الجمعية العالمية البيطرية للخيول | ترجمة الأصالة
تعتبر الفعالية الإنجابية للخيول المستأنسة دائما دون الفعالية الخاصة بالخيول التي تعيش في قطعان برية. وفي مثل هذه الأوضاع تعيش الفحول نموذجيا مع الأفراس في شكل مجموعات مع وجود الفحول الأخرى في شكل جماعات عُزّاب، أو في بعض الأحيان مجموعات انتقالية مختلطة.
يختلف الرعي الحديث وممارسات التربية والبنى الاجتماعية للخيول المستأنسة بشكل كبير من الأحوال الطبيعية. على سبيل المثال نميل نحن البشر إلى تربية الفحول المستأنسة بمعزل عن الأفراس والخيول الأخرى بجانب إجراء التشبية الطبيعية (تحت السيطرة) واستخلاص السائل المنوي باستخدام جهاز الفانتوم والمهبل الاصطناعي. ولقد تسببت هذه الإدارة الحديثة لعملية التشبية في تباين كبير بين السلوك الجنسي للخيول المستأنسة ونظيراتها البرية حيث تطورت خيارات أنظمة التزاوج في ظروف طبيعية.
في معظم الأجناس الثديية تختار الإناث بعولها لأنها هي دائما التي تستثمر ما في وسعها فيما يتعلق بالاستثمار الإنجابي والأبوي، ويبدو أن هذا هو الحال مع الخيول أيضا.
في الآونة الأخيرة برهن فريق بيطري بقيادة كبير المحققين الدكتور البيطري دومنيك بيرغر، إلى جانب علماء تطور إحيائي واختصاصي جينات مناعة، أن إدراك الفحول لرائحة الفرس يمكن أن يقود إلى شكل من أشكال ” القذف الاستراتيجي للمني”. ومن المرجح أن مثل هذه التفاعلات تتأثر بمختلف العوامل بما في ذلك الجينات ذات الأشكال المتعددة جدا الخاصة بما يعرف بمعقد التوافق النسيجي، والتي ثبت أنها تؤثر على الرائحة واختيارات القرين أو الزوج في سلسة من الفقاريات بما في ذلك الإنسان. من الناحية المثالية يتجنب الذكور والإناث القرناء الذين لديهم معقد توافق نسيجي مماثل، الأمر الذي قد يعني أن الهدف إما هو لتعزيز تنوع معقد التوافق النسيجي في الذرية (أي تجنب زواج الأقارب) و/أو توفير ميزة مناعية للنسل. ويبرهن هذا على أن التواصل الاجتماعي يؤثر مباشرة على النجاح الإنجابي.
يوفر هذا الفهم لآثار التفاعل الاجتماعي بين الفحول والأفراس فيما يتعلق بكفاءتها الجنسية معلومات قيمة قد يستفيد منها المربين والأطباء البيطريين في المستقبل لاختيار ما هو أفضل في إدارة التشبية.