نظرا لأهمية التغذية بالنسبة للخيل؛ فقد وثقنا عنها سابقا.. ونفعل اليوم، فالموضوع ذو سعة، والآراء فيه مختلفة، ولكل حال مقال. ولن يبدو جمال هذه الكائنات؛ ما لم تغذى بطرق علمية سليمة. وبفضل الله؛ ترزق هذه الدواب المطيعة..
تتغذى الخيل منذ صغرها حتى تنمو طبيعيا، وتختلف احتياجاتها الغذائية حسب وزنها وعمرها، ونوع العمل الذي تقوم به، بالإضافة للحالة التي عليها الفرس من حيث الحمل وإنتاج اللبن.
يجب أن تحتوى عليقة الحصان اليومية على جميع العناصر الغذائية اللازمة لحالته، بالإضافة الى احتوائها على مواد مالئة مثل الحشائش والدريس، ونظرا لأن معدة الحصان صغيرة على عكس المجترات الأخرى، فان احتياجاته من المواد المالئة تكون قليلة نسبيا، ويفضل تغذيته على كميات صغيرة في كل مرة، ولكن على فترات متتابعة من 2-3 مرات يوميا وبصورة منتظمة، وأحيانا أربع مرات، في حالة قيامه بعمل شاق يتطلب كمية كبيرة من الغذاء.
واحتياجات الحصان الناضج من البروتين أقل من المهر النامي، والذي يحتاج الى البروتين لبناء الأنسجة، ونفس الحال للفرس الحامل أو المرضع فإنها تحتاج الى بروتين وعناصر معدنية أكثر من الفرس الجافة. ويعتبر دريس البرسيم من أفضل الأعلاف المالئة للحصان، ويستخدم هذا الدريس وحده كعلف في عليقة الحصان، دون الحاجة لخلطه مع أعلاف مالئة أخرى، وهو مفيد جدا في تغذية الفرس الحامل والفرس المرضع. وتعتبر حبوب الشوفان من أكثر الحبوب استخداما في تغذية الحصان على مستوى العالم، ويمكن تقديمها أمام الحصان بصورتها الكاملة أو بعد فردها، ويمكن استبدال حبوب الشوفان بحبوب الشعير أو الذرة، طبقا لمعدلات استبدال معروفة ومحددة، بينما نخالة القمح من الأعلاف الشائع استخدامها في تغذية الحصان، ولكنها تضاف بنسبة لا تزيد عن 25% من مكونات العليقة، وقد يؤخذ على نخالة القمح أحيانا أنها مادة ملينة.
يمكن للمربي تكوين العليقة من مكوناتها الأساسية المتوفرة لديه، بعد إضافة بعض المركزات البروتينية مثل مسحوق فول الصويا ومسحوق بذرة الكتان ومسحوق بذرة القطن، وبعض الفيتامينات والأملاح المعدنية الضرورية، والتي تعمل على تعويض نواقص العليقة من هذه العناصر، لتلافى ظهور أية أعراض للنقص الغذائي، وفي حالة نقص العليقة الخضراء يفضل إعطاء هذه الحيوانات قليلا من الجزر وقليلا من نخالة القمح. وإذا لم يتمكن المربي من تصنيع عليقته يجب عليه شراء أعلاف تجارية على هيئة مضغوطات، قد تكون مكونة فقط من الحبوب أو من أعلاف مالئة فقط، والنوع الأكثر تفضيلا هو العلف المتكامل الذي يحتوى على كل من العلف المالئ والمركز معا، بعد طحنهما وخلطهما جيدا، ثم تصنيعهما على هيئة مضغوطات.
ويراعى عند تصنيع المضغوطات أن تكون غير صلبة لأن الحصان يتجنب تناول الغذاء الصلب، ويفضل أن يكون حجم المضغوطة ملائما لعمر الحصان، فللحصان الكبير تكون المضغوطات بأطوال 1- 1.25سم، وبالنسبة للمهر حديث الفطام؛ يفضل أن تكون بطول 0.5 سم.
يجب على المربي معرفة أن نوعية العمل لا تقاس فقط بعدد ساعات العمل اليومي، ولكن أيضا بنوعية الحركة التي يقوم بها الحصان، فالحصان الذي يهرول يحتاج الى طاقة غذائية أكثر من الحصان الذي يمشى أثناء عمله، وبصورة عامة فان زيادة حركة ومجهود الحصان، يجب أن يقابلها عند التغذية كميات أعلى من الحبوب، وكميات أقل من العلف المالئ، والعكس صحيح. وفيما يلي عددا من الإرشادات في تغذية الحصان:
1/ اعتمد على جداول تقدير الاحتياجات الغذائية، واضعا في ذهنك عمر الحصان، والوزن الملائم الذي يجب أن يكون عليه، وحجم العمل الذي يؤديه، فالحصان النحيل يحتاج الى كميات أكبر من تلك الكميات المقدرة في الجداول، بينما الحصان البدين يفضل إعطاؤه كمية أقل من القيم الجدولية لتجنب السمنة الزائدة.
2/ عند توفر الأعلاف المالئة النجيلية؛ يفضل تركها أمام الحصان ليأكل منها بحرية، دون تحديد للكمية.
3/ يفضل تقديم الغذاء ثلاث مرات يوميا، فبالنسبة للحبوب تقسم الى ثلاثة أجزاء متساوية، تعطى صباحا وظهرا ومساء، بينما الدريس فيترك أمام الحصان طوال الوقت ليأكل منه بحرية. وهناك أجراء آخر يفضله بعض المربين؛ وهو إعطاء الحصان ربع كمية الدريس صباحا، والربع الآخر عند الظهيرة، بينما تترك نصف الكمية أمام الحصان ليلا.
4/ تجنب تقديم الأعلاف التي عليها غبار، لأنها تؤدى الى أحداث مشاكل في الجهاز التنفسي، وكذلك الأغذية المصابة بالعفن، والتي تتسبب في إصابة الحصان بالمغص.
5/ تجنب التغيير المفاجئ في نوع الأعلاف المقدمة للحصان.
6/ يجب أن تنظف الطاولات قبل وضع أي غذاء جديد.
7/ يجب تغذية كل حصان على انفراد وتجنب التغذية الجماعية.
أما فيما يخص ماء الشرب؛ فإن الحصان الناضج يستهلك كمية من الماء يوميا تقدر بـ 45 – 55 لتر، وتزداد هذه الكمية بطريقة متناسبة مع مقدار العمل ودرجة حرارة الجو، ويفضل توفير مياه الشرب الباردة والنظيفة أمام الحصان بصورة دائمة، وفى حالة عدم توفر المياه بصورة دائمة يفضل تثبيت موعد محدد تقدم فيه المياه بانتظام، وخلال الجو الحار يفضل تقديم الماء على فترات متقاربة ومتكررة طوال اليوم. وبعد عودة الحصان من العمل أو التدريب يجب على المربي أن يجنب حصانه الشرب المفاجئ، حتى يهدأ ويبرد جسمه، وإذا أضطر الى ذلك؛ يفضل تدفئة المياه، وترك كميات صغيرة منها ليشرب ويستعيد نشاطه، وبعد حوالي الساعة يترك للحصان الحرية في الشرب.