أفضى المؤتمر العالمي السابع لخيول السباق العربية، الذي أقيم تحت رعاية مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي، بمشاركة أكثر من 500 شخص، ومئات الخبراء والأطباء البيطريين والملاك والمربين والفرسان، والذي أقيم في العاصمة الإيطالية «روما»، بين 25 و28 مايو الحالي، إلى تقديم 25 توصية مهمة لتطوير السباقات، والاهتمام بتربية الخيول العربية، مختتماً بها الحدث الكبير الذي يقام تحت شعار «عالم واحد»، بتمثيل 81 دولة من 6 قارات، ضمن فعاليات المهرجان، التي تهدف لإعلاء شأن الخيول العربية في العالم، والحفاظ على أهم السلالات الأصيلة منها، وتعريف شعوب العالم والمهتمين بالخيول العربية الأصيلة، والحفاظ على أهم السلالات الأصيلة في الجزيرة العربية، والاستفادة من الخبرات، ووضعها في قالب من القبول، وتطبيقه إذا كان ضرورياً.
شكراً راعي الحدث
ووجه المؤتمرون في ختام المؤتمر، رسالة شكر إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، على جهود سموه الحثيثة التي تدعم الخيول العربية الأصيلة، ودور المهرجان العالمي في الارتقاء بها، استكمالاً لمسيرة ونهج المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
ويأتي تنظيم المهرجان، بتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الذي يتضمن كأس زايد، وبطولة العالم لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للسيدات، وبطولة «أم الإمارات» للفرسان المتدربين، وكأس مزرعة الوثبة ستد، وجوائز دارلي التقديرية لـ «أم الإمارات» هوليوود 2016، وكأس مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للقدرة، وكأس سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لفرق السيدات للقدرة.
الورشة بإشراف لارا
وحرصت لارا صوايا المدير التنفيذي للمهرجان، على الإشراف على ورشة العمل، التي تم فيها تلخيص ما دار خلال جلسات المؤتمر، بالإضافة لتقديم كافة المقترحات من الملاك والمدربين والفرسان والإعلاميين والمهتمين من الخبراء بالسباقات، وامتد النقاش لأكثر من الوقت المقرر بساعة كاملة.
ومن أهم التوصيات التي خرج بها المؤتمر، النظر في توحيد القوانين والقواعد والشروط، وتشكيل لجنة لتوحيد تصنيفات الخيول العربية، ومواجهة التحدي للاهتمام بصناعة الخيول العربية وتطويرها، واستخدام التقنيات الحديثة في دعم المربين، إلى جانب ضرورة تفعيل دور المرأة في مجال الرياضة، ونشر الثقافة الرياضية وزيادة الوعي، وتطوير السباقات لتنافس الخيول المهجنة، من خلال زيادة السباقات في العالم.
وناقشت الجلسة الأخيرة من المؤتمر العالمي لخيول السباق العربية، مستقبل هذه السباقات، وكيفية الانتشار، وترك بصمة قوية على تربية الخيول العربية، إلى جانب سباقات التكامل، التي تهدف إلى زيادة حالة الوعي، وأثيرت مواضيع مهمة حول السباقات، وطرحت بعض الأفكار، منها دعم سباقات الخيول العربية للوصول بها إلى العالمية، وأعرب المتحدثون عن تفاؤلهم بالمستقبل المشرق لسباقات الخيول العربية، بفضل النجاح الذي حققه المهرجان.
وأكد دكتور عبد الله الريس، أن الموقع الجديد سيكون تحت مسمي أريبيان هورس ريسنج دوت كوم.
إلى جانب النظر إلى مستقبل الخيول العربية الأصيلة، والحفاظ عليها، والتحديات التي تواجهها، ودعم المربين والشباب، والتثقيف الصحي للفرسان ودعمهم من خلال زيادة البحوث التي تقوم بها جامعة جون موريس ليفربول، والتأكد من الأمور الأساسية التي تحكم هذه الأمور بمنتهى الشفافية، وطرح المشاكل، وإيجاد الحلول، والتعاون بين الجميع.
مطالبة بتمديد الموسم
كما أثير خلال ورشة العمل، مطالبة كثير من الملاك والمربين، بتمديد فترة الموسم الإماراتي بالنسبة إلى سباقات الخيول العربية الأصيلة، حتى تكفي حاجة العدد الكبير من الخيول، وفي بعض الأحيان، يتم تسجيل أكثر من 70 خيلاً خاصة في سباقات الخيول المبتدئة.
وتقرر طرح وجهة النظر على هيئة الإمارات لسباقات الخيل مع ممثلي أندية الفروسية في أبوظبي ودبي والعين والشارقة، حيث اقترح البعض زيادة السباقات في كل نادٍ، مع مراعاة فترة الراحة للخيول. وفي نفس السياق، أثير موضوع توليد الخيول في بلد المنشأ، ومن ثم ترحيلها إلى بلد أوروبي لتنشأ هناك، وأجاب د. عصام عبد الله مدير جمعية الإمارات للخيول العربية، بأنه لا يوجد قانون يمنع هذا الأمر، وتظل هوية الجواد كما هي في البلد الذي ولد فيه. كما شارك ياسر مبروك ممثل هيئة الإمارات لسباق الخيل في النقاش الثر، وأجاب عن الاستفسارات الخاصة بهيئة الإمارات لسباق الخيل، مؤكداً استعدادهم لتوضيح أي معلومة في ما يخص القواعد واللوائح.
السباقات الخليجية
وأثير أيضاً موضوع عدم السماح لبعض الدول الخليجية، إشراك الخيول القادمة من الخارج في سباقاتها المحلية، والسماح لهم بالمشاركة في السباقات الدولية، حيث إن الدولة الوحيدة التي تسمح، ومفتوح سباقاتها بمشاركة الخيول الخارجية، هي الإمارات. وتقرر الاتصال بممثلي هيئات السباقات في الدول الخليجية «الإمارات، قطر، والبحرين، وعمان»، لعقد اجتماع مشترك، لبحث هذا الأمر، بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، قبل انطلاق نهائيات النسخة الثامنة من المهرجان في أبوظبي بتاريخ 13 نوفمبر، وإقامة السباق الأغلى في العالم، جوهرة تاج الشيخ زايد البالغ جائزته المالية 1.2 مليون يورو.
تركيز
تركزت ورشة العمل حول المواضيع التي لم يكن هناك وقت كافٍ لمناقشتها خلال المحاور السابقة، أبرزها هوية الجواد العربي، وأين وصلت سباقات الخيول العربية، وتسجيلات الخيول مع جمعية الإمارات للخيول العربية، وتوفير قاعدة بيانات التي وعد بها المهرجان في مطلع شهر نوفمبر المقبل، وسوف يكون هناك تعاون بين ريسنج بوست وباريس تيرف، وايكوبسي، وإنشاء موقع على الإنترنت، يحتوي على قاعدة بيانات الخيول.
خبير أميركي: نؤيد تكامل الأدوار بين الخيول العربية والأصيلة
أكد الأميركي كيث براكبول الخبير في سباقات الخيل، على تكامل الأدوار بين الخيول العربية والخيول الأصيلة، وقدم براكبول، الشكر إلى لارا صوايا المدير التنفيذي لمهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، على النجاح الذي ظل يحققه المهرجان، والاهتمام الكبير، ودعوة الخبراء والمختصين من مختلف أنحاء العالم للمشاركة بآرائهم وتبادل الخبرات، وأكد براكبول على مساندته فكرة تكامل الأدوار بين الخيول العربية والخيول الأصيلة، وأشار إلى أن مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أسهم في جوانب أخرى غير السباقات، مثل السياحة بين أميركا وأبوظبي، وغيرها من الجوانب غير المباشرة، وأشار براكبول إلى أنه لا يفضل المنافسة بين الخيول العربية والخيول الأصيلة، ولكنه يدعو للتعاون.
مؤشرات ايجابية
ومن جهته، قال مذيع مسرح هوليوود الأميركي إيدي ميرفي، الذي يعمل في مجال السينما وطرق مجال العمل الرياضي من خلال دورات الألعاب الأولمبية، إن المهرجان يعطي مؤشرات إيجابية من خلال النشاط الذي يقوم به، سواء في تطوير الخيول العربية أو جائزة دارلي في هوليوود، والجوانب الإنسانية الأخرى.
وأشار ميرفي إلى أن الأهداف مهما صعبت، يمكن تحقيقها بالتحدي وروح العمل الواحد، كما هي طبيعة مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وضرب ميرفي مثلاً بكرة القدم في أميركا، موضحاً أن الكثيرين قبل 20 سنة لم يتوقعوا انتشار كرة القدم في أميركا، ولكن الوضع تغير بشكل غير متوقع خلال سنوات قليلة، على عكس التوقعات. وطالب ميرفي بالبحث عن كثير من القصص المشوقة للمتلقي، وهي قصص خلف الكواليس، فالسباقات تكون لدقائق معدودة، ولكن وراءها وبعدها قصص كثيرة تستحق التأمل.
حلول مناسبة لتنفيذ المقترحات والتوصيات
تضمنت التوصيات التي خرج بها مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، إيجاد الحلول المناسبة للارتقاء بتربية الخيول العربية، وبناء هرم بين المربين والملاك، وإطلاق مبادرة لتسهيل نقلها بين الدول، واستنباط رؤية لمشاطرة الملاك والمربين في عملية التطوير، والمضي قدماً في جانب التعلم من الأخطاء، لتسهيل صناعة الخيل العربي، وحماية الحصان العربي الأصيل، والحرص على تفعيل دور الإعلام في نشر رياضة الخيول العربية، والعمل بروح الفريق الواحد، للتضامن في حب الخيول العربية الأصيلة، ودعم صغار المربين، من خلال السباقات المخصصة، ومنها كأس مزرعة الوثبة. وأكد الحضور العالمي من 81 دولة، على الفوائد العديدة التي خرج بها المؤتمر، بعد تلمس كثير من العقبات التي يمكن حلها وفق المقترحات التي قدمت، والوعود الجدية التي باشرت إدارة المهرجان في البدء في تنفيذها، من خلال تحديد اجتماعات تنسيقية في هذا العام في أبوظبي.
مولن سفير المهرجان
تم اختيار الفارس ريتشارد مولن بطل الفرسان في الإمارات العام الماضي، سفيراً لمهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد لمساعدة الفرسان الناشئين، من خلال إسداء النصح والإرشادات.
وعبر مولن عن سعادته بهذا الاختيار، الذي أعلنته لارا صوايا المدير التنفيذي للمهرجان في ختام ورشة العمل.