبي صلى الله عليه وسلم في الخيل صفات وألوان، وجعلها من خير الخيل وأبركها؛ كذلك كره فيها أشياء وعلامات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يكره الشِّكالَ من الخيلِ).
والشِّكالُ أن يكون الفرسُ في رجلِه اليُمنى بياضٌ وفي يده اليُسرى. أو في يدِه اليمنى ورجلِه اليُسرى. قال أبو داود: أي مخالف. يعني أن كل يد مخالفة للرجل بأن تكون هذه يمنى وهذه يسرى.
وقيل إن الشكال أن يكون ثلاث قوائم محجلة وواحدة مطلقة، أو الثلاث مطلقة وواحدة محجلة، ولا يكون الشكال إلا في رجل، وقال أبو عبيد: وقد يكون الشكال ثلاث قوائم مطلقة وواحدة محجلة، وقال: ولا تكون المطلقة من المحجلة إلا الرجل. وقال ابن دريد: الشكال أن يكون محجلا من شق واحد في رجله ويده، فإن كان مخالفا قيل شكال مخالف. وقيل إن الشكال بياض الرجل اليمنى واليد اليمنى. وقيل: بياض الرجل اليسرى واليد اليسرى. وقيل: بياض اليدين. وقيل: بياض الرجلين. وقيل: بياض الرجلين ويد واحدة. وقيل: بياض اليدين ورجل واحدة. كما جاء في شرح مسلم. وفي شرح مسلم أيضا أنه إنما سمي شكالا تشبيها بالشكال الذي يشكل به الخيل، فإنه يكون في ثلاث قوائم غالبا.
قال العلماء: إنما كرهه لأنه على صورة المشكول، وقيل: يحتمل أن يكون قد جرب ذلك الجنس فلم يكن فيه نجابة، بمعنى ليس فيه قوة ولا تميز وقيل: الحكمة مجهولة لا تعلم، الله بها أعلم. وقد قال بعض العلماء: إذا كان مع ذلك أغر، زالت الكراهة لزوال شبه الشكال.
أحبابي في مجلة الأصالة
أنا معجب جدا جدا بهذه المجلة الراقية و المواضيع و الأخبار الشيقة.
بوركت جهودكم و كلنا نفتخر بهذا الإنجاز الرائع.