الثبات على صهوات الخيل أمر ليس بالسهل، ويحتاج إلى تدريب طويل، وصبر، وقوة. إلا أن هذا الصحابي تجاوز كل هذه المراحل، بفضل الله، ثم ببركة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي دعا له بالثبات، لتأتي الإجابة على الفور، فيثبت جرير على الخيل دون تدريب ولا تعب.
فقد ورد في صحيح البخاري أن جرير بن عبدالله قال: “ما حجبني النبيُّ صلى الله عليه وسلم منذُ أسلمتُ، ولا رآني إلا تبسمَ في وجهي. ولقد شكوتُ إليه أني لا أثبتُ على الخيلِ، فضرب بيدِه في صدري وقال: اللهم ثبتْه، واجعلْه هاديًا ومهديّا”.
في هذا الحديثِ فضيلةٌ لجَرِيرِ بنِ عَبْدِ اللهِ رضِي اللهُ عنه كما يُخبِرُ عن نَفسِه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يَحجُبْه مُنذُ أَسْلَمَ، يَعنِي: من دُخولِتى دَاره، أي: كان يَأذَنُ كُلَّما استأذَنَ، وليس مَعناه أنَّه يَدخُلُ بدون استئِذانٍ أو يَرى أَزواجَه، ولم يَكُنْ يَراه إلَّا تَبَسَّمَ، وقد شكَا إليه جَريرٌ أنَّه لا يَثبُتُ على الخَيلِ، فضَرَبَ بيَدِه على صَدرِه وقال: “اللَّهُمَّ ثَبِّتْه واجْعَلْه هاديًا مهديًّا“. فلمْ يَسقطْ جَرِيرٌ بعدَ ذلكَ عنْ فَرسٍ. وفي الحديثِ: أنَّ الصَّحابَةَ مَهما كان يُصيبُهم من أمرٍ كانوا يُخبِرون النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم به؛ طالِبينَ النَّصيحَةَ والدُّعاءَ.
قال إبراهيم الساحلي – أديب ومهندس معماري من مدينة غرناطة:
ركبوا إلى الهيجاء كل طمرة … من نسل أعوج أو بنات الأبجر
من كل مخضوب الشوى عبل التوى … عاري النواهق مستدير المحجر
من أحمر كالورد أو من أصفر … كالتبر أو من أشهب كالعنبر
وبكل صهوة أجرد متغضب … إلاّ إذا ضحك السنان السمهري