الشَّقاء بمعنى التعب والنصب، والرائض هو مذلل الحيوان ومدربه. ومنها: راض المُهْرَ، أي درَّبه وجعله مسخَّرا مطيعا.
ومثلنا: (أشقى من رائض مهر)، وروي أيضا: (أتعب من رائض مهر)؛ يدل على ما يبذله مدربو الخيل من جهد وتعب في عملية الترويض، وما يتحلون به من صبر جميل في هذا العمل.
قال أبو هلال العسكري صاحب المصنَّفات الأدبيّة، في كتابه (الأوائل): “كان أول من ركب الخيل هو إسماعيل عليه السلام، قال: وكانت الخيل قبل ذلك وحشاً فأخذها وصنعها، فأنست وتعلم ولده صنعتها منه، فبقي علمه فيهم، ولهذا اختصت العرب بالمعرفة بها، وهي مما يمتدح بارتباطها، والله أعلم”.
وقد أثبتت عدد من المستحاثات التي وجدت حديثا بأرض الجزيرة العربية؛ أن العرب هم أول من روض الخيل واستئنسها في العالم أجمع، بعد أن كانت وحوشا لا تركب. وأن جزيرة العرب كانت أولى البقاع التي تم استئناس الخيل عليها، وذلك من خلال الآثار التي وجدت في هذه الأرض، والتي أكدت قدم الاستئناس.
قال الكميت بن زيد الأسدي – شاعر عربي من قبيلة بني أسد، ومن أشهر شعراء العصر الأموي:
نعلمها هيا وهلا وأرحبا … واجذم في أبياتنا ولنا قدم
وقال الأفوه الأودي – شاعر يماني جاهلي، يعد من شعراء العرب وحكمائها:
وأفراسٍ مذللة وبيض كأن متونها فيها الوهاج
وقال أبو الطيب المتنبي:
وأدبها طول القتال فطرفه … يشير إليها من بعيد فتفهم
تجاوبه فعلاً وما يعرف الوحى … ويسمعها لحظاً وما يتكلم