روبين فوستر | ترجمة (الأصالة)
في الوقت الذي تربط فيه بعض ألوان الشعر في الخيول بالسلوك، فإن الدليل على أن الخيول الكستنائية حساسة وحارة الدماء هو أمر ضعيف، هذا إن وجد على الإطلاق !
يُعتقد بأن بعض ألوان الشعر لدى الخيول تعكس مزاجية الحصان بما في ذلك الاعتقاد بأن الخيول الكستنائية هي حساسة وذات دم حار. قد تكون هذه المقولة صحيحة لكن البحث في صحتها أمر محدود .
و لقد ظل مربو الخيول مهتمين بألوان الشعر وتقوم بعض تسجيلات السلالات على أساس اللون أو الطراز (مثال الأبالوزا ، الكستنائي والأشهب ) أو لها قيود لونية ( مثل الغريزيان ).
ألوان الشعر المختلفة التي تظهر على الخيول تحددها أحد عشر أو أكثر من الجينات المختلفة .
ويسيطر جينان اثنان على ألوان الشعر الأربعة الأساسية ، الكميت ، الأشقر، الأسود والكستنائي. و تعدل جينات أخرى هذه الألوان الأساسية إما بإذابتها ( تنتج الكريم ، جلد الغزال ، الأشعل الفضي ، شمباينا ، بالمومينا ، والألوان البيضاء الغالبة ) او تخلق أنماط بارزة من المناطق الصبغية ( منتجة الأغبر ، السابينو والتوبيانو والأنماط الأخرى ).
كذلك تلعب الجينات المحددة للون الشعر نفسها دوراً مهماً في العمليات البيولوجية الأخرى التي تؤثر على نفسية وسلوك الحيوان، والجهاز الهضمي وصحة الحيوان .
و قد تطرق القليل من الدراسات إلى العلاقة بين لون الشعر والسلوك في الجياد، وتشير إحدى هذه الدراسات التي نشرت إلى أنه بمقارنتها مع الجياد الغبراء وجد أن الخيول الكستنائية كانت أكثر جرأة واستعداداً للاقتراب من أشياء وحيوانات غير مألوفة، لكنها عانت من صعوبات أثناء التدريب، الخيول الكستنائية الأكثر جرأة تبدو حادة وحارة الدم إذا وضعت في مواقع خطرة، ومع ذلك تبقى هذه الدراسة القائمة على الاستبيان تشير الى أن السلالة، النوع، والعمر كانت تنبؤات أفضل على السلوك خلافاً للون .
ووجدت دراسة أخرى حول الجياد الأيسلندية بعض الحقيقة في الادعاء بأن الجياد ذات اللون الأشعل عصبية، صعبة التعامل، ولها ردة فعل على المحفزات المخيفة، في هذه الدراسة كانت الجياد الشعلاء اشد حذراً في المواقف الجديدة لكنها لم تظهر ردة فعل قوية في المواضع المخيفة عن غيرها من الجياد .
احد التغيرات المقدمة هو أن الجين المنتج للون الشعر الأشعل يسبب كذلك أشياء غير عادية للنظر، وصعوبة في السمع مما قد يفسر بأن سلوكه الحذر قد يسبب هذه المشاكل الحسية.
كذلك ارتباط لون الشعر الداكن بالعدوانية الشديدة، النشاط الجنسي، ومقاومة الجهد في قطاع واسع من الحيوانات، مثلا الأسود ذات الأقدام الداكنة هي أشد عدوانية، كما ارتبط لون الشعر الكستنائي الخفيف هو نتيجة التحصين وامتداداً لهذا فإن الكستنائي قد يكون أكثر ترويضاً من الخيول الداكنة.
كذلك ارتبط اللون الأشهب ( رقعة داكنة ومناطق بيضاء ) بالهدوء، والسلوك الطيع في الكلاب ، القطط ، الفئران ، الأبقار والطيور والجياد .
الخلاصة:
أفضل نصيحة عملية في هذا الوضع هي ألا تحكم على الخيول الكستنائية من ألوانها. وفي الوقت الذي ترتبط فيه ألوان الشعر بالسلوك فإن الدليل ضعيف على أن الخيول الكستنائية حساسة وحارة الدم إن وجد ذلك على الإطلاق. مثل العديد من الأقاويل قد يكون هذا خاضعاً لما يسميه علماء النفس بتأكيد التحامل بمعنى أن الناس قد يتذكرون بصورة لا إرادية أمثلة على خيول كستنائية تؤيد اعتقادهم القائم، ويتجاهلون أمثلة لخيول كستنائية هادئة وأخرى حارة الدماء لا تؤيد اعتقادهم .