حملت الأمثال المتعلقة بالخيل بين ثناياها كثيرا من المعاني السامية، والأهداف النبيلة، صاحبتها بلاغة في الطرح، وحلاوة في المنطق. وقد اختلف المفسرون في معنى (المعار) في هذا المثل، إلا أن الاغلبين يرون أن هذه الكلمة تعني المسمن، ومنها المستعير وهو السمين من الخيل. يقال: أعرت الفرس؛ أي أسمنته وهذا المثل شطر من بيت كلماته:
أعيروا خيلكم ثم اركضوها … أحق الخيل بالركض المعار
ومنهم من قال: المعار المنتوف الذنب، وقال قوم: المعار المضمر المقدح. وقال ابن الأعرابي: هو من العارية، وذكره غيره أيضا؛ وقال: لأن المعار يهان بالابتذال ولا يشفق عليه شفقة صاحبه. وقد قيل إن المعار من العارية، بمعنى جعله مستعارا متداولا بين الأيدي؛ ليس بصحيح.
وقيل في قوله: أعيروا خيلكم ثم اركبوها.. إن معنى أعيروها أي: ضمروها بترديدها. وقد روي المعار – بكسر الميم – وهو الذي يحيد عن الطريق براكبه، من قولهم: حاد عن الطريق.
قال إسماعيل بن حماد الجوهري: عار الفرس، أي ذهب هاهنا وهاهنا مرحا عند انفلاته، وأعاره صاحبه، فهو معار؛ ومن ذلك هذه الأبيات لبشر بن أبى خازم الأسدي، وقيل للطرماح بن الحكيم بن الحكم:
وجدنا في كتاب بنى تميم … أحق الخيل بالركض المعار
يضمر بالأصائل فهو نهد… أقب مقلص فيه اقورار
كأن سراته والخيل شعث… غداة وجيفها مسد مغار
كأن حفيف منخره إذا ما … كتمن الربو كير مستعار