جاء في معجم المعاني الجامع أن كلمة أبلق تعني الذي في لونه سواد وبياض، ومؤنثها؛ بلقاء. وقد ذكره النبي صلى لله عليه وسلم في حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه حيث قال: “أوتيت بمقاليد الدنيا على فرس أبلق عليه قطيفة من سندس”.
وروى السماك عن عكرمة قال: لما كان شأن بني قريظة، جاء جبريل على فرس أبلق، قالت عائشة: فلكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الغبار عن وجه جبريل، فقلت: هذا دحية يا رسول الله؛ فقال: هذا جبريل عليه السلام. وعن هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : ” نَزَلَتِ الْمَلائِكَةُ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ وَعَلَيْهِمْ عَمَائِمُ صُفْرٌ, وَكَانَ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ “.
وقدم أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب مكة وجلس مع عمه أبي لهب والناس قيام عليه وهو يخبرهم عن وقعة بدر، فكان من قوله: “وايم الله ما لمت الناس أي في فعلهم، لقينا رجالاً بيضاً على خيل بلق، بين السماء والأرض لا يقوم لها شيء”.
قال أبو تمام:
مسود شطر مثل ما اسود الدجى … مبيض شطر كابيضاض المهرق
قد سالت الأوضاح سيل قرارة … فيه بمفترق عليه وملتقي
فكأن فارسه يصرف إذ غدا … في متنه ابناً للصباح الأبلق
صافي الأديم كأنما ألبسته … من سندس برداً ومن إستبرق
يرقى وما هو بالسليم ويغتدي … دون السلاح سلاح أروع مملق
في مطلب أو مهرب أو رغبة … أو رهبة أو موكب أو فيلق
وقال ابن خفاجة:
ولم أرمِ آمالي بأزرق صائب … وأبيض بسام وأسمر أصلعا
وأبلق خوار العنان مطهم … طويل الشوى والساق أطول أتلعا
جرى وجرى البرق اليماني عشية … فأبطأ عنه البرق عجزاً وأسرعا
كأن سحاباً أسحماً تحت لبده … يضاحك عن برق سرى فتصدعا
وحسب الأعادي منه أن يزجروا به … مغيراً غراباً صبح الحي أبقعا
كأن على عطفيه من خلع السرى … قميص ظلام بالصباح تبرقعا