بقلم: كريستا ليشتي-لاسير | ترجمة الأصالة
إذا كانت لديكم أفراس إنتاج فإنكم تعلمون أن إيواءها بالقرب من الأفحل أو الحيوانات المخصية يمكن أن يكون خطر بالنسبة للأجنة: فقد توصل باحثون تشيك مؤخرا إلى أن الأفراس الحوامل يمكن أن تجهض أجنتها كرد فعل على التوتر لمنع الوأد المستقبلي.
يوضح الدكتور لودك بارتوس، أستاذ ورئيس قسم في قسم علم السلوك من معهد علم الحيوان في جامعة براغ، وأستاذ علم الحيوان وعلم السلوك في كلية الزراعة الحيوية والغذاء، والموارد الطبيعية في الجامعة التشيكية لعلوم الحياة في براغ بقوله: ” في البرية لوحظ أن بعض الأفحل تقتل المهور التي لم تنجبها. حتى في البيئات المحلية فإن الأفراس، بوعي أو لا شعوريا توقعا لتلك الحادثة قد تجهض أجنتها إذا كانت تشك في أن الوأد يمكن أن يحدث”.
ويقول بارتوس إن الأفراس تبدو أكثر عرضة للإجهاض عندما تكون معزولة بسور من الفحل أو الخصي. بطريقة أو بأخرى تدرك الفرس أنه بسبب الانفصال، فإن المهر الذي سوف تنجبه ليس نتاج ذلك الذكر. لكنها لا تدرك أن السياج سيشكل حماية كافية لمهرها في المستقبل. لوقف هذا الذكر من قتل مهرها بعد الولادة فإن جسدها يحدث رد فعل إجهادي يؤدي إلى نفوق المهر الذي لم يولد بعد.
ويقول: ” ينشأ الضغط عن خشية أن يرتكب الذكر ” المجاور ” الوأد في يوم من الأيام بمجرد أن تلد مهرها. “ربما تعاني من جميع العمليات المعروفة المرتبطة بالإجهاد و/أو الناجمة عن الإجهاد. ولذلك فإن الآلية النهائية المجهضة الملموسة النهائية قد تكون متغيرة، ولكنها قاتلة للجنين على أية حال “.
في دراساتهم الأخيرة؛ درس بارتوس وزملاؤه الباحثون كيف أن إدارة التشبية وأين تم رعي الخيول الذكور والإناث أثرت على معدلات الإجهاض في الأفراس. لأول مرة قيموا في البداية 81 سجلا لأفراس الإنتاج التشيكية واكتشفوا أنه عندما تم أخذ الأفراس بعيدا من أجل التشبية ثم أعيدت إلى مواقعها في وجود خيول ذكور (الحيوانات المخصية أو الفحول)، كانت الذكور تميل لإظهار سلوكيات الاهتمام الجنسي نحو الأفراس وأظهرت الأفراس مثل هذه السلوكيات، كذلك.
يقول بارتوس انتهى الحمل بالإجهاض في 22٪ من الحالات التي كانت الأفراس في نفس الحظيرة كما الخيول الذكور. ولكن عندما تم فصل الأفراس من الخيول الذكور بسور ارتفع هذا المعدل إلى 54٪. على النقيض من ذلك، فإن أيا من الأفراس التي تمت تشبيتها على فحول الحظيرة لم تجهض.
وفي دراسة ثانية، قاموا بفحص 77 حالة من الأفراس التشيكية التي تمت تشبيتها عن طريق التلقيح الاصطناعي لأفحل لم تكن توجد حيث وجدت الأفراس. ووجد الباحثون نتائج مماثلة- هذه الأفراس كانت تميل أيضا إلى إجهاض أجنتها. مرة أخرى لعب التسوير دورا هاما: أي أن 54٪ من حالات الحمل أجهضت عندما تم فصل الأفراس من الذكور بسور، مقارنة ب 12٪ عندما كانت الأفراس في نفس الحظيرة.
وأضاف بارتوس أن العامل الآخر المهم الذي لعب دورا في نجاح الحمل كان عدد المهور الحية التي أنجبت بالفعل. كلما زاد عدد المهور الحية السابقة كانت الفرس على الأرجح أكثر حفاظا على الحمل الحالي، بغض النظر عن وضعية الإيواء / التسوير.
يقول بارتوس: “قد يكون من المفيد بالنسبة للأفرس الشابة تجنب خطر الإصابة من قبل فحل عندما تحاول حماية مهرها بما أنها يمكنها بسهولة تعويض الحمل الحالي بآخر نظرا لمعدلات خصوبتها المرتفعة نسبة لشبابها”. “هذا هو على النقيض مع الأفراس المسنة التي قد تواجه صعوبات في تعويض الحمل الحالي بآخر. من ثم تختار الفرس الحل الأفضل بين خيارات سيئة بشكل عام “.
ولتشجيع الحمل الصحي يوصي بارتوس أن تبقى الأفراس الحوامل من الناحية المثالية بعيدا عن نظر وسمع وشم والاتصال مع الفحول أو الحيوانات المخصية ما لم تكن تقيم مع الفحل الذي أنجب المهر.
وقال: “اذا لم يكن ذلك ممكنا، من ثم فإن احتمال تعطيل الحمل أقل ثماني مرات عندما تكون الفرس في حظيرة واحدة مع الذكور بدلا من فصلها منها بسياج” و أضاف: “ربما يكون هذا على ضوء ما يفعله الملاك بشكل حدسي. يأمل الملاك غالبا في الحفاظ على الافراس الحوامل في مأمن في بادوك يفصلها أو يمنحها راحة من الذكور وهو في حقيقة الأمر الخيار الأكثر خطورة.