هذا الحديث يحمل معنى حديث سبق نشره، وهو (اركبوها سالمة ودعوها سالمة…)، لكنه بنص مختلف، مع إضافة معانٍ مهمة؛ من بينها أن الله سخر هذه الدواب لتنقل الناس، لا مجلسا ومتكئا لهم. وإنما تعمدنا نشر هذه السياحة بروايتين؛ لنبين أهمية الأمر، فالفعل منتشر، والتنبيه ضروري.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إيَّاكم أن تتَّخذوا ظُهورَ دوابِّكم منابرَ فإنَّ اللَّهَ إنَّما سخَّرَها لَكم لتبلِّغَكم إلى بلدٍ لم تَكونوا بالغيهِ إلَّا بشِقِّ الأنفُسِ وجعلَ لَكمُ الأرضَ فعَليْها فاقضوا حاجتَكم)
(إياكم): المشهور في التحذير الخطاب وقد يكون بصيغة المتكلم، (تتخذوا ظهور دوابكم منابر) يعني: تجلسون وتستقرون عليها كاستقرار الواحد على المنبر وجلوسه على المنبر. وقوله: (فإن الله إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس)، ( لتبلغكم ): أي لتوصلكم (بالغيه): أي واصلين إليه (إلا بشق الأنفس): بكسر أوله أي مشقتها وتعبها. ( وجعل لكم الأرض): أي بساطا وقرارا ( فعليها ): أي على الأرض لا على ظهور الدواب ( فاقضوا حاجاتكم ) والمعنى: فعلى الأرض اقضوا حاجاتكم.
من كلام لقمان الحكيم:
“يا بني؛ لا تنامن على دابتك فإن ذلك سريع في دبرها، وليس ذلك من فعل الحكماء، وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابتك، وابدأ بعلفها قبل نفسك”.