جاء في كتاب “المواعظ والاعتبار” للمقريزي أن الملك الناصر محمد بن قلاوون تاسع السلاطين المماليك في مصر، كان شغوفا بامتلاك الخيول العربية الأصيلة، وخاصةً من قبائل “آل مهنا” و”آل الفضل” بمنطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية.
فأما آل مهنا فهم أمراء بريدة عاصمة منطقة القصيم سابقا، وتعتبر أسرة المهنا أبا الخيل من أبرز الأسر المتحضرة في نجد من قبيلة عنزة. وأما أسرة آل فضل فهم من عنيزة، ويعدون كذلك من ضمن العوائل النجدية المشهورة والمعروفة بالسعودية، ويرجع تاريخها إلى منشأها الأول بمدينة عنيزة.
وبسبب حب السلطان محمد بن قلاوون للخيول العربية فقد كان يبالغ في إكرام العرب، ويرغبهم في أثمان خيولهم حتى خرج عن الحد في ذلك، وكانت قبيلة آل مهنا تأتي السلطان بأفضل الخيول العربية دون غيرهم من قبائل العرب، وكان السلاطين المماليك يدفعون الأثمان الباهظة فيها، حتى أتتهم قبائل العرب بأفضل خيولهم. وبلغ آل مهنا في أيام قلاوون أعلى المراتب. كما سطعت شمس عرب آل فضل في القرنين السابع والثامن الهجريين أيام دولة المماليك، فأصبحوا من ملوك العرب وسادات البراري العربية في الشام ومصر والعراق والحجاز ونجد.
ومن أشهر مرابط الخيل الصقلاويات عند آل فضل؛ مربط خيل شيخهم الشهير مهنا بن عيسى بن مهنا، وبصورة عامة فإن آل فضل كانوا جميعا مشهورين باقتناء الخيل العراب صقلاويات وغيرها. وكان السلطان لا يسمح بإهداء أو توزيع الخيل القادمة من قبيلة آل مهنا إلا لأعز الأمراء وأقرب الخواص.
كان السلطان محمد جيد المعرفة بالخيل العربية الأصيلة وصفاتها وأنسابها. ولا يزال يذكر أسماء من أحضرها إليه والثمن الذي دفع فيها، فلما اشتهر بذلك جلب إليه أهل البحرين والأحساء والقطيف وأهل الحجاز أفضل خيولهم، فدفع لهم في الفرس الواحدة من عشرة آلاف درهم إلى عشرين إلى ثلاثين ألف درهم. فلم تبق قبيلة من العرب إلا وأحضرت له أفضل خيلها، وبلغ من شدة حب السلطان للخيول العربية ورغبته فيها أن دفع في يوم واحد ثمناً لشراء بعض الخيول ألف درهم، وتكرر هذا منه أكثر من مرة، فقد بلغ ثمن الفرس الواحد من خيل قبيلة آل مهنا الستين ألف درهم والسبعين ألف درهم، واشترى كثيرا من الأفراس بالثمانين ألف درهم والتسعين ألف، وقد اشترى الفرس “بنت الكرشا” بمائة ألف درهم!.
وكان من عنايته بالخيل أنه كان يتفقدها بنفسه، فإذا أصيب منها فرس أو كبر سنه بعث به إلى المراعي، وكان يشرف بنفسه على ولادة الأمهر وعلى تسجيلها بسجل خاص، فتوالدت عنده خيول كثيرة اغتنى بها عن شراء الخيول.
شيد السلطان قلاوون الكثير من الإسطبلات، وميادين السباق، كما أنه خصص لها فريقا من البدو الماهرين لتدريب الخيل والعناية بها. وكان يقيم السباقات السنوية التي تشترك فيها خيله الخاصة مع خيل الأمراء. ومما يذكر في هذا المضمار أنه في إحدى المرات بعث إليه أحد أمراء قبيلة آل مهنا وهو الأمير مهنا فرسا شهباء على أنها إن سبقت خيل مصر فهي للسلطان، وإن سبقها فرسه ردت إليه، ولا يركبها عند السباق إلا رجل بدوي يقودها، فوصل السلطان إلى ميدان السابق كعادته ومعه أمراؤه، ووقف معه ابنا مهنا، وأرسلت الخيول من منطقة بركة الحاج على عادتها، وفيها فرس مهنا، وقد ركبها البدوي عريا بدون سرج، فأقبلت سائر الخيول تتبعها حتى فازت بالسباق وهي بدون سرج، والبدوي عليها بقميص وطاقية، فلما وقفت بين يدي السلطان صاح البدوي: السعادة لك اليوم يا مهنا لا شقيت….
واستمر الحال على هذا المنوال لبعض الوقت، ثم ضعف الاهتمام بالخيل العربية بعد وفاة السلطان الناصر حيث مات عن أربعة آلاف وثمانمائة فرس، وبطل بعده السباق.
بقي أن نعرف أنه نظرا للشجاعة الفريدة والبسالة التي تميز بها المماليك فقد ساهموا بدور هام في التاريخ الإسلامي، حيث صدوا الزحف المغولي في معركة عين جالوت التي امتطى فيها الفرسان الخيول العربية، وطويت على أيديهم آخر صفحات الغزو الصليبي الذي استمر لقرنين من الزمان، وكان لهم دور هام في النهضة العمرانية والعسكرية في العالم الإسلامي.
كلام عاري عن الصحة
فما ذكره المقريزي عن ابن مهنا ملك العرب فنسبه من قبيلة طي كان رئيس العرب ببادية الشام وحتى العراق في عام ٦٥٠ هجرية كماذكره ابن كثير في البداية والنهاية وأما ابن مهنا القصيم فهو من قبيلة عنزة …فهو متأخر بزمن الدولة السعودية الثالثة
ارجوا الدقة بربط الاسماء والاحداث التاريخية
خبر الاسر القصيميه غير صحيح قطعا
قلاوون عاش في القرن السابع الهجري بينما ابن مهنا عاش في اواخر القرن الثاني عشر الهجري