بقلم: كارين ريفكين | ترجمة الأصالة
هارموني، الفرس العربية ذات اللون الأبيض البالغة من العمر 35 عاما واحدة من الفرسين المشاركتين في مجموعة طوعية كونت حديثا بواسطة ميغان براوت وإيسثر سيغل وكاي ليبرنخت من أجل الأطفال الذين يعانون الأسى لفقد الأعزاء.
إنه لشعور رائع كذلك أن يجلس المرء في الشمس في فناء مشجر من وادي ريدوود مع ماغي، الفرس العربية الأخرى ذات اللون الأبيض التي يبلغ عمرها 28 عاما وهي تمرغ رأسها بدفء على رأسك وتداعب شحمة أذنك بلطف…حتى لو أفسد تلك الروعة العشب المبلل باللعاب والممضوغ جزئيا الذي يسقط من فمها على لوحة مفاتيح الكمبيوتر المحمول!
نشأت براوت في منطقة خليج سان فرانسيسكو، و تنقلت في أنحاء العالم و انتهى بها الأمر لتعيش في منطقة البحر الكاريبي. عندما توفي زوجها بشكل غير متوقع في عام 2011 واجهت الحزن والأسى رأسا برأس. عادت إلى منطقة خليج سان فرانسيسكو وانضمت إلى مجموعة من المكلومين البالغين. كان أحد أبنائها يبلغ من العمر 4 سنوات فقط في ذلك الوقت وكان صغيرا جدا حتى ينضم إلى المجموعة ولكنه عندما بلغ 6 سنوات كان كبيرا بما يكفي لفهم الحزن والتعاطي معه.
تقول براوت: “إنه لأمر مدهش حقا”، و تضيف: “بعد وفاة زوجي، كان ابني مترددا في الانضمام إلى أي شيء وكان له من يقوم بشئونه وقد عانى من الأسى. انضم بعد ذلك إلى المجموعة وبدأ يشعر بالارتياح والتواصل مع الآخرين الذين عانوا من حالات مماثلة. لأول مرة لم يعد يشعر بأنه وحيد في حزنه وقد جعلته التجربة طبيعيا “.
لقد كان الأمر بمثابة شفاء لبراوت بمقابلة الآباء الآخرين الذين كانوا يشعرون بالوحدة ويحاولون مساعدة أطفالهم في الحزن بينما يعايشون أحزانهم الخاصة.
انتقلت براوت إلى أوكيه وبحثت عن جماعات مماثلة ولم تكن هنالك جماعات. في يناير اتصلت على ديك لوماغي منسق التعزية بدار العجزة بمنطقة أوكيه، الذي أشار لها نحو برنامج دار العجزة بمقاطعة ليك. ذكر لها إنه لا يمكن الحصول على خدماتهم إلا عن طريق الإحالة من إحدى الكليات المحلية.
اتصل عليها مرة أخرى بعد خمس دقائق شخص وطلب منها حضور التدريب على مهارات شاملة للتعامل مع الحزن والفجيعة في مقاطعة ليك. شاركت وفي قرارة نفسها تكوين مجموعة مواساة للأطفال المكلومين تكون تابعة لدار العجزة بأوكيه.
أما سيغل الذي كان لديه بعض العملاء من الصغار الذين فقدوا الآباء وكانوا يفتقرون للخدمات اتصل بلوغامي الذي ساعد المرأتين على التواصل.
يقول سيغل الذي كان يعمل مع الخيول ويدرس ركوب الخيل لاكثر من 30 سنة و ينظم ركوب خيل علاجي للأشخاص ذوي الإعاقات: “لقد وصفت لهم مجموعة بها خيول كنت قد كونتها في الماضي للعائلات التي فقدت أطفالها عن طريق الانتحار”.
تقول ليبرنيخت التي عملت على نحو متقطع مع سيغل على مر السنين إن الخيول ظلت دوما تشكل جزءا كبيرا من حياتها و كانت ملاذا لها. فهي فقدت ابنتها في 1989 وعلى الرغم من مرور بعض الوقت على ذلك إلا أنها لا تزال تعاودها، بطبيعة الحال، الذكريات والمشاعر حول هذا المصاب الجلل.