بقلم كارين ولفسدورف، دكتورة في الطب البيطري | ترجمة الأصالة
جعل الله ميعادا موقوتا لموسم تشبية الأفراس لزيادة فرص أمهارها في البقاء على قيد الحياة خلال فصل الشتاء. وقد أدى هذا النظام الكوني لأن تكون الفرس من الحيوانات التي تتوقف دورة شبقها على الفترة الضوئية (طول النهار) وأن يكون موسم تشبيتها متعدد دورات الشبق، وهذه الحيوانات تكون دورات تبويضها منتظمة استجابة لزيادة طول النهار. وأثناء فصل الشتاء، أو فترات زيادة الظلام، تطلق الغدة الصنوبرية الصغيرة في الدماغ هرمون الميلاتونين الذي يلعب دورا محوريا في موسمية التناسل. ومع ذلك، ما تزال الآلية الدقيقة التي يعمل بها الميلاتونين غير واضحة.
وفي الوقت نفسه، يبدأ محور الغدة النخامية لدى الفرس في التغير. فتفرز القليل من الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية، الذي يحفز نمو الجريبات المبيضية، ويطلق الحد الأدنى من مستويات هرمون ملوتن (الهرمون المنشط للجسم الأصفر)، وهي موجهة الغدد التناسلية التي تسهل نضوج الجريبات والإباضة، أو إطلاق البويضات، فتتوقف موجات نمو الجريبات في معظم الأفراس. نسمي هذه بالفترة اللاشبقية، لأن دورة شبق الفرس تكون قد توقفت. بينما طول النهار والفترة الضوئية (كمية ضوء الشمس) تكون في زيادة، يتبع ذلك الفترة الانتقالية– الفترة بين الفترة اللاشبقية الشتوية وموسم التبويض. وهي يمكن أن تستمر ما بين 60-80 يوما.
ومع تقدم الأيام، ينخفض إنتاج الميلاتونين ويزيد إفراز الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية. هذا يتسبب في بدء إطلاق الغدة النخامية الأمامية للمزيد من موجهات الغدد التناسلية، ولاسيما هرمون ملوتن. ومع زيادة نشاط المبيض، تنمو الجريبات وتتراجع، مما يتسبب في السلوك الشاذ الذي يميز الأفراس التي تكون في دورة شبق.
يمكن أن تتسبب عوامل مثل خطوط العرض والمناخ والعمر وحالة الجسم، والتغذية في الاختلاف الكبير في بداية الانتقال إلى الخريف، ومدة تجفر فصل الشتاء، وبداية تحول الربيع بين مجموعات الأفراس وداخل المجموعة الواحدة. ويبدو أن خطوط العرض المنخفضة، ودرجات الحرارة المحيطة أكثر دفئا، والعشب الأخضر، ومستويات التغذية التصاعدية من أن تعمل على تسريع عملية الانتقال الطبيعي للخروج من فترة تجفر فصل الشتاء، والأفراس الشباب تميل إلى الانتقال في وقت سابق من الأفراس القديمة. تتميز المرحلة الانتقالية المبكرة بنمو العديد من الجريبات الصغيرة (> 20 مم) التي تصبح رتقي (تتراجع ولا تتم الإباضة). ثم، في أواخر المرحلة الانتقالية، يحدث ما بين واحدة وثلاثة من الموجات الجريبية التي لا ينتج عنها إباضة (حيث تنمو جريبات ولكن لا تتم الإباضة)، وكل موجة يكون لها جريب مهيمن أكبر (> 35 مم) لكنه يتراجع. وتعود دورة الشبق العادية مع أول إباضة.
في بعض قطاعات صناعة الخيل (سباق الخيل، على سبيل المثال)، يواجه المربون الضغط الاقتصادي لإنتاج الأمهار في وقت مبكر من العام. فالانطلاق المبكر للدَورَوِيَّة، قبل أن تكون الأفراس نشطة تناسليا، يعني توفر المزيد من دورات الشبق للعمل من أجل الإنتاج، مع احتمال توفر عدد أكبر من فرص الحصول على الحمل، أو استعادة الأجنة في الموسم الواحد في حالة نقل الأجنة. لذلك، استثمر الأطباء البيطريين والمربون في العديد من الموارد من أجل إحداث دَورَوِيَّة مبكرة.
إحدى الطرق الأكثر شيوعا التي تستخدم لتبكير الفترة الانتقالية وإطالة موسم التكاثر هي زيادة الفترة الضوئية اصطناعيا. وقد قام العلماء بأبحاث واسعة النطاق لتحديد المدة المثلى من ضوء النهار وشدته، واتفق أغلبهم على أن ما لا يقل عن 14.5 ساعة متواصلة من الضوء و107 لكس (وحدة شدة الضوء) (لمبة 100 واط) إضاءة مثالية. والعامل الرئيسي في كيفية استجابة الأفراس للضوء هي مدة انخفاض الظلام. وفي بعض الحالات، نجد أن الأفراس التي تركت في ظلام دامس لمدة 9.5 ساعات وتعرضت لمدة ساعة لضوء باستخدام أجهزة ضبط الوقت، وهي ما تزال في الداخل، قبل أن تعاد إلى الظلام، تستجيب بنفس طريقة الأفراس التي تتعرض لضوء بشكل مستمر.
من المهم أن ندرك أن هذه البروتوكولات، ومع ذلك، فقط لتسريع بداية الفترة الانتقالية ولإحداث هذا التحول، يجب أن تبدأ العلاج لفترة 60 يوما. وإذا لم تكن بروتوكولات الضوء خيارا، فيجب على المربين الانتظار حتى تزيد مدة طول اليوم طبيعيا أو التحايل على دورة شبق الفرس عن طريق العقاقير.