مر سهل ابن الحنظلية بأبي الدرداء يوما، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك – يعني كلمة تنفعنا ونستفيد منها، ولا تكلفك شيء. فأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المنفق على الخيل كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها”.
وقد كانت الخيل وسيلة الركوب في الجهاد في سبيل الله، والإنفاق عليها من الصدقات، لأنها تستعمل في إعلاء راية الإسلام.واحتساب الأجر في الإنفاق على الخيل وأدوات الجهاد في سبيل الله فيها أجرٌ عظيم، وهو باب عظيم من أبواب الأجر.
قال ابن عباس إن الآية: “الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”. نزلت في علف الخيل المربوطة في سبيل الله.
ومن أمثلة الإنفاق على الحيوان بإطعامه وسقيه، وأجر هذه الأعمال؛ قوله صلى الله عليه وسلم “بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ العَطَشُ، فَنَزَلَ بِئْراً فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فَقال: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي، فَمَلأ خُفَّهُ ثُمَّ أمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ،قالوا: يَا رَسُولَ الله، وَإِنَّ لَنَا فِي البَهَائِمِ أجْراً؟ قال: (فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ).
وقال النبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ:”كفى بالمرءِ إثما أن يضيِّعَ من يقوتُ”.
قال يزيد العبدي:
مفداة مكرمة علينا ….. تُجاع لها العيال ولا تُجاع