بدأنا في الجزء الفائت الكتابة عن مشاكل نقص الخصوبة في الأفراس، حيث تم تقسيمها إلى قسمين؛ هما ظاهرة التلقيح المتكرر، وفشل الفرس في إظهارها للشبق. وتم إرجاع أسباب تلك الظاهرتين إلى عدة عوامل؛ منها أخطاء الإدارة، وشذوذات الجهاز التناسلي للفرس.. وقد وثقنا عن هذين العاملين، أما الشذوذات فقد ذكرنا منها واحدة، واليوم سنواصل السرد..
2/ شذوذات قناة المبيض:
يندر نسبيا التهاب أنبوب فالوب الخيلي, و لكن إذا ما أصبحت الفرس تعاني أو عانت من التهاب الخمجي لبطانة الرحم؛ فيكون ثمرة ذلك التهاب القناة في اغلب الأحوال. و يعوق الالتهاب مرور البويضات أو الحيوانات المنوية داخل الأنبوب، مفضيا إلى نقص الخصوبة في شكل ظاهرة التلقيح المتكرر.
يعتبر التكهن بالعافية ضعيفا وذلك لعدم وجود علاج محدد. قد يتم الأخذ بالاستئصال الجراحي في الأفراس المصابة بشكل أحادي الجانب، إن كان الجانب الآخر طبيعي بشكل مؤكد، من خلال شق جراحي في خاصرة الجانب المصاب.
3/ شذوذات الرحم:
تعتبر الأمراض الرحمية من أكثر الأسباب شيوعا لعدم الخصوبة في الأفراس, و من أهم الشذوذات الرحمية:
أ/ الرجوع المتأخر بعد الولادة:
إذا لم يتم الرجوع الرحمي الكامل بحلول أول شبق بعد الولادة الطبيعية ( 7 – 9) يوم، فقد يزيد التلقيح عند هذا الشبق من احتمالات الالتهاب أو الخمج، وتتضاءل احتمالات الحمل الناتج بسبب إخفاق البطانة الرحمية في الرجوع لطبيعتها بعد الولادة. و يميل الخمج الرحمي أيضا إلى استمرار مشكلة الرجوع المتأخر. أحيانا قد تعاني الفرس من اللا تماثل الرحمي, الذي يتم فيه إخفاق احد القرون الرحمية في الرجوع كما ينبغي, و قد يؤثر هذا اللا تماثل الرحمي على حركة الحيوانات المنوية ومن ثم نقص معدلات الخصوبة. لهذا ينصح بإجراء فحص مستقيمي ومهبلي يوميا، ابتداء من اليوم الثالث من الولادة، لتقييم السير الطبيعي للرجوع الرحمي.
ب/ التهاب بطانة الرحم:
يعتبر التهاب أو خمج بطانة الرحم أحد أهم أسباب نقص الخصوبة في الأفراس. و توجد العديد من العوامل التي تهيئ الجهاز التناسلي للأفراس لمثل هذه الخمجات من خلال الشذوذات العنق رحمية والمهبلية والفرجية. و تمثل مشكلة بقاء الخمجات الرحمية لفترات طويلة دون اكتشافها؛ مشكلة كبيرة، وتؤدي ليس فقط للتحول من نقص الخصوبة المؤقت إلى العقم؛ بل أيضا لخطورة نقل تلك الخمجات إلى الفحل المعين لتلقيح الأفراس المصابة، ومن بعدها الأفراس الطبيعية الأخرى.
و يوجد ثلاثة أنواع رئيسية للالتهابات أو الخمجات الرحمية:
أ/ الالتهاب الرحمي الحاد:
تتطور الخمجات الحادة بسرعة مذهلة مؤدية إلى الأعراض الفورية التي تتصف بدورات شبق قصيرة, من جراء تهيج الجدار الرحمي مما يؤدي إلى رجوع الجسم الأصفر وتحلله قبل اليوم 14, بالإضافة إلى ظهور صديد أو إفراز لونه كريمي أبيض أو بني من فرج الفرس أو على ذيلها.
يعتبر الالتهاب الرحمي الحاد سببا رئيسيا لظاهرة تكرار التلقيح في الأفراس, موفرا بيئة عدائية لكل من الحيوانات المنوية والبويضات النامية، حيث تبتلع الكريات الدموية البيضاء أية بويضات أو حيوانات منوية متواجدة. و يبدأ علاج مثل هذه الحالات بمحاولة إصلاح أية شذوذات عنق رحمية ومهبلية أو فرجية، والتي يؤدي تواجدها إلى عدم الحماية الكافية للجهاز التناسلي العلوي. يمكن أن يعالج الخمج باستخدام مضاد حيوي أو مطهر، ويجب الانتباه أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية يساعد على استقرار الخمجات الفطرية داخل الرحم، والتي بذاتها تحتاج للعلاج.