مائة ساعة، قد تنقص بضع سويعات؛ هي المدة التي تستغرقها عملية هضم الطعام وامتصاصه عند الخيل!.. حيث يتقاسم هذه المدة الزمنية عددٌ من أجزاء جسمها، وبطريقة ممرحلة، بداية بالمعدة، مرورا بالأمعاء الدقيقة ثم الأعور، وانتهاء بالأمعاء الغليظة .. فتبارك الله أحسن الخالقين..
تعتبر الخيول من آكلات الأعشاب ذات المعدة الواحدة، وجهازها الهضمي مخلوق ليستفيد من كافة أنواع الأعلاف النباتية، وكما هو معلوم؛ فإنها تمتاز بقوة شم جيدة، وشفاهها تتسم بشدة الحساسية، والقدرة الكبيرة على الحركة، الأمر الذي يمكنها من انتقاء الصالح من العلف، وترك غير الصالح؛ كحبيبات التربة والحصى، والنباتات الضارة، وغيرها.
يحتوي التجويف الفموي للخيل على 12 قاطعاً و24 ضرساً، موزعة بالتساوي بين الفكين السفلي والعلوي والجهتين اليمنى واليسرى، فوجود الأسنان المتينة والعضلات الماضغة القوية، إضافة إلى وفرة الغدد اللعابية؛ يسمح بمضغ وترطيب الأعلاف الجافة والقاسية، بالإضافة إلى الأعشاب الخضراء والنباتات.
تفرز الخيل 4 كيلوغرام لعاب لكل كيلوغرام علف مأكول من الدريس أو التبن، و 2 كيلوغرام لعاب لكل 1 كيلوغرام من الحبوب المأكولة. وقد تزداد كمية اللعاب المفرزة عند تناول خليط من الحبوب والتبن أو الدريس، والمعروف أن الخيل لا تفرز كمية كبيرة من اللعاب عند تناولها الأعشاب الخضراء حيث يقتصر دور اللعاب على التأثير الميكانيكي فقط في العملية الهضمية.
تبقى الأعلاف لفترة قصيرة جدا في الفم لا تزيد عن 30 ثانية، حيث تنتقل تلك الأجزاء المفتتة والمرطبة عبر المري إلى المعدة، وهي تجويف متميز الأجزاء متوسط السعة (15- 16) ليتر، يتألف من كيس أعور خال من الغدد، وجزء غدي يتألف من ثلاثة أقسام هي القسم الفؤادي، والقسم القاعي، والقسم البوابي الغدي. حركية جدران الكرش تؤدي إلى تحرك هذه الطبقات نحو المخرج في الأمعاء، والملاحظ أن خلط المواد الغذائية في المعدة يكون بسيطاً جداً، والجزء الأعظم منه يتم في القسم البوابي. يتحلل النشاء في المعدة وتتخمر الكربوهيدرات ويترافق مع ذلك تشكيل حمض اللبن، كما تتفكك البروتينات مكونة البيبتونات ونواتج أخرى أكثر عمقاً من حيث عملية التحلل. قد يتسرب الماء والمواد الغذائية عبر جدران الكرش إلى الاثني عشر، حاملة معها قسم من المواد الغذائية التي لم تتعرض بشكل كاف لفعل عصارات المعدة الهاضمة، مما يؤدي إلى اضطرابات هضمية، وأحياناً إلى أمراض حادة في الجهاز الهضمي. بعد ذلك تمر المواد الغذائية في الأمعاء، حيث تستمر عمليات تحويل وامتصاص المواد الغذائية عبر جدران الأمعاء مارة بالأوعية الدموية والجهاز اللمفاوي.
يتخمر جزء كبير من بقايا الغذاء في الأعور، الذي تتراوح سعته ما بين 16- 68، ليتر، حيث تتخمر الألياف بواسطة البكتيريا محللة السليلوز، ومن المعلوم أنه لا يتم امتصاص قسم كبير من المواد الغذائية في المعي الغليظ والمستقيم، لذا فإن تخمر الكربوهيدرات بما فيها الألياف وكذلك المواد الأزوتية في الأعور لا تلعب دوراً كبيراً في رفع معامل هضم الأعلاف.
تستغرق عملية هضم المواد الغذائية وامتصاصها عند الخيل مدة قد تصل إلى 100 ساعة، ففي المعدة تستمر من 6 إلى 12 ساعة، ونفس الوقت في الأمعاء الدقيقة. أما في الأعور فالمدة 24 ساعة والوقت الباقي في الأمعاء الغليظة والمستقيم أي 42 – 64 ساعة.
طول الأمعاء لدى الخيل أقصر بمرتين ونصف منه في بقية الحيوانات أكلة الأعشاب، كما أن سير عمليات الهضم لديها يكون مختلفاً مما يؤدي إلى اختلاف معامل هضم الأعلاف فيما بينها، وقد بينت أبحاث أن الخيول أقل قدرة على هضم الألياف وكافة الأعلاف الخشنة من غيرها، ولكنها تمتلك نفس القدرة في هضم البروتين والمواد الغذائية الخالية من الآزوت في الأعلاف المركزة.
بينت كثير من التجارب مدى تأثير العمل على هضم الأعلاف عند الخيل، فقد ازداد معامل هضم الأعلاف عند الخيول التي قامت بالأعمال الخفيفة والمتوسطة وعلى شكل خطوات، في حين انخفض معامل هضم الأعلاف بشكل محسوس عند قيام الخيول بأعمال شاقة.
س/عند تقديم العليقة للخيل،هل الأفضل رفعه عن الأرض أم وضعه على الأرض؟
لأنني قرأت أن الأفضل للجهاز الهضمي عند الخيل تركه العلف على الأرض أو مساوي للأرض.
إطعام الخيول على الأرض النظيفة هو الأمر المعروف والمتبع، مع مراعاة تجنب تقديم الأعلاف التي عليها غبار، لأنها تؤدى إلى إحداث مشاكل في الجهاز التنفسي. وكذلك الأغذية المصابة بالعفن، والتي تتسبب في إصابة الحصان بالمغص.