بقلم إيريكا لارسون | ترجمة (الأصالة)
تحدث معظم الولادات بسلاسة دون أية آثار سيئة. إلا أنه عندما تحدث مشكلة ، فإن أمورا بسيطة مثل تصحيح عسر الولادة يمكن أن تتفاقم بسرعة.
وبالنسبة لبعض المربين، فإن لعبة الانتظار تبدأ فور تلقيح الفرس وبالنسبة لآخرين، عندما يتم تأكيد أن الفرس صارت لاقحا. أما الآخرين فإنه ما يزال بالنسبة لهم أن اللعبة تبدأ عندما يزداد حجم البطن. في أي وقت تبدأ فيه لعبة الانتظار، فإن كل المربين يريدون إجابة لسؤال: متى تلد فرسي ؟
يقدم إيغور كانسيو الذي يحمل درجة الدكتوراة في البيطرة والذي كان يتبع لمركز غلوك لبحوث الخيول بجامعة كنتاكين، والأستاذ المساعد حاليا في قسم التوليد البيطري للخيول بكلية الطب البيطري لجامعة إلينوي، بعض النصائح حول كيفية التنبؤ بموعد ولادة الأفراس.
يقول كانسيسو: “معظم الولادات تحدث بسلاسة دون أية آثار سيئة. إلا انه عندما تحدث مشكلة ، فإن أمورا بسيطة مثل عسر الولادة الذي يمكن تصحيحه بكل يسر يمكن أن تتفاقم بسرعة. ويضيف “في بعض الحالات، لا نريد السماح للمهر بالرضاعة من الثدي نظرا لخطر الإصابة باليرقان الانحلالي لحديثي الولادة”، أو فقر الدم الانحلالي الحاد الناجم عن تناول الأجسام المضادة في لبأ وحليب الفرس، وهي الأجسام التي تستهدف خلايا الدم الحمراء للمواليد الجديدة.
ويضيف: “هذا هو السبب في أهمية حضور الولادة “، موضحا: “إذا كانت هنالك مشكلة بسيطة، فيمكن تصحيحها بسهولة من قبل مرافق حاذق. أو، إذا كانت هناك حالة أكثر خطورة، فعندها يمكن نقل الفرس إلى العيادة، أو استدعاء طبيب بيطري لفحصها. ويقول أيضا: ” عادة، من الأفضل عدم الانتظار (لاستدعاء الطبيب البيطري)، لأنه بعد 30 دقيقة من نزول السائل اللزج فإن تأخير كل 10 دقائق في الولادة يقلص معدل البقاء على قيد الحياة بنسبة 10٪ “.
ولأن الغالبية العظمى من ولادة الأمهار تحدث بين 06:00 مساءً حتى 06:00 صباحا فمن المهم معرفة متى يلزم البدء في إعداد القهوة من أجل سهرة لترقب موعد الولادة!.
فيما يلي بعض الخيارات التي يمكن لأصحاب الخيول والأطباء البيطريين استخدامها للتنبؤ بموعد ولادة الفرس.
تقدير تاريخ ولادة المهر
يتراوح متوسط طول فترة حمل الخيول ما بين 335 و 345 يوما. لذلك يجب أن تكونوا قادرين على حساب تاريخ الولادة بسهولة إذا كنتم تعرفون تاريخ تشبية الفرس. على سبيل المثال، إذا تمت تشبية فرسكم في يوم 10 فبراير وبها حمل متوسط، فيمكنكم مبدئيا توقع الولادة بين 12 يناير و 22 يناير من السنة التالية. و مع ذلك حذر كانسيسو، أن طول فترة الحمل يتفاوت بشكل كبير بين السلالات، وأوقات السنة (عادة ما تكون الفترة أطول عندما يكون من المقرر أن تلد الفرس في أواخر الشتاء و أوائل الربيع)، وبين فرس وأخرى، لذلك استخدموا هذه الطريقة فقط للاسترشاد.
أما إذا كنتم غير متأكدين من تاريخ تشبية الفرس، فإن الطبيب البيطري يمكنه إجراء اختبار عن طريق الموجات فوق الصوتية لتقدير مرحلة حمل الفرس وحساب موعد الولادة.
العلامات الجسدية
عندما يقترب الموعد المتوقع للفرس، يمكنكم البدء في مشاهدة علامات جسدية تشير إلى أنها بدأت تتهيأ للولادة، وهي تشمل:
● ارتخاء قاعدة الذيل:
ويشير كانسيسو إلى أنه من الصعوبة التعرف على ذلك في الخيول ذات الوزن الزائد، ذات الكثافة العضلية ، أو الأفراس ذات الولادة الأولى.
● ارتخاء واستطالة الفرج:
حذر كانسيسو من أن ارتخاء الفرج في بعض الأفراس المتقدمة في السن قد يكون واضحا جدا قبيل ولادة المهرة، في حين أن البعض الآخر قد تظهر تغيرات طفيفة أو لا تذكر، لذلك لا تعتمدوا فقط على هذا العامل للتنبؤ بموعد الولادة.
● توسع الغدة الثديية:
يقول إن الغدد الثديية لمعظم الأفراس يزداد حجمها بحوالي شهر قبل تاريخ الولادة، مع تغييرات بارزة أكثر في الأسبوعين الأخيرين قبل الولادة. أما بالنسبة للأفراس الأبكار فهي قد لا تظهر تضخم الضرع حتى تقترب من مخاض الولادة. وحذر أن الأفراس ذات الولادة الأولى قد لا تظهر لديها نفس العلامات الجسدية مثل أفراس التشبية المتمرسة.
إفرازات الغدة الثدية
على مدى العقود الثلاثة الماضية ظل العديد من الأطباء البيطريين والمربين يستخدمون التحليل الكهربائي لإفرازات الغدة الثدية للأفراس للتنبؤ بالولادة. فبالنسبة للأفراس العادية، فإن مستويات إفراز الغدة الثدية من الكالسيوم والبوتاسيوم ترتفع في حين تنخفص مستويات الصوديوم كلما اقتربت الولادة. ومع ذلك، يتطلب قياس هذا التحليل الكهربائي آلة لتحليل المستويات والمقاييس التسلسلية. ويقول كانسيسو إن المربين والأطباء البيطريين عموما يأخذون عينات التحليل الكهربائي للمعمل وهو أمر مكلف، وقد يحول دون استخدام هذه الممارسة بالنسبة للأفراس التي لا توجد بالقرب من المعمل إذ في الأساس، توجد معظم الأفراس في المناطق الريفية.
نسبة لأن الكالسيوم هو الأكثر موثوقية ويستخدم على نحو شائع التحليل الكهربائي، تتوفر الآن أدوات تجارية للمربين لاستخدامها لتقدير محتوى إفرازات الثدي من كربونات الكالسيوم، وبالتالي، تساعد على التنبؤ بموعد ولادة الفرس من عدمه. أما بالنسبة لعيوب اختبارات كربونات الكالسيوم التجارية فهي تشمل التكاليف والتخفيف المطلوب للعينة للحصول على قراءة دقيقة.
اختبر كانسيسو وزملاؤه في الآونة الأخيرة، طريقة أخرى يمكن من خلالها التنبؤ بموعد ولادة الفرس وذلك عن طريق إفرازات الغدة الثدية. إلا أنهم هذه المرة، قاسوا مستويات حموضة الإفرازات. و باستخدام شرائح الاختبار المتاحة تجاريا لقياس درجة الحموضة، يمكن لمالكي الخيول اختبار إفرازات الغدة الثدية مرة واحدة يوميا، إذ عندما تنخفض الإفرازات اليومية ( 8 درجات) إلى أقل من 7 درجات على مقياس درجة الحموضة أو أقل، فإنه من المرجح أن تلد الفرس خلال 24 ساعة. و يقول كانسيسو في دراسته التي أجراها مؤخرا، تلد كل 11 من 14 من الأفراس في غضون 24 ساعة عندما تكون مستويات إفرازات درجة حموضة الغدد الثدية لديها 7 أو أقل؛ أما الأفراس الثلاث المتبقية في الدراسة فقد ولدت دون تغييرات كبيرة في درجة الحموضة.
وفي ذات الدراسة، قارن كانسيسو وزملاؤه مستويات حموضة الإفرازات بجانب تركيزات الكالسيوم والصوديوم، والبوتاسيوم الخاصة بها. وقد توصلوا إلى أن قياسات درجة الحموضة كانت فعالة مثلها مثل قياسات التحليل الكهربائي فيما يتعلق بالتنبؤ بولادة الأمهار، مقترحا أنه يمكن لقياسات درجة الحموضة أن تحل محل القياسات بالكهرباء. وأشار كانسيسو أيضا إلى أن قياس الرقم الهيدروجيني مفيد أكثر من التحليل الكهربائي لأن الاختبارات أقل تكلفة، وعملية، لأنه ليست هنالك حاجة لتخفيف العينات لتحديد درجة الحموضة، ولا يتطلب الأمر سوى قطرة صغيرة من الإفرازات ليكتمل ويعد هذا مفيدا خاصة مع الأفراس ذات الولادة الأولى، لأن العديد منها لديه كمية صغيرة جدا من إفرازات الغدد الثدية قبل الولادة – مما يجعل قياس التحليل بالكهرباء صعب للغاية.
الأجهزة الإلكترونية
ثم وصف كانسيسو أيضا بعض الأجهزة الإلكترونية التي يمكن لمربي الخيول استخدامها لتنبيههم إلى قرب الولادة:
● جهاز ذا فول ألارت (The Foal-Alert)
هو جهاز مغناطيسي يقوم الطبيب البيطري بخياطته في فرج الفرس، عندما تنفصل المغنطيسات خلال اتساع الفرج أثناء الولادة، يتم إرسال تنبيه إلى البيجر (جهاز إخطار يرتديه الفرد) أو الهاتف الخليوي، أو يصدر الجهاز صوتا في الحظيرة. ويقول كانسيسو إنه بينما يمكن استخدام هذا الجهاز بنجاح إلا إنه يمكن أيضا أن يسبب العديد من الانذارات الكاذبة. بالإضافة إلى ذلك، قد لا يصدر الجهاز إنذارا إذا ما كان الجنين مستقرا على نحو غير ملائم داخل الرحم أو إذا لم تخرج رجلاه من فرج الفرس.
● جهاز ذا بريدرز ألارت (The Breeders’ Alert)
هو جهاز لمراقبة الموقف وهو في شكل صندوق صغير يعلق على رسن الفرس فيقوم بإحداث أصوات إنذار عندما يكتشف أن الفرس في وضع الاستلقاء الجانبي (وضع ولادة المهر) لأكثر من 15 ثانية. ومثله مثل سابقه كما يقول كنسيسو فهو أيضا يحدث الكثير من الانذارات الكاذبة.
● الجهاز الأخير الذي يصفه كانسيسو هو ذا بيرث ألارت (The Birth Alarm)
وهو أيضا مثل جهاز ذا بريدرز ألارت يراقب وضع الفرس، إلا أن هذا الجهاز يوضع على حزام السرج. فعندما تستلقي الفرس لمدة أطول من مدة 8 ثوان، يتم إرسال تنبيه إلى الشخص الذي يراقب الفرس. و كما هو الحال مع الجهازين الآخرين، يمكنه إرسال رسائل خاطئة وقد يكون باهظ الكلفة لبعض المربين.
● وأخيرا أنظمة المراقبة عن طريق الفيديو
يشير كانسيسو إلى أن العديد من المربين والأطباء البيطريين يستخدمون أنظمة المراقبة عن طريق الفيديو التي تسمح لهم بإبقاء أعينهم على الفرس من أجل علامات الولادة من على البعد.
إذن ما هي الطريقة التي ينبغي على المربين اختيارها ؟ يقول كانسيسو إن العديد من المربين يختارون مزيجا من الخيارات المتاحة لإعطاء أنفسهم فرصة أفضل للتنبؤ بدقة بموعد ولادة الفرس.
ويقول بما أنه ليست هنالك طريقة واحدة ومحكمة للتنبؤ بموعد ولادة الأمهار في كل الأفراس، فإن أفضل أسلوب هو العمل على الجمع بين استراتيجيات مختلفة لتحقيق أقصى قدر من النتائج.