هذه أسطر معدودة، كُتبت عن مرض فيروسي، معدى وخطير، يصيب الجهاز التنفسي، يسمى انفلونزا الخيول؛ لعلها تكون بمثابة قنديل صغير، يضئ مساحة كبيرة، ترتع فيها خيلنا بصحة وعافية .. هذه الخيل التي يتم تحصينها دوريا، وتنال كفايتها من الراحة .. فالتحصين والراحة يعدان أمران مهمان، دائما ما تلهج بهما ألسنة البيطريين..
من الممكن أن تحدث العدوى في أي وقت من السنة، ولا يوجد فصل تزيد فيه فرصة حدوث الوباء مثل الحال في إنفلونزا البشر، وتتراوح فترة الحضانة من يوم إلى خمسة أيام، وتتراوح نسبة الإصابة بالمرض من 60% إلى 90% في الخيول غير المحصنة ولم تتعرض للفيروس من قبل، وتتراوح نسبة الوفيات في الخيول المريضة من 1 إلى 10% ونادراً ما تصل إلى 20% وتزيد عموماً بين الأمهار الصغيرة والخيول المسنّة والضعيفة.
طرق العدوى:
يفرز الحيوان المصاب الفيروس مع الإفرازات الأنفية، وتنتقل الى باقي الحيوانات عن طريق استنشاق الرذاذ المتطاير من الحصان الحامل للفيروس. كذلك عن طريق أدوات تقديم الطعام والماء للخيول والأغطية والسروج التي تستعمل لأكثر من حصان. ويمكن انتقال المرض على أيدي وملابس وأحذية العاملين والمخالطين للخيول المريضة، وفي سيارات نقل الخيول.
أما الفيروس فهو ضعيف وتقتله أشعة الشمس والحرارة والصابون وأغلب المطهرات المحتوية على اليود، غير أنه يستطيع البقاء حيا لعدة أيام في الماء، وليوم واحد في التراب.
الأعراض:
– ارتفاع في درجة الحرارة 39-41 درجة.
– خمول عام وضعف الشهية للطعام أثناء ارتفاع الحرارة لأكثر من 40 درجة.
– سعال جاف يتحول الى مخاطي.
– التهاب في الانف والعين.
– افرازات مائية من الأنف والعين تتحول الى افرازات صديدية.
العلاج:
لا يوجد علاج فعال.
من الممكن علاج الأعراض الظاهرية من ارتفاع درجة الحرارة والسعال والرشح الأنفي.
الوقاية:
من الضروري وبسرعة عزل الخيول المريضة، وألا يسمح لها بالانتقال أو الاتصال بالخيول الأخرى، وكل الخيول السليمة التي خالطت خيولا مريضة لابد من عزلها، وألا يسمح لها بالانتقال أو الاتصال ثانية بخيول أخرى، حيث ينشر الحصان المريض فيروسات الأنفلونزا، أثناء فترة الحضانة، ولفترة قد تصل إلى أربعة عشر يوماً من بدء ظهور الأعراض.
هناك عدد من اللقاحات التجارية ضد فيروس إنفلونزا الخيول تمنع ظهور الأعراض المرضية، لكنها لا تمنع الإصابة بالفيروس ونشره بين الخيول غير المحصنة، وتنقسم أنواع لقاحات إنفلونزا الخيول إلى نوع ميت يتم حقنه في عضلات الرقبة، ونوع حي مستضعف يتم رشه داخل الأنف، وتنعقد سنوياً لجنة من الخبراء لمراجعة أنواع فيروسات إنفلونزا الخيول التي تم عزلها وتصنيفها من أنحاء العالم، ثم إصدار توصية بمواصفات اللقاح القادر على مقاومة أنواع الفيروسات الجديدة، حتى تتمكن شركات إنتاج اللقاحات من إنتاج لقاح قادر على حماية الخيول من الفيروس المستمر في التحور تقريباً كل عامين أو ثلاثة.
يتم التحصين بإعطاء الحصان جرعة أولى، وبعد أربعة أسابيع جرعة منشطة، ويصبح الحصان محصناً بعد أسبوع آخر، وتكرر الجرعات المنشطة كل ستة شهور في الحالات المعرضة أكثر للمرض، أو اثنا عشر شهراً في الحالات الأقل تعرضاً لاحتمالات الإصابة بالمرض، أما الأفراس الحوامل فيفضل تكرار الجرعة المنشطة من أربعة إلى ستة أسابيع قبل ميعاد الولادة. أما الأمهار فيتم تحصينها أول مرة عند بلوغها عمر ستة أشهر، ثم جرعة منشطة بعد شهر، وتكرر بعد ذلك كالمعتاد في الخيول البالغة.