معجزات النبي صلى الله عليه وسلم مع المخلوقات كثيرة. وهذه معجزة أكرم الله بها فرسا عجفاء ضعيفة. فبضربة من خير يدٍ، ودعاءٍ من أطيب لسان؛ أصابت البركة الفرس، وصاحبها..
فقد قال جعيل بن زياد الأشجعي: (غَزوْتُ مَعَ رَسُول اللَّهِ صِلَّى اللَهُ عِلَيْهِ وَسَلَّم فِي بعْضِ غَزوَاتِهِ ، وَأَنا علَى فَرسٍ لي عَجْفاءَ ضَعِيفَةً ، فَلَحقَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ” سِرْ يَا صَاحِبَ الْفَرَسِ ” ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّه ، عجْفَاءُ ضَعِيفَة ، فَرفع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيه وَسَلَّم مخْفَقَةً كَانَت مَعه ، فَضَربَها بها ، وَقَال : ” اللَّهُمَّ بَاركْ لهُ فِيهَا ” ، قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَا أَمْلِكُ رَأْسَهَا أَنْ تَقَدُمَ النَّاسَ ، قَالَ : فَلَقَدْ بِعتُ مِنْ بَطْنهَا بِاثْنيْ عَشر أَلْفًا)
عجفاء: مؤنث أعجف، ومعناها: ضعيفة وهزيلة.
المِخْفَقَة: ما يُضرب به من سوطٍ أَو نحوه.
قال أبو العلاء المعري:
وخيل لو جرت والريح شأواً ظننا الريح أوثقها إسار
كذا الأقمار لا تشكو وناها وليس يعيبها أبداً سفار
وقال صلاح الدين الصفدي:
يا حسنهُ من أشقر قصرت عنه بروق الجو في الركض
لا تستطيع الشمس من جريه ترسمه ظلاً على الأرض