يشكل مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة في الرياض، أحد أهم القطاعات والمراكز العربية والعالمية العاملة في مجال الخيل العربية الأصيلة، وأصبحت الملاذ الأهم لملاك ومستثمري الخيل على مستوى المنطقة والعالم من خلال سياسة المركز، التي تعمل من خلال وزار الزراعة.
وفي الوقت الذي يحتوي فيه المركز على أكثر من 236 رأس من الخيل العربية الأصيلة ويسجل أكثر من19100 رأساً لـ 6800 مالك خيل، يقدم نفسه المركز كأحد أهم مراكز الخيل العربية الأصيلة عالميا بمختلف الإمكانات والخدمات التي يقدمها لهذا القطاع الهام.
أوضح نائب المشرف العام على المركز المهندس عبدالعزيز بن عبدالله الغملاس قائلا:” للخيل العربية تاريخ حافل في الجزيرة العربية منذ العصور القديمة وانتشرت في انحاء العالم وحازت على اعجاب وتقدير الكثير من محبي الخيل واستعملت في أنشطة كثيرة لخدمة الإنسانية والجزيرة العربية تعتبر هي موطن الخيل العربية الأصيلة حيث ورد في جميع المخطوطات القديمة والتاريخية ما يؤكد أن شبه الجزيرة العربية ومنطقة بلاد الشام هي موطن الخيل العربية ومن هذه المنطقة انتقلت الخيل العربية الى انحاء العالم مع الفاتحين عند نشر الرسالة الاسلامية في القرن السابع الميلادي وبواسطة المستشرقين الذين حضروا إلى المنطقة العربية وكذلك إبان حكم الدولة العثمانية والتجار”.
ويضيف الغملاس:”إن الإعجاب بالخيل العربية لدى بعض الملوك والأمراء في أوربا في القرن السابع عشر والثامن عشر أدى الى إرسال بعثات للبحث عن الخيل العربية وانتقاء الأفضل من القبائل في نجد والحجاز مثل ماقام به ملوك بولندا في تلك الحقبة من الزمن لاقتناء أفضل الخيل العربية ونقلها لتربى في مزارع خاصة للإكثار منها وتحسين سلالتها والاستفادة منها في تطوير بعض سلالات الخيل الأخرى حيث أثرت في اهم سلالات الخيل المهجنة للسباقات في بريطانيا وبعضها تم المحافظة عليه كسلالات عربية أصيلة لم تهجن مع سلالات اخرى وتم التركيز على صفاتها ووصلت الى ماهي عليه الأن من جمال ومكانة عالية وحظيت بإهتمام الفنانين والمبدعين فأغلب متاحف العالم تحتوي على قطع ولوحات نادرة لأعمال فنية تتعلق بالخيل العربية”.
وقال أيضاً:”لقد كان الاهتمام والرغبة في اقتنائها وتحمل المشاق للحصول على الخيل العربية له أسباب عديدة وأهمها هو قوة هذه الخيل في الحروب وقدرتها على التحمل والخصال الحميدة في طباعها وجمالها الجذاب وإستعمالها في أنشطة كثيرة أخرى، ويسجل التاريخ الاهتمام الكبير للخيل العربية في المملكة وأهمية الخيل العربية للمملكة من عدة عوامل فإن الملك عبد العزيز رحمه الله هو مؤسس المملكة وهو أخر موحد وفارس وحد بلاداً وجمعها على صهوات الخيل العربية في التاريخ الحديث. وبها مركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الاصيلة الذي يحمل اسم المؤسس للدولة التي هي موطن الخيل العربية الأصيلة ويحتوي على البقية الاصيلة من خيل المؤسس ومجموعة من الخيل العربية الأصيلة من سلالات اخرى لاستمرار الإنتاج وتحسين الصفات مع استمرار المحافظة على الخيل السعودية القديمة التي ترجع الى الأنساب المعروفة بالجزيرة العربية ويهتم المركز بالخيل العربية على مستوى المملكة ويمثل المملكة في المنظمات الدولية ويطبق المعايير الدولية للرعاية والتسجيل والتنقلات ويقع مركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة في ديراب. وهي منطقة زراعية قريبة من الرياض من جهة الجنوب الغربي بحوالي (٣٥) كيلو وتبلغ مساحة المركز بما يقارب مليون متر مربع ويقدر عدد الخيل بالمركز مايقارب (٢٣٦) رأس من الخيل وعدد الملاك المسجلين في المركز(6800)مالك وعدد الخيل المسجلة في المركز حتى تاريخ 10-١0-٢٠١5م (19100) خيل.
وقال الغملاس:”يعتبر المركز الجهة الرسمية المختصة بتسجيل الخيل العربية في المملكة العربية السعودية وهو يمثل المملكة في المنظمات الدولية ذات الإختصاص بموجب إختصاص الوزارة بالخيل العربية حسب ماورد بالأمر السامي الكريم رقم ٩٢٤/م وتاريخ ٢٧/٩/١٤١٧هـ كما يقوم المركز بمتابعة المواليد والخيل المستوردة في جميع مناطق المملكة لتطبيق النظم الدولية لتسجيلها ويقوم بالتنسيق معهم في وسائل تطوير التربية والإنتاج، إضافة إلى رعاية الخيل العربية الخاصة بالدولة وهي موجودة حالياً بالمركز وجميع مايتبعها من خدمات تغذية ورعاية بيطرية وزراعة الأعلاف اللازمة والتدريب وإقامة عروض جمال الخيل العربية، وتقديم المشورة والأراء الفنية للمهتمين بالخيل العربية الاصيلة، والعمل على التنسيق مع المنظمات الدولية في وضع الخطط والبرامج لأنظمة المعلومات وأنظمة التصدير والاستيراد والتوثيق الرسمي وإصدار شهادات تسجيل الخيل العربية في المملكة وإصدار سجل الأنساب للخيل العربية بشكل دوري وجوازات السفر للخيل العربية”.
ومن خدمات المركز وضع خطط الإنتاج للخيل العربية بالمركز والمحافظة على السلالات والأنساب النادرة والمحافظة على النواحي التاريخية. ويقوم المركز بإستقبال الزوار والمهتمين بالخيل العربية وكبار المسئولين بالدولة وكذلك الزوار الرسميين والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي . ويتم عمل عروض للخيل العربية من إنتاج المركز لإطلاعهم، والمشاركة في المهرجانات الوطنية مثل المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية والأنشطة الرياضية الخاصة بالفروسية. وبموجب الأمر السامي الكريم رقم ٤٢٩١ / م ب، بتاريخ ١٤٢٨/٥/٩ الذي به يتمكن القطاع الخاص من اقامة مسابقات جمال الخيل العربية بالمملكة تحت اشراف المركز.
وبما أن المركز الجهة الرسمية لتسجيل الخيل العربية في المملكة فإنه يقوم بالتعاون والتنسيق مع هيئات تسجيل الخيل العربية في العالم ومنها الهيئات التالية:
– المركز عضو بالمنظمة العالمية للجواد العربي( الواهو) التي تعنى بتوثيق وتسجيل الخيل في العالم كما يقوم المركز بالإشراف على العروض المحلية والدولية المدعومة من القطاع الخاص في المملكة.-
– المركز عضو في منظمة المؤتمر الاوروبي لمنظمات الخيل العربية (الايكاهو)التي تعنى بتنظيم مسابقات جمال الخيل وأنظمة وقوانين الخيل العربية في العالم . وكذلك جميع مراكز الخيل العربية المماثلة لمهام المركز في جميع دول العالم من حيث وثائق التصدير والاستيراد وتبادل المعلومات.
– المركز عضو في منظمة الاتحاد الدولي لسباقات الخيل العربية (ايفار).
– التعاون مع مختبر (animal trust trust) في بريطانيا ومختبر(weatherbys) في ايرلندا.
ـ كما يقوم بتحليل عينات إثبات الأبوه للمواليد في مختبر مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.